لم يكن اغتيال كيم جونغ ـ نام، الأخ الأكبر غير الشقيق للرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ ـ أون، كأي حادثة اغتيال مماثلة، بل كان الأمر مماثلاً لحوادث اغتيال سينمائية شهدتها الحرب الباردة (1947 ـ 1991)، لكنها أكثر تطوراً بكثير.
في 13 فبراير/ شباط الحالي، تعرّض كيم جونغ ـ نام للاغتيال في مطار كوالالمبور الدولي، وقال أحد مسؤولي شرطة ماليزيا إن "امرأة جاءت من خلفه، بينما كان ينتظر طائرته، وغطت وجهه بقطعة من القماش ملوثة بسائل، وأمسكته امرأة أخرى. وفي أعقاب ذلك شوهد الرجل وهو يقاوم طلباً للمساعدة، حتى ساعدته موظفة استقبال في المطار وكانت عيناه تحترقان بسبب السائل". بعد ذلك بدأت القضية تتخذ أبعاداً غريبة.
أمسكت السلطات الامرأتين، الإندونيسية سيتي عيشة، والفييتنامية دوان تي هوونغ، اللتين ذكرتا بأنهما "كانتا تظنان بأنهما تقومان بخدعة للكاميرا الخفية"، وفقاً لما أدلى به القائد العام للشرطة الإندونيسية، تيتو كارنافيان، لصحيفة "تشاينا برس" الناطقة بالصينية في ماليزيا. كما أدلى محمد يوسف كالا، نائب الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، بتصريح مماثل باعتباره أن "الإندونيسية سيتي عيشة هي ضحية، خدعوها لتقوم بما ظنت أنها مزحة إعلامية، لأحد برامج تلفزيون الواقع"، وأنها ظنّت بأن المادة الكيماوية التي تعرّض لها الضحية، هي "ماء". والتقى مسؤولون من السفارة الإندونيسية مع سيتي عائشة، أمس السبت، وقالوا إنهم لم يروا علامات جسدية تدل على ما إذا كانت المتهمة قد تأثرت بالمادة الكيماوية المستخدمة في القتل. وقال نائب السفير الإندونيسي لدى ماليزيا أندريانو إروين للصحافيين إن المرأة قالت إنها حصلت على مبلغ من المال يعادل 90 دولاراً أميركياً لتشويه وجه الضحية باستخدام "سائل استحمام للأطفال"، في إطار مزحة في برنامج تلفزيون الواقع. ولا يقتصر الأمر على السيدتين، بل تشتبه السلطات الماليزية في تورط خمسة أشخاص كوريين شماليين في عملية الاغتيال وتدبيرها. كما أمسك الأمن بشخصين آخرين، أحدهما ماليزي والآخر كوري شمالي.
بعدها برز تطوّر جديد، مع إعلان قائد الشرطة الماليزية، خالد أبو بكر، يوم الجمعة، أنه "تم الكشف عن غاز الأعصاب الذي استُخدم في عملية اغتيال كيم عن طريق العينات التي أُخذت من وجه الضحية". وأوضح أن "الغاز هو (في. أكس) الذي صنّفته الأمم المتحدة كأحد أسلحة الدمار الشامل، وأن إحدى السيدتين تعرضت لتأثير الغاز وكانت تتقيأ". وسبق لقائد الشرطة أن جزم، يوم الأربعاء، بأن "السيدتين كانتا تعلمان بأنهما تستخدمان مادة سامة لاغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، لأن السيدة التي رشته ذهبت بعدها لغسل يديها من آثار الغاز". وللدلالة على خطورة المسألة، قال أبو بكر إن "الشرطة تبحث إمكانية تفتيش كل المواقع التي نعرف أن المشتبه بهم ذهبوا إليها. سنستعين بخبراء من إدارة الطاقة الذرية لتفتيش الموقع لمعرفة ما إذا كانت لا تزال هناك مادة مشعة". وبحسب المراكز الحكومية الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن "في. إكس هو الغاز الأكثر فتكاً، واستخدامه الوحيد هو في الحرب الكيماوية". كما تصنّفه الأمم المتحدة على أنه "من أسلحة الدمار الشامل".
اقــرأ أيضاً
بسبب ذلك، تصاعد التوتر بين ماليزيا وكوريا الشمالية، بشأن التحقيقات، وازدادت وتيرة المواجهة الدبلوماسية بين البلدين، مع استدعاء ماليزيا سفيرها في بيونغ يانغ للتشاور، فيما استدعت كذلك سفير كوريا الشمالية في كوالالمبور كانغ شول لتوبيخه. إلا أن كانغ شكك في مصداقية المحققين الماليزيين، قائلاً خلال مؤتمر صحافي في كوالالمبور، منذ أيام، إن "أسبوعاً مرّ على الحادث في ظل غياب دليل واضح على سبب الوفاة. وحالياً، لا يمكننا أن نثق بتحقيق الشرطة الماليزية". كما أن عدداً من الدبلوماسيين الكوريين الشماليين قد دعوا للإفراج عن السيدتين المعتقلتين، مشيرين إلى أنه "إذا كانت السيدة قد استخدمت يديها في رش الغاز، فكيف نجت من الوفاة المحتمة تحت تأثير الغاز؟".
بدورها، كشفت وسائل إعلام كورية جنوبية عن احتمال أن تكون السيدتان المشتبه بهما تعملان لصالح زعيم كوريا الشمالية، ولكن لم يتم تأكيد ذلك حتى الآن، على الرغم من العثور على خطاب في 16 فبراير/ شباط أرسله كيم لأخيه، يرجوه فيه بسحب أمر اغتياله، بعد محاولة مزعومة لاغتياله في 2012.
النقطة الأساسية هنا تبدأ من السيناريو المرعب والسؤال حول كيفية عبور "في. أكس" الحدود الكورية الشمالية إلى ماليزيا، وحتى إذا تمّ اعتبار أنه كان موجوداً في كوالالمبور، فكيف تحوّل إلى أيدي السيدتين، ما لم تكونا مدعومتين من أجهزة استخباراتية، سواء كورية شمالية أو غيرها؟ فضلاً عن ذلك، فإن دليل الوفاة لم يُحسم بالكامل لتوجيه الاتهامات، مع رفض بيونغ يانغ تشريح جثمان الضحية، في ظلّ تشابك سياسي عريض عنوانه: استضافة ماليزيا لحوار سري بين مسؤولين من كوريا الشمالية والولايات المتحدة لبحث الملف النووي الكوري الشمالي.
في 13 فبراير/ شباط الحالي، تعرّض كيم جونغ ـ نام للاغتيال في مطار كوالالمبور الدولي، وقال أحد مسؤولي شرطة ماليزيا إن "امرأة جاءت من خلفه، بينما كان ينتظر طائرته، وغطت وجهه بقطعة من القماش ملوثة بسائل، وأمسكته امرأة أخرى. وفي أعقاب ذلك شوهد الرجل وهو يقاوم طلباً للمساعدة، حتى ساعدته موظفة استقبال في المطار وكانت عيناه تحترقان بسبب السائل". بعد ذلك بدأت القضية تتخذ أبعاداً غريبة.
بعدها برز تطوّر جديد، مع إعلان قائد الشرطة الماليزية، خالد أبو بكر، يوم الجمعة، أنه "تم الكشف عن غاز الأعصاب الذي استُخدم في عملية اغتيال كيم عن طريق العينات التي أُخذت من وجه الضحية". وأوضح أن "الغاز هو (في. أكس) الذي صنّفته الأمم المتحدة كأحد أسلحة الدمار الشامل، وأن إحدى السيدتين تعرضت لتأثير الغاز وكانت تتقيأ". وسبق لقائد الشرطة أن جزم، يوم الأربعاء، بأن "السيدتين كانتا تعلمان بأنهما تستخدمان مادة سامة لاغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية، لأن السيدة التي رشته ذهبت بعدها لغسل يديها من آثار الغاز". وللدلالة على خطورة المسألة، قال أبو بكر إن "الشرطة تبحث إمكانية تفتيش كل المواقع التي نعرف أن المشتبه بهم ذهبوا إليها. سنستعين بخبراء من إدارة الطاقة الذرية لتفتيش الموقع لمعرفة ما إذا كانت لا تزال هناك مادة مشعة". وبحسب المراكز الحكومية الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن "في. إكس هو الغاز الأكثر فتكاً، واستخدامه الوحيد هو في الحرب الكيماوية". كما تصنّفه الأمم المتحدة على أنه "من أسلحة الدمار الشامل".
بسبب ذلك، تصاعد التوتر بين ماليزيا وكوريا الشمالية، بشأن التحقيقات، وازدادت وتيرة المواجهة الدبلوماسية بين البلدين، مع استدعاء ماليزيا سفيرها في بيونغ يانغ للتشاور، فيما استدعت كذلك سفير كوريا الشمالية في كوالالمبور كانغ شول لتوبيخه. إلا أن كانغ شكك في مصداقية المحققين الماليزيين، قائلاً خلال مؤتمر صحافي في كوالالمبور، منذ أيام، إن "أسبوعاً مرّ على الحادث في ظل غياب دليل واضح على سبب الوفاة. وحالياً، لا يمكننا أن نثق بتحقيق الشرطة الماليزية". كما أن عدداً من الدبلوماسيين الكوريين الشماليين قد دعوا للإفراج عن السيدتين المعتقلتين، مشيرين إلى أنه "إذا كانت السيدة قد استخدمت يديها في رش الغاز، فكيف نجت من الوفاة المحتمة تحت تأثير الغاز؟".
النقطة الأساسية هنا تبدأ من السيناريو المرعب والسؤال حول كيفية عبور "في. أكس" الحدود الكورية الشمالية إلى ماليزيا، وحتى إذا تمّ اعتبار أنه كان موجوداً في كوالالمبور، فكيف تحوّل إلى أيدي السيدتين، ما لم تكونا مدعومتين من أجهزة استخباراتية، سواء كورية شمالية أو غيرها؟ فضلاً عن ذلك، فإن دليل الوفاة لم يُحسم بالكامل لتوجيه الاتهامات، مع رفض بيونغ يانغ تشريح جثمان الضحية، في ظلّ تشابك سياسي عريض عنوانه: استضافة ماليزيا لحوار سري بين مسؤولين من كوريا الشمالية والولايات المتحدة لبحث الملف النووي الكوري الشمالي.