قال وزير المياه والري الأردني حازم الناصر، في تصريحات لـ"العربي الجديد" اليوم الأربعاء: إن الحكومة ستطرح مناقصة دولية خلال أشهر قليلة، لتنفيذ مشروع أنبوب المياه الناقل بين البحر الأحمر والبحر الميت، تمهيداً لبدء التنفيذ قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف الناصر، أن الجانب الأردني بصدد الانتهاء من الدراسات اللازمة للمشروع، إذ تشير التقديرات إلى كلفة بنحو 900 مليون دولار للمرحلة الأولى وسيتم تمويلها من خلال مساهمات الدول والجهات المانحة.
وتابع وزير المياه والري الأردني، "سيتم تنفيذ المشروع وفق نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT) ما سيعزز الوضع المائي للأردن للسنوات الخمس المقبلة".
وكانت كل من الأردن وفلسطين والاحتلال الإسرائيلي قد وقعوا العام الماضي اتفاقاً لتقاسم موارد المياه يشتمل على بناء محطة تحلية على خليج العقبة جنوب الأردن ومد خط أنابيب يربط البحر الأحمر بالبحر الميت.
وينص الاتفاق على تزويد الأردن لإسرائيل بنحو 30 - 50 مليون متر مكعب من المياه المحلاة سنويّاً، بينما تحصل الأردن على 30 مليون متر مكعب من المشروع، و50 مليون متر من المياه العذبة القادمة من بحيرة طبريا (الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية) لتزويد المناطق الشمالية الأردنية بالماء، فيما تحصل فلسطين لاحقاً على 30 مليون متر مكعب سنوياً.
وقال البنك الدولي المهتم بالمشروع في بيان سابق: إن محطة التحلية ستقام في ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر، وتقوم بتحلية المياه ليتقاسمها الجيران وسيتم إرسال المياه شديدة الملوحة الناتجة عن عملية التحلية شمالا في أنبوب طوله 180 كيلومتراً إلى البحر الميت.
وأوضح الوزير الأردني أن الأنبوب الناقل بين البحرين هو مشروع أردني بامتياز من حيث التخطيط والتنفيذ والإدارة حيث سيؤمن المشروع المياه العذبة للأردن بكلفة معقولة كمرحلة أولى وتزويد البحر الميت بكميات مياه للحد من تراجع مساحته متر سنويّاً.
وعن علاقة الاحتلال الإسرائيلي بالمشروع، قال حازم الناصر: إنه سيتم تزويده بـ 50 مليون متر مكعب سنويّاً من المياه المعالجة في إيلات وسيدفع كلفة المتر المكعب كاملاً وسيأخذ الأردن في المقابل بدل هذه الكمية 50 مليون متر مكعب من مياه طبريا شمالاً لخدمة مناطق محافظات البلاد الشمالية بسعر ثابت للمتر المكعب وهو 270 فلساً للمتر المكعب.
ويعاني الأردن أزمة كبيرة تتمثل في نقص المياه الصالحة للشرب، خاصة مع استقباله لأكثر من 1.4 مليون لاجئ سوري وتراجع هطول الأمطار في السنوات الأخيرة.
كما سارعت الحكومة الى تنفيذ مشاريع مائية عاجلة لمواجهة النقص الحاد في المياه ومن ذلك حفر آبار ارتوازية في مناطق عدة وخاصة الشمالية من البلاد التي تعاني أكثر من غيرها بسبب اللجوء السوري.