علم "العربي الجديد" أن اتفاقا في مراحله الأخيرة يتم وضعه بين النظام السوري، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة التل بريف دمشق، ينص على نقل عناصر التنظيم فيها إلى مناطق سيطرته في الرقة.
وقال الناشط الإعلامي أبو البراء التلي من مدينة التل، لـ"العربي الجديد"، إن "مدينة التل محاصرة بشكل خانق منذ نحو ستة شهور، والوضع يزداد سوءا يوما بعد آخر وخاصة مع الثلوج وانخفاض درجات الحرارة، في حين تفتقد المنطقة المواد الغذائية والطبية ومواد التدفئة".
وأشار إلى أنه "خلال الأشهر الماضية جرت أكثر من محاولة للتفاوض مع النظام لفك الحصار إلا أنها لم تنجح، وإلى اليوم لا أحد يعلم ما يريده النظام، فهو يماطل ويختلق الحجج لاستمرار الحصار وتجويع مئات آلاف المدنيين في التل".
اقرأ أيضا: "داعش" يهدّد بريطانيا بإصدار جديد يعدم فيه 5سوريين
بدوره، أكد مصدر مطلع من المدينة لـ"العربي الجديد" "أن هناك مفاوضات بين النظام و"داعش" علمنا بها مؤخراً، وقد قاربت أن تصل لاتفاق، ينص على خروج عناصر التنظيم من التل إلى الرقة، خلال أسابيع قليلة، حيث تلقى عناصر التنظيم أوامر من أميرهم في المنطقة بتجهيز أنفسهم للخروج من التل".
وبحسب المصدر أيضاً، فإن "التنظيم بدأ خلال الفترة الماضية بالظهور علنا في الشوارع، حيث يقيم عناصره الحواجز عند بعض النقاط التي يسيطرون عليها كما يقومون بإغلاق الطرقات، ويرفعون على مقراته علم التنظيم".
كما لفت إلى أن "التنظيم بدأ يظهر في التل قبل عام من الآن، كان عددهم حينها بالعشرات، لكن اليوم تجاوز عددهم الألف مقاتل، نتيجة الإغراءات المالية التي يقدمها التنظيم لمنتسبيه، بالتزامن مع الحصار الذي فاقم حاجة المقاتلين، ما تسبب في زيادة المنشقين عن جبهة النصرة، وفصائل المعارضة المسلحة، إذ يدفع التنظيم 150 دولارا للمقاتل و50 دولارا للزوجة، و30 دولارا على كل طفل".
وذكر المصدر أن "التنظيم تم تأسيسه في التل على يد مجموعة انشقت عن جبهة النصرة، يتزعمها أبو بكر الأردني، وهو أردني الجنسية، كان قد قدم إلى التل مع بدء الأحداث في المنطقة".
وقال المصدر إن "التنظيم على عداء كبير مع جبهة النصرة وفصائل المعارضة المسلحة الأخرى، بعكس وضع علاقتهم في جنوب دمشق، وقد سبق أن وقعت اشتباكات بين التنظيم وتلك الفصائل، لكن دائما كان يتم تسوية الخلافات ابتعادا عن الاقتتال الداخلي"، موضحاً أن "عناصر التنظيم متمركزون في حي وادي موسى غرب المدينة، ويعتقد أنهم متورطون بتفجير الجوامع وعمليات الاغتيالات والخطف لقادة المعارضة في المدينة".
يشار إلى أن النظام سبق أن أنجز اتفاقا مع "داعش" في جنوب دمشق الشهر الماضي، ينص على نقل نحو أربعة آلاف شخص بينهم نحو 1500 مقاتل من التنظيم، مع أسلحتهم الخفيفة إلى الرقة، إلا أن الاتفاق أجّل إلى أجل غير مسمى، لأسباب لوجستية، في حين يعمل النظام على عقد تسويات مع الفصائل الإسلامية والمعارضة المسلحة، تقضي بنقلهم مع عائلاتهم إلى مناطق المعارضة في شمال وشرق البلاد، الأمر الذي يرى فيه ناشطون وسياسيون سياسة تهجير وإفراغ المناطق المناهضة له من أهلها.
اقرأ أيضا: سورية: النظام ينقل حصار التجويع إلى ريفَي حماة وحمص