في 14 إبريل/ نيسان الحالي، اكتشف جون ج، سونتاج شيئاً غريبًا أثناء قيامه برحلة علميَّة على متن طائرة P3 عبر بحر القطب الشمالي، وذلك أثناء عمله مع وكالة الفضاء الأميركيّة "ناسا". P3 هي طائرة خاصّة تستخدم فقط للرحلات الاستكشافيَّة والبحوث، ويتم اختبار أحدث التقنيات العلميَّة على متن هذه الطائرة، خصوصاً خلال رحلات الاستطلاع. ولكن، لهذه الرحلات هدف آخر أيضاً، وهو كشف حالة التربة، وإمكانيّة تطبيق النظم الإيكولوجية الحديثة.
كان ذلك يوم أحد عندما رأى سونتاج من خلال الطائرة مجموعة دوائر متحدة المركز. على بعد حوالي 80 كيلومترا شمال شرق نهر دلتا ماكنزي، أكّد سونتاج أنّه لم ير شيئاً من هذا طوال سنوات عمله، وأضاف: "لقد كانت دوائر متشكلة حول مركز أسود". نظرت "ناسا" إلى صور سونتاج، وطلبت المشورة من خبراء بحريين. وأكّدت أنَّ هذه الهياكل المكتشفة هي أكثر إثارة من أيّ شيء آخر تم اكتشافه في السنوات الماضية.
أرادت "ناسا" دراسة الجليد البحري الصلب حول هذه المنطقة المكتشفة. لأنّه بسبب التغيرات المناخيّة العالمية، لم تتجمد هذه المنطقة بشكل صلب منذ عام 2013. وأكّدت "ناسا" أنّه ليس من السهل الحصول على تفسير منطقي وعلمي اعتمادًا فقط على صور فوتوغرافية مأخوذة من طائرة P3، أو من خلال صور الأقمار الصناعية. "حتّى الخبراء لا يمكن الوثوق بتفسيراتهم، لأنَّ كلّ الآراء حول هذه الثقوب السوداء المكتشفة على الأرض، لا تزالُ مجرّد تكهُّنات".
لكن، لماذا تشكّلت هذه الثقوب؟
يقترح العالم والت ماير، الباحث في المركز الوطني للثلج والجليد في الولايات المتحدة الأميركيّة، أنَّ هذه الثقوب من الممكن أن تكون مصنوعةً من قبل بعض الحيوانات. إذْ إنَّ هذه الحيوانات بحاجة إلى وجود ثقوب عبر الجليد كي تستطيع تنفس الأوكسجين. إذْ تشكّل هذه الثقوب مدخلاً للهواء، تعود إليها الحيوانات مراراً وتكراراً وبشكل مستمر.
وأشار ماير إلى أنَّ الفقمة مثلاً، تمتلك مخالب قوية جدًا، وهي تستطيع تدمير الصفائح الجليديّة الصلبة وتشكيل ثقوب. ولكن لعالم الجليد من جامعة ماريلاند، كريس شومان، رأي مختلف تماماً، فهو يعتقد بأنّه ليس للحيوانات أي علاقة بهذه الثقوب، إذْ يظن بأنه في داخل البحر توجد ينابيع قويّة جداً من المياه الساخنة تتدفق مياهها بقوة نحو سطح البحر. وهذا الماء الصاعد نحو الأعلى يساهم في ذوبان الجليد وتشكيل هذه الثقوب.
(العربي الجديد)