تتزايد المخاوف في الأردن من تأثر السياحة والاقتصاد بشكل إضافي غداة الهجوم في الكرك الذي أوقع عشرة قتلى بينهم سائحة كندية، في بلد يعاني أصلاً من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب أوضاع المنطقة.
وتضرر قطاع السياحة في الأردن خلال السنوات الأخيرة وتتحمل المملكة عبء استقبال النازحين من سورية والعراق، حيث تراجع عدد السياح والعائدات منذ ذلك الحين في بلد تجاوز دينه العام 34 مليار دولار.
ويقول شاهر حمدان، رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر في الأردن، إن "قطاع السياحة في الأردن يتأثر بأي حدث عالمي أو إقليمي فما بالك عندما يكون حدثاً إرهابياً في الداخل".
وأضاف أن "القطاع يعاني أصلاً أزمة، نحن في الأردن لدينا وضع أمني جيد مقارنة بالدول المجاورة وبالتالي أي إقلاق لوضع الأمن في الأردن سيؤدي إلى تأثير مباشر على السياحة". مشيراً إلى أن هجوم الكرك وما حصل في قلعتها التاريخية وخلال تواجد مجموعات سياحية ماليزية وكندية "سيؤدي طبعا لتأثير سيء" على قطاع السياحة.
وفي المملكة عشرات المواقع السياحية أبرزها مدينة البتراء الأثرية، إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، والبحر الميت الذي يعد اخفض بقعة على وجه الأرض ناهيك عن خواصه العلاجية، والمغطس حيث موقع عماد السيد المسيح.
وهجوم الكرك (جنوب) الذي استهدف مركزاً أمنياً ودوريات شرطة أسفر عن عشرة قتلى بينهم سبعة رجال أمن وسائحة، قبل مقتل أربعة مسلحين تحصنوا في قلعة الكرك في رابع حدث إرهابي يقع خلال عام 2016.
ويعتمد اقتصاد الأردن البالغ عدد سكانه حوالى 9.5 ملايين نسمة وتشكل الصحراء نحو 92% من مساحة أراضيه، إلى حد كبير على دخله السياحي الذي يشكل نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي.
وتراجع الدخل السياحي حتى نهاية أكتوبر/ تشرين أول 2016 ليبلغ 3.1 مليارات دولار، فيما كان تجاوز 4 مليارات دولار عام 2015.
وتأثر الوضع الاقتصادي أيضاً نتيجة انقطاع الغاز المصري وسط ارتفاع أسعار النفط وتدفق اللاجئين من العراق وسورية ثم إغلاق الحدود مع البلدين الجارين.
من جانبه، يقول سميح المعايطة وزير الإعلام الأسبق والكاتب والمحلل السياسي،"نحن في منطقة ملتهبة بالتالي أي حدث من هذا النوع يؤثر حتماً على السياحة والاقتصاد".
وأكد أن "المسلحين الذين قتلوا في الكرك كانوا يخططون لعمليات إرهابية أكبر، لا سمح الله لو وصلت تلك الخطط لمرحلة التنفيذ لكان التأثير سيكون أكبر على الاقتصاد والسياحة".
من جانب آخر، رأى حمدان، أن حادث الأمس "أفسد على الأردنيين فرحة الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة وهذا أيضاً يؤثر على الواقع السياحي".
وقرر قائمون على احتفالات أعياد الميلاد في الأردن إلغاء الاحتفالات المقررة في بلدات الفحيص (غرب عمان) ومادبا (جنوب) والحصن باربد (شمال) "تضامناً مع شهداء الوطن".
استهداف الشرطة والسياح
من جهته، قال محمد أبو رمان من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، "سابقاً لم يكن رجل الأمن هدفاً بالنسبة للتيار (الجهادي) في الأردن وبالتالي لم يكن هناك مواجهات".
وأضاف "اليوم أصبح أي شرطي و أي سائح هدفاً وهنا تكمن المشكلة لأنه مهما كانت قدرة أي جهاز أمني في العالم لا يمكن أن يستطيع حماية كل الأهداف، خصوصاً أن القائمة واسعة".
واعتبر أبو رمان، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن "هذا النمط من الإرهاب لا يمكن لأي جهاز أمني في العالم مواجهته دون خسائر فادحة".
وأكد أن "هناك نقطة تحول مرعبة في وضع التيار الجهادي في الأردن (...) قبل سنة كنا نتحدث عن تيار في الأردن متعاطف مع الجهاديين بسبب استغلال موضوع استهداف السنة في العراق وسورية اليوم نتحدث عن خلايا ومجموعات".
وأضاف أبو رمان "بات هناك مجموعات من الشباب يشعرون أنهم جزء من داعش وبالتالي هم جزء من معركة تنظيم داعش مع الأردن في المنطقة".
وهجوم الكرك هو الحادث الإرهابي الرابع في الأردن هذا العام.
والكرك هي مسقط رأس الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي أسقط التنظيم طائرته التي كانت تقصف الجهاديين في الرقة شمال سورية قبل أن يبث في فبراير/ شباط 2015 تسجيل فيديو على الإنترنت يظهر عملية إحراقه حياً في قفص.
وأوقع هجوم على مكتب لدائرة المخابرات في البقعة شمال عمان في 6 يونيو/حزيران الماضي خمسة قتلى من رجال المخابرات.
وقتل سبعة أشخاص في هجوم بسيارة مفخخة لتنظيم داعش استهدف موقعاً عسكرياً أردنياً يقدم خدمات للاجئين السوريين أقصى شمال شرق المملكة على الحدود مع سورية، في 21 يونيو/حزيران.
وأحبطت أجهزة الأمن في مارس/ آذار الماضي مخططاً إرهابياً في محافظة إربد، مرتبط بتنظيم "داعش" ضد أهداف مدنية وعسكرية عقب مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين أدت الى مقتل سبعة مسلحين وضابط أمن.
(فرانس برس)
اقــرأ أيضاً
ويقول شاهر حمدان، رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر في الأردن، إن "قطاع السياحة في الأردن يتأثر بأي حدث عالمي أو إقليمي فما بالك عندما يكون حدثاً إرهابياً في الداخل".
وأضاف أن "القطاع يعاني أصلاً أزمة، نحن في الأردن لدينا وضع أمني جيد مقارنة بالدول المجاورة وبالتالي أي إقلاق لوضع الأمن في الأردن سيؤدي إلى تأثير مباشر على السياحة". مشيراً إلى أن هجوم الكرك وما حصل في قلعتها التاريخية وخلال تواجد مجموعات سياحية ماليزية وكندية "سيؤدي طبعا لتأثير سيء" على قطاع السياحة.
وفي المملكة عشرات المواقع السياحية أبرزها مدينة البتراء الأثرية، إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، والبحر الميت الذي يعد اخفض بقعة على وجه الأرض ناهيك عن خواصه العلاجية، والمغطس حيث موقع عماد السيد المسيح.
وهجوم الكرك (جنوب) الذي استهدف مركزاً أمنياً ودوريات شرطة أسفر عن عشرة قتلى بينهم سبعة رجال أمن وسائحة، قبل مقتل أربعة مسلحين تحصنوا في قلعة الكرك في رابع حدث إرهابي يقع خلال عام 2016.
ويعتمد اقتصاد الأردن البالغ عدد سكانه حوالى 9.5 ملايين نسمة وتشكل الصحراء نحو 92% من مساحة أراضيه، إلى حد كبير على دخله السياحي الذي يشكل نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي.
وتراجع الدخل السياحي حتى نهاية أكتوبر/ تشرين أول 2016 ليبلغ 3.1 مليارات دولار، فيما كان تجاوز 4 مليارات دولار عام 2015.
وتأثر الوضع الاقتصادي أيضاً نتيجة انقطاع الغاز المصري وسط ارتفاع أسعار النفط وتدفق اللاجئين من العراق وسورية ثم إغلاق الحدود مع البلدين الجارين.
من جانبه، يقول سميح المعايطة وزير الإعلام الأسبق والكاتب والمحلل السياسي،"نحن في منطقة ملتهبة بالتالي أي حدث من هذا النوع يؤثر حتماً على السياحة والاقتصاد".
وأكد أن "المسلحين الذين قتلوا في الكرك كانوا يخططون لعمليات إرهابية أكبر، لا سمح الله لو وصلت تلك الخطط لمرحلة التنفيذ لكان التأثير سيكون أكبر على الاقتصاد والسياحة".
من جانب آخر، رأى حمدان، أن حادث الأمس "أفسد على الأردنيين فرحة الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة وهذا أيضاً يؤثر على الواقع السياحي".
وقرر قائمون على احتفالات أعياد الميلاد في الأردن إلغاء الاحتفالات المقررة في بلدات الفحيص (غرب عمان) ومادبا (جنوب) والحصن باربد (شمال) "تضامناً مع شهداء الوطن".
استهداف الشرطة والسياح
من جهته، قال محمد أبو رمان من مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، "سابقاً لم يكن رجل الأمن هدفاً بالنسبة للتيار (الجهادي) في الأردن وبالتالي لم يكن هناك مواجهات".
وأضاف "اليوم أصبح أي شرطي و أي سائح هدفاً وهنا تكمن المشكلة لأنه مهما كانت قدرة أي جهاز أمني في العالم لا يمكن أن يستطيع حماية كل الأهداف، خصوصاً أن القائمة واسعة".
واعتبر أبو رمان، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن "هذا النمط من الإرهاب لا يمكن لأي جهاز أمني في العالم مواجهته دون خسائر فادحة".
وأكد أن "هناك نقطة تحول مرعبة في وضع التيار الجهادي في الأردن (...) قبل سنة كنا نتحدث عن تيار في الأردن متعاطف مع الجهاديين بسبب استغلال موضوع استهداف السنة في العراق وسورية اليوم نتحدث عن خلايا ومجموعات".
وأضاف أبو رمان "بات هناك مجموعات من الشباب يشعرون أنهم جزء من داعش وبالتالي هم جزء من معركة تنظيم داعش مع الأردن في المنطقة".
وهجوم الكرك هو الحادث الإرهابي الرابع في الأردن هذا العام.
والكرك هي مسقط رأس الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي أسقط التنظيم طائرته التي كانت تقصف الجهاديين في الرقة شمال سورية قبل أن يبث في فبراير/ شباط 2015 تسجيل فيديو على الإنترنت يظهر عملية إحراقه حياً في قفص.
وأوقع هجوم على مكتب لدائرة المخابرات في البقعة شمال عمان في 6 يونيو/حزيران الماضي خمسة قتلى من رجال المخابرات.
وقتل سبعة أشخاص في هجوم بسيارة مفخخة لتنظيم داعش استهدف موقعاً عسكرياً أردنياً يقدم خدمات للاجئين السوريين أقصى شمال شرق المملكة على الحدود مع سورية، في 21 يونيو/حزيران.
وأحبطت أجهزة الأمن في مارس/ آذار الماضي مخططاً إرهابياً في محافظة إربد، مرتبط بتنظيم "داعش" ضد أهداف مدنية وعسكرية عقب مواجهات بين قوات الأمن ومسلحين أدت الى مقتل سبعة مسلحين وضابط أمن.
(فرانس برس)