أعيد افتتاح عشرة مساجد في بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، مع بدء عودة المسلمين إلى منازلهم بعد أشهر من العنف الطائفي.
وانفجر العنف في البلاد منذ أطاح تحالف متمرد يسيطر عليه المسلمون بالرئيس في ديسمبر/ كانون الأول 2013. وأدى حكمهم إلى تشكيل مليشيا مسيحية وإطلاق العنف الطائفي، والذي خلّف ما لا يقل عن خمسة آلاف قتيل وأجبر عشرات الآلاف، معظمهم من المسلمين، على الفرار.
ودمرت أغلبية مساجد البلاد (417 من بين 436)، وفقاً لما ذكرته السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، سامنثا باور. لكن الأمم المتحدة والقوات الفرنسية تعملان على إعادة الاستقرار للبلاد، ما أدى إلى تقليص العنف.
وتوقفت الهجمات المستهدفة التي يقع معظمها ضد المسلمين، وتركز القوات الدولية كثيراً على تأمين الأحياء الإسلامية من العاصمة التي شهدت أسوأ قتال. وأعيد افتتاح السوق في المنطقة. وقال أبكار عثماني، وهو متحدث باسم المسلمين في العاصمة، إن ثلاثة آلاف مسلم عادوا إلى منازلهم بعد أن فروا من العنف.
والمساجد العشرة التي أعيد افتتاحها خلال الأسابيع الأخيرة تقع في أحياء تقطنها أغلبية من المسلمين نجت من الدمار، وفقاً لما ذكره إليو أوسيني، وهو واحد من أكثر الأئمة تأثيراً في البلاد. وتعرّض بعضها لإطلاق نار كثيف ولكنها ما زالت صامدة. وتحتاج مساجد أخرى إلى بعض أعمال الدهان في أعقاب أشهر من الإهمال، وفقاً لما ذكره.
ويقول أوسيني: "إن إغلاق دور العبادة أبوابها ليس أمراً طيباً". وقال إنه يأمل أن يستمر التراجع الحالي للعنف.
وقال، مشيرا إلى أن المسلمين والمسيحيين عاشوا على مدى سنوات في سلام: "أبناء أفريقيا الوسطى والمسلمون كتب عليهم أن يعيشوا سويّاً. نرجو أن يساعدنا الله على أن نعود إلى وحدتنا الوطنية والسلام كما كنا في الماضي".