افتتاح خط سكك حديدية يربط تركيا وأذربيجان وجورجيا اليوم

29 أكتوبر 2017
الخط الحديدي جزء من مشروع طريق الحرير الجديد(Getty)
+ الخط -
يشارك قادة دول تركيا وأذربيجان وجورجيا اليوم الإثنين، في افتتاح خط سكك حديدية دولي يربط بين الدول الثلاث، وقادر على نقل 50 مليون طن من البضائع سنويا.

ويشارك في افتتاح الخط الدولي في العاصمة الأذرية باكو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس الأذري إلهام علييف، ورئيس الوزراء الجورجي جيورجي كفريكاشفيلي، ويربط بين العاصمة الأذرية باكو، وولاية قارص التركية (شرق)، مرورا بالعاصمة الجورجية تبليسي.

وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن الخط الحديدي "باكو ـ تبليسي ـ قارص"، يهدف إلى نقل مليون مسافر سنويا، بالإضافة إلى 6.5 ملايين طن بضائع بين البلدان الثلاثة، كما سيسهم الخط من خلال ربطه بين تركيا وآسيا ومنطقة القوقاز والدول الأوروبية، في نقل 50 مليون طن من البضائع كل عام.

وقال وزير النقل والملاحة البحرية والاتصالات التركي أحمد أرسلان لوكالة "الأناضول"، إن الخط الحديدي يشكل أهمية كبيرة بالنسبة إلى بلاده.

وأضاف أن الخط الذي أطلق عليه "طريق الحرير الحديدي"، سيمكن من الربط بين العاصمة البريطانية لندن ونظيرتها الصينية بكين بشكل مباشر، وسيسهم في زيادة القيمة المضافة للدول والمناطق التي سيمر بها.

من جهته، قال الخبير الاقتصادي التركي سدات يلماز، لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن أنقرة تولي أهمية بالغة لإعادة العمل بطريق الحرير التاريخي الذي يطلق عليه طريق الحرير الجديد وسط آمال كبيرة بأن يؤدي المشروع إلى تعزيز موقع تركيا الجيوسياسي وتعزيز مكانتها الدولية كمركز بين قارات العالم.

وأكد يلماز أن هذا المشروع سيدر مكاسب اقتصادية كبيرة على تركيا، بالإضافة إلى تحررها من مجموعة من القيود الغربية في التجارة والنقل البحري والجوي والبري، مضيفا أن هذا المشروع سيساهم في فتح آفاق واسعة لتركيا في خططها لتعزيز تواصلها السياسي والاقتصادي مع آسيا وأفريقيا، والأهم فتح طرق جديدة للوصول إلى جمهوريات آسيا الوسطى بعيدا عن الطرق التي تمر من روسيا وإيران.

وأوضح أن هناك أهدافا تركية أخرى من وراء هذا المشروع هي أن ترسخ خطوطا جديدة للتجارة العالمية تعتمد عليها كطريق أقصر وأرخص عالميا ، مشيرا إلى أن الخط سيؤدي إلى إبراز أهمية موقع تركيا الجغرافي وبالتالي تعزيز مكانتها السياسية في العالم.

ويمتد المشروع على طول 838.6 كيلومتراً، ولا تقتصر أهميته على تركيا فقط، بل سيعود بالنفع على جميع بلدان العالم التي ترغب في التجارة من خلال تركيا، حيث ستمر البضائع المُراد شحنها من الصين، وكازاخستان، وتركمانستان، وأذربيجان، إلى أوروبا عبر تركيا.

ويدخل هذا الخط ضمن مشروع عالمي يشمل توصيل خط حديدي يبدأ من الصين وينتهي في بريطانيا، وفي حين كانت عملية نقل البضائع من الصين إلى الاتحاد الأوروبي تستغرق ما بين 45 إلى 60 يوماً عبر البحر، سيوفر مشروع سكة حديد (باكو تبليسي قارص) الوقت، وتكلفة النقل، حيث سيستغرق نقل البضائع من الصين إلى أوروبا عن طريق سكة الحديد حوالي 15 يوماً، وستختصر المسافة إلى الثلث مما يوفر الوقت، والتكلفة، وبهذا المشروع لن تبقى تكاليف النقل باهظة الثمن بل ستغدو اقتصادية.

وعلى الرغم من الخيارات المختلفة المتاحة للنقل، مثل الطرق السريعة، أو الشحن الجوي، أو الطرق البحرية، إلا أن مشروع السكة الحديدية يُنظر له على أنه الأكثر كفاءة، وأماناً، وصداقة للبيئة، مقارنةً بالخيارات الأخرى.

ويعد هذا المشروع ثالث أكبر مشروع مشترك بين الدول الثلاث بعد مشروعي "باكو - تبليسي - جيهان" و"باكو - تبليسي - أرضروم"، ويتوقع أن ينقل المشروع عند اكتماله بحلول عام 2034 نحو 3 ملايين مسافر و17 مليون طن من البضائع سنويا.

وتأمل تركيا أن يؤدي هذا المشروع إلى تعزيز مكانتها كمركز استراتيجي في خطوط النقل البري والبحري والجوي عالميا،وهي تعمل لأن يستفيد مطار إسطنبول الثالث الذي تنتهي أعمال بنائه خلال عامين.

كما تأمل في أن تزيد حركة التجارة العالمية عبر طرقها البحرية في مضيق البوسفور وتشاناكلي، لكن الأهم هو إمكانية أن يشكل المشروع رافعة رئيسية لرؤيتها بشق قناة إسطنبول التي ستكون موازية لمضيق البوسفور، وتساهم في تسريع مرور سفن البضائع العالمية مقابل أجرة عالية تضمن أرباحا كبيرة لخزينة الدولة، على العكس من السفن التي تضطر للانتظار لمدة طويلة للمرور من البوسفور، ولكن برسوم رمزية تشغيلية.
دلالات
المساهمون