كان طفلاً في العاشرة من عمره ولم يفقه ما حدث له. في ذلك الزمن، عندما كان تلميذاً، تعرّض كريم للاغتصاب من فتى يكبره بخمس سنوات في مدرسته. اليوم، بعد عشرين عاماً، يروي الشاب تفاصيل تلك المرحلة، كأنّها حدثت قبل أيام. هي لم تمحَّ من ذاكرته وهو لم يتخلص من آثارها النفسية على الرغم من مرور الزمن.
"كرهت جسدي. لم أكن أشعر بأنّني طفل عادي. وكثيرة كانت الأسئلة في ذهني. ماذا حصل لي؟ وماذا فعل؟ لماذا قام بذلك؟ كانت تلك أموراً أكبر من إمكانية استيعابي". يضيف كريم أنّ "الأمر تكرر مرتين، من الشخص نفسه. اغتصبني مرّتين في المدرسة. وللأسف ألتقي به اليوم باستمرار. وإن حاولت نسيان ما حصل، إلا أنّ لقائي به يذكّرني بتفاصيل لم أستطع مصارحة أهلي بها حتى اليوم".
لا ينكر كريم أنّه تمنّى الانتقام في أكثر من مرّة، لكنّه لم يستطع. واليوم يتمنّى لو أنّ له قدرة على مواجهة مغتصبه بعد كل هذه السنوات. ما حصل لم يؤثّر ربما على حياته الدراسية وحياته المهنية وحياته العائلية، لكنّه بالتأكيد أثّر على علاقته بأصدقائه وخلّف في داخله آثاراً نفسية لم يستطع تجاوزها حتى بعد علاج نفسي دام سنة كاملة. وكلّما سمع بحادثة اغتصاب طفل، عاد ليحضر ما عاشه أمامه.
كثيرة هي حالات الاغتصاب التي وقعت وتقع في المجتمع التونسي، لكنّ الضحايا قلّما يتحدّثون عمّا عاشوه. أحلام على سبيل المثال، تعرّضت للاغتصاب أكثر من ستّ مرّات مذ كانت في الحادية عشرة من عمرها. أكثر ما آلمها هو عدم تصديق والدتها لها حين أخبرتها بما حدث. لم تنسَ الشابة تفاصيل ما خبرته، غير أنّها لم تشأ البوح بها. "كلمة اغتصاب كانت تعلق في حلقي كلما أردت نطقها، غير أنّني اضطررت لاحقاً إلى إخبار كلّ شاب تقدّم لي بذلك. بعدها كنت أصدّ، الأمر الذي خلّف في داخلي آثاراً عميقة".
ظنّت أحلام أنّ ما عاشته سوف يُمحى بعد زواجها "لكنّ زوجي وخلال كل خلاف بسيط يذكّرني بما حصل ويجعلني أشعر بأنّه حفظ كرامتي في مجتمع لا يقبل بفتاة اغتصبت. ولم تنتهِ الإهانات إلا بالطلاق". وتشير إلى أنّ "كل ذلك جعلني أفرض مراقبة شديدة على ابنتي البالغة من العمر 12 عاماً، مخافة أن تقع هي الأخرى ضحية اغتصاب. فالأمر كابوس يلازمني، على الرغم من أنّني كنت أظنّ أنّ وقع ذلك سوف يتراجع مع مرور الوقت".
من جهتها، تعرّضت لمياء للاغتصاب من قبل أحد أفراد عائلتها وهي في الثانية عشرة. وعلى الرغم من مرور 21 عاماً على الحادثة، إلا أنّ ذلك ما زال يطاردها حتى اليوم، لا سيّما كلّما تقدّم لها شاب للزواج. وهي رفضت وما زالت ترفض الزواج لأنّ "عقدة الجنس ما زالت ترافقني منذ الصغر. وعلى الرغم من أنّني خضعت لعلاج نفسي غيّر نظرتي إلى نفسي واستطعت بعد الجلسات أن أكسب ثقة أكبر في النفس، إلاّ أنّني لم أتمكّن من تجاوز خوفي من الزواج". ولمياء تجنّبت إقامة العلاقات منذ كانت في المدرسة، ولم تكن ترتدي الفساتين مثل الفتيات الأخريات، راحت تكره جسدها وكلّ شيء أنثوي فيها.
اقــرأ أيضاً
"كرهت جسدي. لم أكن أشعر بأنّني طفل عادي. وكثيرة كانت الأسئلة في ذهني. ماذا حصل لي؟ وماذا فعل؟ لماذا قام بذلك؟ كانت تلك أموراً أكبر من إمكانية استيعابي". يضيف كريم أنّ "الأمر تكرر مرتين، من الشخص نفسه. اغتصبني مرّتين في المدرسة. وللأسف ألتقي به اليوم باستمرار. وإن حاولت نسيان ما حصل، إلا أنّ لقائي به يذكّرني بتفاصيل لم أستطع مصارحة أهلي بها حتى اليوم".
لا ينكر كريم أنّه تمنّى الانتقام في أكثر من مرّة، لكنّه لم يستطع. واليوم يتمنّى لو أنّ له قدرة على مواجهة مغتصبه بعد كل هذه السنوات. ما حصل لم يؤثّر ربما على حياته الدراسية وحياته المهنية وحياته العائلية، لكنّه بالتأكيد أثّر على علاقته بأصدقائه وخلّف في داخله آثاراً نفسية لم يستطع تجاوزها حتى بعد علاج نفسي دام سنة كاملة. وكلّما سمع بحادثة اغتصاب طفل، عاد ليحضر ما عاشه أمامه.
كثيرة هي حالات الاغتصاب التي وقعت وتقع في المجتمع التونسي، لكنّ الضحايا قلّما يتحدّثون عمّا عاشوه. أحلام على سبيل المثال، تعرّضت للاغتصاب أكثر من ستّ مرّات مذ كانت في الحادية عشرة من عمرها. أكثر ما آلمها هو عدم تصديق والدتها لها حين أخبرتها بما حدث. لم تنسَ الشابة تفاصيل ما خبرته، غير أنّها لم تشأ البوح بها. "كلمة اغتصاب كانت تعلق في حلقي كلما أردت نطقها، غير أنّني اضطررت لاحقاً إلى إخبار كلّ شاب تقدّم لي بذلك. بعدها كنت أصدّ، الأمر الذي خلّف في داخلي آثاراً عميقة".
ظنّت أحلام أنّ ما عاشته سوف يُمحى بعد زواجها "لكنّ زوجي وخلال كل خلاف بسيط يذكّرني بما حصل ويجعلني أشعر بأنّه حفظ كرامتي في مجتمع لا يقبل بفتاة اغتصبت. ولم تنتهِ الإهانات إلا بالطلاق". وتشير إلى أنّ "كل ذلك جعلني أفرض مراقبة شديدة على ابنتي البالغة من العمر 12 عاماً، مخافة أن تقع هي الأخرى ضحية اغتصاب. فالأمر كابوس يلازمني، على الرغم من أنّني كنت أظنّ أنّ وقع ذلك سوف يتراجع مع مرور الوقت".
من جهتها، تعرّضت لمياء للاغتصاب من قبل أحد أفراد عائلتها وهي في الثانية عشرة. وعلى الرغم من مرور 21 عاماً على الحادثة، إلا أنّ ذلك ما زال يطاردها حتى اليوم، لا سيّما كلّما تقدّم لها شاب للزواج. وهي رفضت وما زالت ترفض الزواج لأنّ "عقدة الجنس ما زالت ترافقني منذ الصغر. وعلى الرغم من أنّني خضعت لعلاج نفسي غيّر نظرتي إلى نفسي واستطعت بعد الجلسات أن أكسب ثقة أكبر في النفس، إلاّ أنّني لم أتمكّن من تجاوز خوفي من الزواج". ولمياء تجنّبت إقامة العلاقات منذ كانت في المدرسة، ولم تكن ترتدي الفساتين مثل الفتيات الأخريات، راحت تكره جسدها وكلّ شيء أنثوي فيها.