افتتاح مكتبة قطر الوطنية رسمياً

16 ابريل 2018
أمير قطر افتتح المكتبة رسمياً (تويتر)
+ الخط -
وضع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الكتاب رقم مليون على رفوف مكتبة قطر الوطنية، وهو نسخة نادرة من "صحيح البخاري" تمّت كتابتها قبل 843 عاماً، إيذاناً بالافتتاح الرسمي للمكتبة التي تبلغ سعتها الإجمالية لعرض الكتب مليوناً و200 ألف كتاب.

وحضر حفل افتتاح المكتبة، مساء الإثنين، في الدوحة، ضيوف من 52 دولة حول العالم، بينهم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والأميرة المغربية لالة حسناء، ونائب رئيس وزراء سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد، ومساعد رئيس الوزراء التركي بكير بوزداغ، ووزير شؤون الديوان الأميري الكويتي الشيخ علي جراح الصباح.

كما حضر الحفل الرئيس التركي السابق عبدالله غول، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيسة كوسوفا السابقة عاطفة يحيى أغا، ورئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي.

وأكدت الشيخة موزا بنت ناصر، في كلمة الافتتاح، أن "الكتابة والكتب والمكتبات أظهرت عمق العلاقة بين الإنسان وتاريخ التدوين بوصفه منهلاً للحضارة الإنسانية"، وعبّرت عن تطلعها إلى أن يكون مشروع مكتبة قطر الوطنية "آلية حديثة لدعم النهوض باللغة العربية، ولإحياء حضورها الحضاري من خلال قراءة جديدة للتراث العربي".


وقالت المديرة التنفيذية للمكتبة، سهير وسطاوي، في كلمتها، إن "النضال يستمر في جميع أنحاء العالم من أجل تحسين جودة التعليم، والمساواة في حق الحصول عليه؛ وطالما أن هذا الكفاح مستمر، ستكون المكتبات دائماً بمثابة خط الدفاع القوي لتحقيق تلك الأهداف النبيلة".

وركز مصمم مبنى المكتبة المهندس المعماري الشهير الهولندي رِم كولهاس، في كلمته، على أن "التصميمات المعمارية يمكنها أن تحل المشكلات، وتقدم خيارات، ويمكنها أن تخلق الجمال وتحقق السكينة والصفاء، وتحمل أيضاً قدرة هائلة على إحداث تغييرات وتحولات عميقة".

ومن خلال وظيفتها مكتبةً بحثية وتراثية، ستقوم مكتبة قطر الوطنية بنشر وتعزيز رؤية أعمق لتاريخ وثقافة منطقة الخليج العربي، وتتيح للمواطنين والمقيمين، فرصاً متكافئة في الاستفادة من مرافقها وتجهيزاتها وخدماتها التي تدعم الإبداع والاستقلال في اتخاذ قرار تنمية معارفهم الثقافية.


وتدعم المكتبة مسيرة دولة قطر، في الانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى تنويع مصادر الاقتصاد والحفاظ على استدامته، وذلك من خلال إتاحة مصادر المعرفة اللازمة للطلبة والباحثين وكل من يعيش على أرض قطر على حدٍ سواء.

ومبنى المكتبة مجهز لكافة الزوار، وذوي الاحتياجات الخاصة، ويحتوي على عدد من الابتكارات التكنولوجية مثل نظام فرز الكتب الآلي، وشاشات الوسائط التفاعلية، ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية.

وتمثل المكتبة التراثية، التي تقع في منتصف المبنى، قلب مكتبة قطر الوطنية، بتصميم معماري متميز، يجعلها تشبه المواقع الأثرية، وتضم 50 ألف مادة تاريخية وتراثية، منها أكثر من 4 آلاف مخطوط، وأكثر من 1400 خريطة تاريخية، وعشرات النصوص والمخطوطات النادرة المرتبطة بتاريخ الحضارة العربية والإسلامية، فضلاً عن مخطوطات وخرائط تاريخية ومُجَسَّمَات للكرة الأرضية، وأدوات ومُعدات وصور فوتوغرافية قديمة للمنطقة، وعادات شعوبها، كما تتضمن كتابات الرحّالة والمستكشفين ممن حطّوا رحالهم في منطقة الخليج العربي على مرّ القرون.

وتتوزع الكتب في مكتبة قطر الوطنية على ثلاث مناطق رئيسية، وبينها أكثر من 150 ألف كتاب ومجلة في مكتبة الأطفال واليافعين، كما توفر أكثر من 200 مصدر إلكتروني يمثل كل منها نافذة على أحدث ما وصلت إليه المعرفة الإنسانية من كتب ومجلات ودوريات أجنبية في مختلف التخصصات.

المساهمون