وأضاف الغلبان في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ: "الاحتلال قرر إغلاق معبر كرم أبو سالم من مساء يوم الخميس الماضي، حتى صباح الأربعاء القادم، ولكنه أعاد فتحه جزئياً اليوم فقط، بسبب أزمة الوقود التي تعصف بالقطاع منذ عدة أيام وما نتج عنها من توقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل كلياً".
وأوضح أن: "الاحتلال الإسرائيلي أغلق المعبر التجاري الوحيد للقطاع، بحجة الأعياد اليهودية، وعلى إثر ذلك يمنع إدخال الشاحنات التجارية المحملة بمختلف البضائع سواء للقطاع الخاص والزراعي أو مشاريع إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية".
وأعلنت محطة توليد الكهرباء في غزة، مساء الخميس الماضي، توقفها عن العمل كلياً، بسبب نفاد الوقود الصناعي اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، ومنع الاحتلال ضخه من خلال معبر كرم أبو سالم التجاري.
وتراوح حاجيات قطاع غزة من الكهرباء، ما بين 480 إلى 500 ميغاوات، لكن المتوفر يصل إلى قرابة 222 ميغاوات في أحسن الأحوال، وتأتي بالأساس من ثلاثة مصادر، هي: محطة غزة الرئيسية 80 ميغاوات، وخطوط كهرباء قادمة من الاحتلال بمقدار 120 ميغاوات، وأخرى مصرية بمقدار 22 ميغاوات.
اقرأ أيضاً: توقف محطة توليد كهرباء غزة عن العمل
ويعمل معبر أبو سالم نحو ثماني ساعات يومياً عدا يومي الجمعة والسبت، ويغلقه الاحتلال أثناء فترة الأعياد والأحداث الميدانية الطارئة، على الرغم من أن المعبر يعاني من ضعف البنية التحتية داخله وفي محطيه، إلى جانب محدودية قدرته الاستيعابية في اليوم الواحد.
وفي السياق ذاته، ذكر عضو جمعية أصحاب محطات الوقود في غزة ورئيس لجنة الغاز فيها، سمير حمادة، أن رصيد المحروقات بأنواعها وغاز الطهي داخل محطات التعبئة المنتشرة في قطاع غزة صفر، بسبب استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري.
وأوضح حمادة لـ"العربي الجديد" أنّ: "قطاع غزة سيحتاج لتوريد نحو مليون لتر يومياً من الوقود في حال فتح معبر كرم أبو سالم نهاية الأسبوع الجاري، من أجل تجاوز تداعيات الأزمة الحالية، محذراً من تداعيات استمرار الأزمة على مختلف المنشآت الحياتية في غزة".
ونبه حمادة إلى أن متوسط ما يحتاجه القطاع في الأيام العادية من الغاز الطبيعي نحو 350 طن يومياً، ولكن الكمية سترتفع خلال فصل الشتاء القادم لتشغيل المواطنين المدافئ وكذلك زيادة استهلاك أصحاب مزارع الدجاج لغاز التدفئة، بالمقابل تبلغ القدرة الاستيعابية القصوى لمعبر كرم أبو سالم نحو 250 طن يومياً.
يذكر أنّ كميات الغاز التي كانت تدخل قطاع غزة في الأيام العادية تلبي نحو 50% من احتياجاته اليومية، كما أنه لا توجد مخزونات غاز في القطاع لافتقار معبر كرم أبو سالم التجاري، لبنية تحتية تؤهله لتخزين الغاز لأيام.
واعتُمد معبر كرم أبو سالم، الواقع أقصى جنوب شرق مدينة رفح، جنوب القطاع، منفذاً تجارياً وحيداً للقطاع إلى العالم الخارجي، بعد إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معبر المنطار (كارني)، والذي كان يعدّ من أكبر المعابر التجارية في القطاع، وكذلك معبري ناحل عوز وصوفا، بعد منتصف عام 2007.
اقرأ أيضاً: ضرائب السلطة تغرق غزة في الظلام