افتتح في العاصمة السعودية الرياض، صباح اليوم الأربعاء، المؤتمر الثاني للمعارضة السورية بهدف تنسيق المواقف قبيل مؤتمر "جنيف 8" وسط أجواء مشدودة تخللتها استقالات جماعية لهيئة التفاوض العليا، ومقاطعة للمؤتمر من جانب "منصة موسكو"، المحسوبة على الخط المقرب من النظام السوري.
ودعا المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر المجتمعين إلى وضع مستقبل سورية أولاً، مشددا على ضرورة الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، وفق قرارات مجلس الأمن.
وقال "خلال بضعة أيام سنضع إطارا للعملية السياسية في سورية"، مطالبا بتشكيل "وفد قوي للمعارضة السورية في جنيف، يشمل جميع الأطراف الممثلة للشعب".
بدوره، أشار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في كلمة له إلى "وقوف السعودية إلى جانب الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في الوصول إلى حل عادل". وقال "إن هذا الاجتماع يأتي في ظل توافق دولي على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية"، مشددا على أنه "لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري، وإجماع يحقق تطلعات الشعب، وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254".
ويعقد "مؤتمر الرياض" الذي من المقرر أن يستمر لمدة يومين، بمشاركة أكثر من 140 شخصية تضم تيارات وأحزاباً وقوى سياسية وعسكرية، بهدف تشكيل وفد موحد للمعارضة السورية إلى اجتماع جنيف المقبل، وسط تجاذبات في المواقف بشأن دور ومستقبل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والذي تسبب بموجة استقالات أعضاء في الهيئة العليا للمفاوضات، وعلى رأسهم المنسق العام للهيئة رياض حجاب. كما أعلن عدد من الشخصيات المستقلة مقاطعته للمؤتمر.
ومن أبرز المشاركين في المؤتمر الائتلاف الوطني السوري الذي يشارك بحوالي ثلاثة وعشرين عضواً على رأسهم رئيس الائتلاف رياض سيف، إضافة إلى منصة القاهرة التي تشارك بواحد وعشرين عضواً، أبرزهم رئيسها فراس الخالدي، والفنان والناشط السياسي جمال سليمان، كذلك الفصائل العسكرية تشارك بحوالي واحد وعشرين اسماً، أبرزها محمد علوش وبشار الزعبي. كما يشارك في المؤتمر أكثر من سبعين شخصية مستقلة وأعضاء مجالس محلية سورية.
من جهته، أعلن منسق "منصة موسكو" قدري جميل أن المنصة لن تشارك في الاجتماع بسبب "عدم توصل اللجنة التحضيرية إلى توافق حول الرؤية المشتركة للوفد التفاوضي الواحد".
وأوضح جميل في بيانٍ ليل الثلاثاء، أن منصة موسكو طالبت خلال الاجتماعات التحضيرية أن "يتم تبني قرارات الأمم المتحدة - وخاصة قرار مجلس الأمن 2254- دون تفسيرٍ أو اجتهادٍ، أساساً تستند إليه العملية التفاوضية، ويتم خلالها تنفيذ هذا القرار بحذافيره، للبدء بعملية الانتقال السياسي في سورية دون أية شروط مسبقة". لكن بعض الأطراف، بحسب جميل، "أصرَّت على فرض مسودة بيان ختامي، تعتبره منصة موسكو خروجاً عن نص قرار مجلس الأمن 2254، ويوتر الأجواء التي هيأها المجتمع الدولي من خلال ما أنجز حتى الآن من توافقٍ دولي".
وأضاف "إن منصة موسكو تعتبر أن السقف السياسي الذي يجب أن يستند إليه الوفد المعارض الواحد في المفاوضات "يجب أن يكون التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254، والذي ينصُّ على أنه خلال المرحلة الانتقالية، تتم صياغة دستور جديد وإقراره. كما تتم انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة بإشراف الأمم المتحدة ورقابة دولية، يقرِّر الشعب السوري من خلالها شكل نظامه السياسي".
وكانت المعارضة السورية أخفقت خلال اجتماع عقد في الرياض في أغسطس/ آب الماضي، في توحيد جهودها وتشكيل وفد موحد.
ويتزامن مؤتمر الرياض، مع عقد قمة في سوتشي الروسية اليوم، تجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران، لبحث مستقبل العملية السياسية في سورية.