وشكر سلامة بسخرية مرة القضاء المصري في رسالته:" شكراً لمصر الحبيبة على هذا الكرم، فقد كنتم أرحم بإعدامكم هذا من هذا العدو، الذي يوم أن أصدر حكمه عليّ قبل عشرين عاماً رفض إعدامي، وكانت التوصية المقدمة للقضاء العسكري، إن أمثال هذا الشخص لا يجب أن يموتوا، فالموت هو ما يطلبونه وفيه راحة لهم، ولكن يجب أن يترك أمثال هؤلاء في السجون ليموتوا كل يوم، ليعذبوا حتى يتمنوا الموت فلا يجدونه، فكان حكمهم علي بثمانية وأربعين مؤبداً وثلاثين عاماً. أمضيت منها، حتى الآن، عشرين عاماً، حتى جاء حكمكم يا أهل مصر، ليرأف بحالي، ويعجل موتي وموت إخواني، فكنتم بذلك خير سند وخير جار".
وتابع: "فوالله الذي لا إله إلا هو ما الموت يخيفنا ولا السجن يرهبنا، والأمل بالله كبير وثقتنا بإخواننا في كتائب القسام الذين مرغوا أنف هذا المحتل وقتلوا وخطفوا جنوده لأكبر من أحكامكم، ولا نقول إلا ما يقوله رسولنا الكريم .. حسبنا الله ونعم الوكيل".
وقال سلامة في رسالته التي وصلت "العربي الجديد"، عبر خطيبته غفران زامل، : "الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين، في مثل هذه الأيام من كل عام يطلب مني كتابة رسالة بمناسبة ذكرى اعتقالي، والجميع قد سمع وقرأ رسالتي الأخيرة، في العام الماضي، والتي أعلن عنها خالد مشعل أبو الوليد على الهواء مباشرة بعبارة "وصلت رسالتك"، وقدر الله أن تخوض غزة معركة العصف المأكول التي اعتبرت معركة فارقة في تاريخ هذا المحتل، وانتصرت غزة بمقاومتها وبكتائبها، وتلقى هذا المحتل أكبر هزيمة وخرج خائباً بآلياته وجنوده، بعد أن عصفت بهم غزة، وما زالت هذه المعركة مليئة بالألغاز التي لم تكشف بعد، ويكفي أنها جددت الأمل لدى آلاف الأسرى بأن الفرج أصبح قريباً، وأن بقاءهم في السجون أصبح مسألة وقت.
وقال: "وفي هذا العام ونتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى والتنقلات المستمرة قررت ألا أكتب، واكتفيت بما فتح الله به على المقاومة من نصر عظيم، وفي ظل هذه الأجواء وإذا بالإذاعات تحمل إلينا خبر أحكام بالإعدام على قادة الإخوان المسلمين في مصر، ومنهم أسماء شهداء وأسرى فلسطينيين، وكان اسمي أحد هذه الأسماء، فاعتبرت الحكم وسام مصر العظيمة لأسير فلسطيني في ذكرى اعتقاله العشرين تكريماً له على هذه السنوات الطويلة، والتي ما زالت مستمرة ويستمر معها العذاب والألم والمعاناة لهذا الأسير ولأهله".
وعلقت زامل، خطيبة سلامة التي تسكن الضفة الغربية المحتلة لـ"العربي الجديد": "هذا الحكم هو وصمة عار على جبين القضاء المصري ودليل وهن وضعف، ويعكس الوجه القبيح للانقلاب العسكري في مصر على الشرعية".
وقالت: "تلقيت وعائلته الخبر باستهجان كبير من الإعلام، فالمخابرات المصرية كانت الوسيط بين حركة"حماس" والاحتلال الإسرائيلي لإطلاق سراح سلامة في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وهي من أخبرت سلامة أن الاحتلال يرفض إطلاق سراحه ضمن أسرى الصفقة".
وأكدت: "المخابرات المصرية هي الشاهد على الصفقة والوسيط الذي جلس مع سلامة مراراً وتكراراً، وهي التي تتهمه، اليوم، رغم أنه في المعتقل الإسرائيلي منذ عام 1996، لكن المخابرات المصرية تصر على توريط غزة في مشاكل مصر".
وارتبطت زامل (30 عاماً) بالأسير سلامة (43 عاماً) عام 2011، ولم تره أو يسمح لها الاحتلال بزيارته إطلاقاً.
وتعرفت زامل، وهي أسيرة محررة على سلامة من خلال كتبه التي نشرها، وهي "الثبات" و"الثأر المقدس".
ولم يصدر أي موقف رسمي أو تعليق من السلطة الوطنية الفلسطينية على قرار المحكمة العسكرية المصرية اليوم، القاضي بإعدام شهداء فلسطينيين هم: حسام الصانع، تيسير أبو سنيمة، رائد العطار، وحسن سلامة المحكوم بـ 48 مؤبداً و20 عاماً، وهو معتقل منذ 1996، وقضى، حتى الآن، 19 عاماً في المعتقلات الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً:
إحالة أوراق مرسي وبديع إلى المفتي في قضية السجون
أردوغان يدين الحكم ضد مرسي
"العفو الدولية": إحالة مرسي للمفتي "تمثيلية"
شكاوى للأمم المتحدة واللجنة الأفريقية لمواجهة إعدام مرسي