يرفض كثيرون الاعتراف بأهمية النوم، فيما يعتبره آخرون بمثابة مضيعة للوقت. في هذا الإطار، يشرحُ أستاذ علم الأعصاب والنوم في جامعة "أوكسفورد" في بريطانيا، راسل فوستر، أهميّة النوم في حياة الإنسان، فيقول إن "الإنسان يمضي 36 في المائة من حياته نائماً، أي أنه ينام 32 عاماً إذا عاش 90 عاماً". ويلفت إلى أن "الدماغ لا يتوقف عن العمل خلال النوم. على العكس، يزداد نشاط بعض المناطق فيه".
يوضح فوستر أن "العلماء اختلفوا حول ماهية النوم". لكنه أشار إلى أن هناك ثلاث فوائد، وهي الترميم، أي تعويض الطاقة التي أحرقناها خلال النهار، وتعزيز الذاكرة. كما يلفت إلى أن قدرة الإنسان على تقديم الحلول أو الابتكار عادة ما تأتي بعد النوم.
يتابع فوستر أن "المراهق يحتاج إلى تسع ساعات من النوم يومياً، بينما بالكاد يحصل على خمس ساعات". يضيف أنه "يجب على المراهقين الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية لمدّة ساعة على الأقل قبل النوم، بعدما أثبتت الدراسات أثرها السلبي، وخصوصاً في فترة ما قبل النوم".
تجدر الإشارة إلى أن باحثين نرويجيين كانوا قد أجروا دراسة شملت نحو عشرة آلاف مراهق تتراوح أعمارهم بين 16 و19 عاماً، بينت أنه كلما أمضى المراهق وقتاً أطول أمام شاشة الكمبيوتر أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية، واجه متاعب في النوم. وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يمضون أكثر من أربع ساعات يومياً على الأجهزة الإلكترونية قد يواجهون متاعب في النوم بنسبة 49 في المائة.
طرحت الدراسة، التي نُشرت على موقع صحيفة "بي أم جي أوبن"، مجموعة من الأسئلة على المراهقين، تمحورت حول الروتين المتبع للنوم أيام الأسبوع وأيام الإجازات، ولاحظت أن الفتيات يستخدمن الحاسوب والتلفاز والهاتف الجوّال وغيرها بمعدّل خمس ساعات ونصف يومياً، أما الصبيان فيمضون وقتاً أكثر بقليل من ذلك أمام هذه الشاشات، أي بمعدّل ست ساعات ونصف يومياً.
من جهتها، تقول الباحثة في "مركز النرويج للأبحاث الصحيّة"، ماري هايسينج، "يجب الابتعاد عن جميع الأجهزة الإلكترونية، وليس جهاز التلفزيون أو الحاسوب فقط، لأنها تمنع المراهقين من القيام بأية أعمال أخرى، فضلاً عن آثارها السلبية على طبيعة نومهم". فيما علّق فنوستر على الدراسة واصفاً إياها بـ"المهمة" لأنها تشير إلى الأثر السلبي لاستخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.