وأكدت مصادر مطلعة في المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، أن المفاوضات بين الجانبين التركي والروسي لم تثمر حتى اليوم، الأربعاء، أي اتفاق يتعلق بوضع مدينة تل رفعت وقرى عربية في محيطها، مشيرة إلى أن المفاوضات "لم تتعثر، ولكن هناك بحثا في كثير من التفاصيل".
وفيما توقعت المصادر، التي فضّلت عدم التطرق لاسمها لأنها غير مخولة بالحديث العلني، التوصل لاتفاق خلال أيام، أشارت إلى أن المفاوضات "ربما تفضي إلى فتح الطريق الذي يربط مدينة حلب التي تقع تحت سيطرة النظام بمدينة إعزاز التي تقع تحت سيطرة المعارضة غير بعيد عن الحدود السورية التركية".
من جهته، اكتفى النقيب سعيد أبو الحزم، وهو قيادي بالجيش السوري الحر في الشمال السوري، بالقول في حديث مع "العربي الجديد"، إن "تحرير مدينة تل رفعت بات قريبا".
وتقع مدينة تل رفعت إلى الشمال من مدينة حلب بنحو 40 كيلومترا، وكانت من أوائل المدن السورية في الشمال التي خرجت عن سيطرة قوات النظام أواخر عام 2012، إبان اندفاعة كبرى للمعارضة السورية سيطرت من خلالها على الشمال السوري برمته.
وأكد قيادي في الجيش السوري الحر، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن مدينة تل رفعت "لا تزال تحت السيطرة الروسية"، مشيرا إلى أن المفاوضات حولها "تجري بين الأتراك والروس، ولا دخل للنظام أو المعارضة فيها".
وأضاف القيادي "لا شيء واضحا حتى اللحظة، ولكن الروس وعدوا بتسليمها الأربعاء أو الخميس". وأكدت مصادر مطلعة أن الجانب الروسي "يريد إدارة تركية مباشرة لمنطقة تل رفعت"، مضيفة أنه يبدو لدى الروس تحفظ حول بعض فصائل الجيش السوري الحر في الشمال ويريدون وجوداً تركياً عسكرياً مباشراً.
وكانت الوحدات الكردية سيطرت على مدينة تل رفعت وقرى في ريفها يسكنها عرب، في فبراير/ شباط 2016، إبان اندلاع أزمة بين الأتراك والروس، إذ دعمت موسكو، في ذلك الحين، "الوحدات" الكردية رداً على إسقاط طائرة روسية من قبل طائرة تركية.
كما تسيطر "الوحدات" الكردية على نحو 60 مدينة وبلدة وقرية في شمال حلب، عدد كبير منها سكانها عرب سوريون، كما أن هناك قرى يسكنها أكراد سوريون، أو تركمان، أو شركس. وتأتي مدينة تل رفعت في مقدمة المواقع التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب"، إضافة إلى بلدات كفر نايا، ودير جمال، والشيخ عيسى، وكفر ناصح، وإحرص، وحربل، وعين دقنة، وأم حوش، ومنغ، ومرعناز، وفافين، والزيارة، وتل شعير، وتل رحال، ومريمين، وتل عجار، وأم القرى، وسواها من القرى والبلدات.
ويعد الوضع في شمال حلب معقدا في ظل وجود بلدتي نبّل والزهراء اللتين تقعان تحت الحماية الإيرانية، حيث تنتشر مليشيات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. كما زاد نزوح آلاف المدنيين من عفرين إلى تل رفعت من تأزيم الأوضاع في المنطقة، رغم وجود محاولات إعادة هؤلاء النازحين إلى منازلهم في عفرين بعد استقرار الأوضاع الأمنية. ويستعد عشرات آلاف النازحين من تل رفعت ومحيطها تشردوا في المخيمات للعودة إلى منازلهم بعد عامين من النزوح إثر دخول الوحدات الكردية إلى مناطقهم وقيامها بحملة "تعفيش" (نهب) طاولت كل شيء في المنطقة.