الأردن.. قوى شبابية تجابه اتفاقية الغاز مع عدوهم

03 ديسمبر 2014
#غاز_العدو_احتلال
+ الخط -

#غاز_العدو_احتلال بهذا الهاشتاج/الوسم بدأ الحراك الشعبي الأردني من فئة الشباب المناهض لاتفاقية الغاز بين الأردن واسرائيل، كإشارة من ناشطين شباب من مختلف القوى والحراكات الشبابية بأن هذا الاتفاقية ينتظرها رد فعل مناهض لها.

ويأتي هذا الهاشتاج الذي تحول من رمز افتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى التعبير عن حالة غضب وسخط شعبي تمثله تلك الفئات الشبابية على الأرض، تعبيرا عن رفض الشارع الأردني لاتفاقية الغاز بين الأردن وإسرائيل، التي ستدخل حيز التنفيذ قريبا، وسط تنصل حكومي في الخروج بتبرير يكبح جماح غضب الأردنيين على هذه الاتفاقية.

ومنذ إعلان شركة الكهرباء الوطنية الأردنية عن اتفاقية ستؤدي إلى تزويد المملكة الأردنية بالغاز من حقل لوثيان اإاسرائيلي لمدة 15 عاما قادما، وبقيمة 15 مليار دولار، بدأت القوى والحراكات الشبابية الأردنية بتنفيذ سلسلة من الفعاليات الافتراضية والواقعية لمناهضة هذه الاتفاقية.

واستهل الناشطون من الحراكيين الشباب تلك الفعاليات بهاش تاج #غاز_العدو_ احتلال تلاها دعوات لتوحيد صور الـ"بروفايلات" على موقع الـ"فيسبوك" بصورة مكتوب عليها كلمة "عار" في إشارة إلى الاتفاقية، بالاضافة إلى تغذية الصفحات الخاصة للحراكات الشبابية على "فيسبوك" بمنشورات تدعو الشارع الأردني إلى التحرك لمجابهة تلك الاتفاقية.
 
هذه الجهود الشبابية استطاعت أن تفرز لجنة موحدة لمناهضة الاتفاقية، وهي اللجنة التنسيقية للمجموعات المناهضة لاستيراد الغاز من العدو الصهيوني.

الطبيب الشاب هشام البستاني، من "مسار تحرري"، أحد أبرز منظمي الفعاليات الاحتجاجية للاتفاقية، تحدث لـ"جيل العربي الجديد"، عن تنظيم مجموعة كبيرة من المحاضرات التوعوية حول الموضوع وخطورته الاستراتيجية الكبيرة، بالإضافة إلى طباعة وتوزيع مجموعة كبيرة من المنشورات والملصقات المتعلقة بهذا الموضوع والتي تدعو لمجابهة التطبيع مع الكيان الصهيوني. وعن النية في استمرار الاعتصامات وتكرارها أمام شركة الكهرباء الأردنية، التي وقعت رسالة النوايا الأولية لاستيراد الغاز من العدو، فضلا عن عريضة شعبية لجمع تواقيع الكترونيا وماديا، وسيتم رفعها إلى رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، "سعيا إلى إيصال صوت الرفض الشعبي لهذه الاتفاقية، وللتطبيع بالمجمل" كما قال البستاني شارحا.

وهناك جهود شبابية استطاعت انجاز دراسة علمية مشتركة بين اللجنة التنسيقية للمجموعات المناهضة لاستيراد الغاز من العدو الصهيوني، ومركز أبحاث بلاتفورم، المختص بشؤون الطاقة، ومقره في لندن، لحساب المبلغ الذي سيدخل خزينة إسرائيل من مجموع قيمة الصفقة، والتي قيمتها 15 مليار دولار، تدفع على 15 عاما، حيث تبين أن مبلغ 8.4 مليار دولار سيدخل خزينة العدو الصهيوني، فيما سيذهب مبلغ 2.93 مليار دولار على شكل أرباح إلى ثلاث شركات إسرائيلية شريكة في الحقل.

وبمقارنة موقف الأحزاب السياسية الخجول من هذه الاتفاقية، مع موقف الشباب من الناشطين يتبين غياب الأحزاب والقوى الوطنية التام عن هذا الملف الاستراتيجي، فباستثناء بعض البيانات التي لا تحقق شيئا على الأرض، لم تقم هذه القوى والأحزاب بأي دور.

ومن طرفه، علق الناشط عبدالله الشامي، عضو حملة "الأردن تقاطع": "لا أرى أن المسؤولية تقع على عاتق الشباب فقط، بالنسبة لي هناك مسؤولية على كل من يملك بعض من الوقت للتفكير والخدمة العامة باستغلال هذا الوقت لخدمة قضايا مختلفة ومنها العمل على مقاطعة كيان مثل إسرائيل، وزيادة عزلته الاقتصادية والسياسية".

ويضيف الشامي: "عادة ما يكون الوقت الأمثل للعمل على هذه القضايا هو الوقت الذي يتوفر في سنوات الدراسة الجامعية"، مؤكدا على ضرورة استمرار العمل في فترة ما بعد الدراسة في مثل هكذا نشاطات "خصوصا وأن قضية مثل مقاطعة إسرائيل لا تنتهي في ظرف عام أو عامين، بل من خلال عمل شعبي طويل الأمد".

أما مريم جعجع، وهي من أعضاء المؤسسة العربية لحماية الطبيعة، فتفسر أهمية دور الشباب في مواجهة اتفاقية الغاز بقولها: "علينا ألا نقبل بالتطبيع وكأنه أمر واقع، ورفضه يستلزم من فئة الشباب الأردنيين إدراكه".

وتبقى أسئلة الاستجابة لمطالب الشارع بايقاف هذه الاتفاقية المُشينة، معلقة أمام شركة الكهرباء، لا بل المشرعين في الأردن، الذين ينادي بعضهم بفضها، وأصحاب القرار!

المساهمون