تعتبر الأزمة البيئية من أبرز وأكبر أزمات القرن الحادي والعشرين، لكن قلما يتوجه إليها الأدب بالعموم ولا سيما أدب الطفل، رغم أنه قد يكون وسيلة يساعد بها "الأدب الأخضر" في تشجيع الأطفال على الاقتراب من بيئتهم وفهم مشاكلها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظم قصص الأطفال لها علاقة بعالم الغابات والحيوانات.
عربياً، يكاد أن يكون الأدب البيئي معدوماً، رغم أن بعض الدراسات الأجنبية كانت قد وجدت في رواية "رجال في الشمس" كواحدة من أوائل الروايات التي عالجت موضوع التغيرات
المناخية. وإذا كان الأدب البيئي العربي للكبار نادراً جداً، فهو قد يكون كذلك أيضاً بالنسبة إلى الكتب التي تتوجه إلى الطفل، على الرغم من أن القصة العربية التي تكتب للطفل غالباً ما يكون مسرحها الطبيعة دون أن تتوجه مباشرة إلى مشكلاتها. وفي هذا السياق، يأتي كتاب الباحثة ريهام رفعت، أستاذة التربية في جامعة عين شمس، الصادر حديثاً تحت عنوان "الأدب البيئي للأطفال- نحو مستقبل بلا إيكوفوبيا" عن منشورات "الدار".
وبحسب مقدمة الناشر "يعد الكتاب أول مؤلف من نوعه يتناول القضايا البيئية المختلفة في الأدب البيئي للأطفال في محاولة لترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة، في ظل التغيرات المتلاحقة التي يشهدها الكوكب".
ويضيف إن هذه المشكلات المناخية التي تمس مستقبل الطفل بشكل مباشر باتت "تستوجب نشر الثقافة التوعوية البيئية لدى الناشئة اعتمادًا على الأدب كأداة لتعزيز الإقبال على التعاطي مع المفاهيم والقضايا البيئية".
يتناول الكتاب العديد من الموضوعات، منها؛ الأدب البيئي للأطفال كجسر للتربية البيئية، والإيكوفوبيا، واضطراب نقص الطبيعة، والحكمة البيئية لأدب الأطفال، وعصر الإنسان الأنثروبوسين، والبقاء مع المشكلة والأدب البيئي عبر المناهج، وغيرها من المواضيع الشائكة التي قلما طرحت على مستوى الدراسات العربية.