حذّر تقرير نشره موقع الإندبندنت البريطاني، اليوم السبت، من "الوباء المتزايد للاستغلال الجنسي للأطفال المهاجرين الواصلين إلى اليونان، وما يتعرضون له من إساءة المعاملة للبقاء على قيد الحياة وجمع نقود لدفعها للمهربين في سبيل السفر من اليونان إلى المملكة المتحدة، وأجزاء أخرى من شمال أوروبا".
"أنا لا أفعل ذلك لأنني أحب الجنس ولكن ليس لدي المال، ولا أي خيار"، هذه عبارة واحدة من العديد من الأطفال اللاجئين الذين أجبروا على تقديم خدمات جنسية للبقاء على قيد الحياة في اليونان، حيث إن الفتاة في الرابعة من العمر من بين الذين اغتصبوا في المخيمات التي كان من المفترض أن توفر لهم الحماية.
ويقول إليني كوتسوني، وهو طبيب نفسي في عيادة أطباء بلا حدود في أثينا، لـ"الإندبندنت" إن عددا متزايدا من طالبي اللجوء يتقدمون بشكاوى حول الاستغلال الجنسي".
ويتابع "إنها ليست شيئا يتحدثون عنه بسهولة، يطلبون الأمان والحماية، وأن يحصلوا على الطعام في فصل الشتاء".
ويوضح التقرير الصادر عن جامعة "هارفارد" الأميركية زيادة الاستغلال والانتهاك الجنسي في البلاد التي تضم 62 ألفاً من طالبي اللجوء الذين تقطعت بهم السبل بسبب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا وإغلاق الحدود عبر أوروبا.
ويقول إنّ "الأطفال اللاجئين غير المصحوبين فى اليونان الذين يكافحون للوصول إلى بريطانيا ومناطق أخرى فى شمال أوروبا، يتعرضون للاستغلال الجنسي، إذ يضطرون إلى بيع أجسادهم من أجل تأمين أموال لدفعها للمهربين لمساعدتهم على مواصلة رحلتهم".
ويذكر التقرير، الذي أعدته الدكتورة فاسيليا ديجيديكى والبروفيسورة جاكلين بهابها في مركز الصحة وحقوق الإنسان بالجامعة، أن متوسط المقابل المادي للاستغلال الجنسي للطفل يبلغ 15 يورو، مشيرا إلى أن المجموعة الأكبر من الأطفال المتورطين في تلك العلاقات تحمل الجنسيات الأفغانية بجانب السوريين والعراقيين والإيرانيين، مشيرا إلى أن غالبية الزبائن من الرجال في سن 35 عاماً فما فوق.
ودعت الدكتورة فاسيليا ديجيديكى إلى "اتخاذ إجراءات فورية على جميع المستويات لوضع حد لما يتعرض له الأطفال المهاجرون من إيذاء وحرمان من الطفولة وبيع أجسادهم فى وضح النهار فى قلب أثينا، لكي يبقوا على قيد الحياة".
وبحسب التقرير، فإن الخوف عند الأطفال يمنعهم من الإبلاغ عن تعرضهم للاستغلال والعنف، برغم وجود مراكز متخصصة وفرتها السلطات اليونانية.
بدورها، قالت البروفيسورة جاكلين بهابها، إن التقرير يوثّق جانبا مروعا من أزمة الأطفال المهاجرين، وحجم الاستغلال الجنسي الذي يتعرضون له كإستراتيجية للبقاء. وناشدت الهيئات الوطنية والإقليمية والدولية الاهتمام بهذه الأزمة، وتخصيص موارد بشرية ومالية كافية للتصدي لهذا الوضع.
وقدم التقرير عددا من التوصيات من أبرزها وضع حد لاحتجاز الأطفال المهاجرين فى اليونان، وتوفير ملاجئ أكثر تخصصا لمن تعرض منهم للإيذاء، وتحسين نظام الوصاية القانونية، وكذلك عملية جمع البيانات المتعلقة بهؤلاء الأطفال.
وسبق لجمعيات خيرية، أن حذرت من ارتفاع معدل إيذاء النفس ومحاولة الانتحار في مراكز الاحتجاز وأماكن أخرى في اليونان، حيث قتل شخص واحد على الأقل من طالبي اللجوء هذا العام وسط تزايد اليأس من الهروب.