الأزمات الداخلية تغيّب كبار القادة عن "دافوس 2019"

22 يناير 2019
خلال افتتاح المؤتمر (فابريس كوفريني/ فرانس برس)
+ الخط -
تبدأ أعمال المنتدى الاقتصادي  العالمي "دافوس  2019"، اليوم الثلاثاء، بينما يطفو على السطح الغياب اللافت لقادة تشكل بلدانهم ثقلًا في الاقتصاد العالمي، لأسباب تتعلق بأزمات يواجهونها داخل بلدانهم.

ويغيب عن أعمال نسخة العام الحالي، عدد من القادة بينهم الرئيس الأميركي  دونالد ترامب، والصيني شي جين بينغ، والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

ويأتي الغياب المتكرر، بفعل استمرار غلق المؤسسات الحكومية الأميركية، وأزمة السترات الصفراء في فرنسا، وأزمة "بريكست" في المملكة المتحدة، وتباطؤ اقتصادي حاد تشهده الصين.

ويشكل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة والصين معا، نحو 38.7 بالمائة من الناتج الإجمالي العالمي في 2017، بقيمة 31 تريليون دولار، من مجموع 80 تريليون دولار. ورغم هذا الغياب وأن قادة آخرين تمثل بلدانهم ثقلا اقتصاديا أقلّ، إلا أن المنتدى العالمي، التزم بأحد أهم أعرافه كما يقول، وهو توقيت انعقاده من دون تغيير.

وتناقش نسخة العام الحالي، عبر أكثر من 120 ندوة وجلسة تمتد من الثلاثاء حتى الجمعة المقبل، التغيرات المناخية والتطورات التكنولوجية ومخاطرها.

كما يناقش المنتدى الثورة الصناعية الرابعة، والثورة الاجتماعية الرابعة، وإنترنت الأشياء، والتحول في صناعة الطاقة، والتباطؤ الاقتصادي العالمي. ويجمع المنتدى، كبار الشخصيات الاقتصادية والسياسية حول العالم، وأصحاب كبريات الشركات، مثل جيف بيزوس أثرى رجل في العالم، وصاحب شركة "أمازون"، وبيل غيتس مؤسس "مايكروسوفت" وغيرهما.

وتتطرق جلسات عدة في المنتدى، إلى مناقشة مستقبل الطاقة، والغذاء، والنقل، والصناعة، والتعليم، والعمل، والصحة، والمعلومات، والترفيه، والاستثمار، والتجارة الدولية. وبحسب المنتدى، وصل أكثر من 3 آلاف شخص من القادة ورؤساء الحكومات والوزراء وأصحاب الشركات، إلى بلدة دافوس الجبلية في سويسرا، التي تكتسي بالثلج في مثل هذا الوقت من كل عام.

ومن المرتقب خلال إبريل/ نيسان المقبل، انطلاق أعمال منتدى دافوس الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتستضيفه الأردن.

وعلى هامش اليوم الأول لمنتدى دافوس قال مارتن جيلبرت الرئيس التنفيذي المشارك لشركة الاستثمارات البريطانية "ستاندرد لايف أبردين" إن عددًا من الأحداث الجيوسياسية على مدى الاثني عشر شهرًا الماضية أدت إلى تدهور بيئة الاستثمار بشكل ملحوظ. وخلال حديثه مع شبكة "سي إن بي سي" على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، ضرب جيلبرت مثلا بالصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كمثالين على مدى تأثر معنويات الأسواق. وأضاف: "هناك الكثير من المخاطر الجيوسياسية في النزاع بين الولايات المتحدة والصين، بالتأكيد نحن في مكان أسوأ مما كنا عليه قبل عام"، محذرا من أن الاقتصاد العالمي قد يواجه المزيد من الرياح المعاكسة هذا العام، ما قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في الأسواق.


وحسب جيلبرت فإنه على الرغم من أن الاقتصاديين يقولون إن النمو العالمي سيكون على ما يرام في العام المقبل، إلا أن أسواق الأسهم تخبرنا بشيء مختلف تمامًا، لافتا إلى أنه عادة ما تكون الأسواق مؤشرًا جيدًا للمستقبل، وهي تعطينا لمحة إلى أن هناك بعض المشاكل في المستقبل.

ركود الاقتصاد الأميركي

أما مؤسس أكبر صندوق تحوط على مستوى العالم، بريدجووتر أسوشيتس، الملياردير، راي داليو، فقال على هامش منتدى "دافوس" الاقتصادي: إنه يرى مخاطر شديدة باحتمالية تعرض الاقتصاد الأميركي للركود عام 2020. وأضاف داليو خلال مناقشات المنتدى العالمي أن الركود القادم في الاقتصاد الأميركي يقلقه بشكل كبير، معرباً عن مخاوفه إزاء المشكلات الاجتماعية والقلاقل السياسية.

وكان داليو قد أسس الصندوق عام 1975 ويدير حالياً أصولاً بنحو 160 مليار دولار لصالح 350 عميلاً حول العالم، من بينهم صناديق تقاعد شركات وصناديق عامة.

الإنتاج الصخري

وفي موضوع آخر قال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن زيادة معدل الإنتاج الصخري لكل من النفط والغاز ستكون لها تداعيات هائلة على أسواق الطاقة العالمية لسنوات عديدة. وأوضح بيرول في حديثه مع شبكة "سي إن بي سي" على هامش منتدى دافوس، "إذا كان أي شخص يعتقد أننا شهدنا التأثير الكامل للنفط الصخري الأميركي، فهو إذن يرتكب خطأ فادحا".

وواصل بيرول القول إنه ما لم يكن هناك حدث جيوسياسي كبير سيكون من الصعب جدا رؤية الأسعار تقترب من 90 دولارا للبرميل - كما فعل خام برنت في أكتوبر/ تشرين الأول 2018. وبدأت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومجموعة من المنتجين المستقلين جولة جديدة من تخفيضات الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا منذ بداية يناير/ كانون الثاني الجاري.


(العربي الجديد، رويترز، الأناضول)

المساهمون