قُتل الصحافي الروسي، أركادي بابتشينكو (41 عاماً)، بثلاث طلقات في ظهره، بمدخل منزله في العاصمة الأوكرانية كييف، مساء أمس الثلاثاء، ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء الطريق إلى المستشفى، بينما لاذ منفذ الجريمة بالفرار.
وبعد تغطيته مجموعة من النزاعات المسلحة، بما فيها الحرب في جورجيا عام 2008 وأعمال القتال شرق أوكرانيا التي اندلعت عام 2014، غادر بابتشينكو روسيا عام 2017، مرجعاً ذلك إلى "تلقي تهديدات وخطر الملاحقة لدوافع سياسية"، مما دفع السلطات الأوكرانية إلى الإسراع في تحميل موسكو المسؤولية عن اغتياله.
وبابتشينكو (مواليد عام 1977) شارك كجندي في الحربين الشيشانيتين، إلى أن تخصص في الصحافة الحربية بعد انتهاء خدمته العسكرية عام 2000. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان الصحافي المغتال يقدم برنامجًا بقناة "آي تي أر" التابعة لتتار القرم الذين يرفضون ضم شبه الجزيرة من قبل روسيا.
وأعرب رئيس الوزراء الأوكراني، فلاديمير غرويسمان، عن قناعته بضلوع روسيا في الواقعة، وكتب على صفحته في "فيسبوك": "إنني على قناعة بأن الآلة الاستبدادية الروسية لم تغفر له أمانته ومبادئه". ووصف بابتشينكو بأنه "صديق حقيقي لأوكرانيا" و"كان يكشف للعالم الحقيقة عن العدوان الروسي"، على حد تعبيره.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني، بافيل كليمكين، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: "من المبكر الحديث عمن يقف وراء ذلك، إلا أن فهم وقائع مماثلة يدفعنا إلى التفكير في أن روسيا تستخدم أنواعا أخرى من التكتيك لزعزعة أوضاع أوكرانيا، وتنفذ أعمالا إرهابية وتخريبية واغتيالات سياسية".
من جانب آخر، رأى عضو مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، فرانتس كلينتسيفيتش، أن اغتيال بابتشينكو عمل "استفزازي" من شأنه "إحداث انفجار في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا". وقال كلينتسيفيتش: "اغتيال الصحافي أركادي بابتشينكو هو استفزاز جديد يهدف إلى إحداث انفجار في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا. إنني على قناعة بأن الجميع في كييف سيتحدثون عن الأثر الروسي".
من جهته، كتب زميله الصحافي عثمان باشاييف، عبر فيسبوك "اركادي بابتشينكو قتل بثلاث رصاصات في الظهر في سلم العمارة التي يقطن فيها حين كان عائدًا من متجر".
وأعرب صحافيون من حول العالم عن غضبهم من قتل بابتشينكو، مطالبين بالعدالة له. كما نشروا رسائله عندما غادر روسيا بسبب التهديدات.