اعتقال 21 مشتبهاً بانتمائهم لـ"الدولة الإسلامية" في تركيا

10 يوليو 2015
تواصل تركيا محاولات تحجيم نفوذ "داعش" (GETTY)
+ الخط -
اعتقلت السلطات التركية، الجمعة، 21 شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية، خلال عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة في أربع مدن في البلاد، بينها إسطنبول.

وبين المشتبه بهم، الذين اعتقلوا عند الفجر، ثلاثة أجانب لم تحدد جنسياتهم، كانوا يستعدون للتوجه إلى سورية للقتال إلى جانب التنظيم الجهادي المصنّف بين المنظمات الإرهابية في تركيا.

وتركزت عملية شرطة مكافحة الإرهاب في إسطنبول، خصوصاً، وأيضاً في أزميت المجاورة وشانلي أورفا (جنوب شرق)، ومرسين (جنوب). وفي المشاهد التي بُثّت عن هذه الحملة، يبدو عناصر بالثياب المدنية وهم يقتادون مشتبهاً بهم إلى حافلات للشرطة.

وهذه واحدة من أكبر عمليات الشرطة ضد تنظيم "لدولة" في تركيا.

وتشكل تركيا نقطة العبور الرئيسية للأشخاص، وخصوصاً الأوروبيين الذين يريدون الالتحاق بالتنظيم الجهادي الذي يسيطر على مساحات شاسعة من سورية والعراق.

وفي الأول من تموز/ يوليو الماضي، أوقفت الشرطة في غرب تركيا سبعة أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية بعضهم شارك في معارك في سورية.

ودائماً ما تأخذ البلدان الغربية على الحكومة التركية (الإسلامية المحافظة) حيادها، وبالتالي مراعاتها المنظمات الجهادية التي تخوض حرباً ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ودائماً ما نفت تركيا هذه الادعاءات.

وتؤكد وسائل الإعلام التركية منذ أسبوعين أن الحكومة تنوي شن عملية عسكرية في سورية لتبعد الجهاديين عن حدودها، وتمنع في الوقت نفسه تقدم القوات الكردية التي باتت تسيطر على قسم كبير من المنطقة الحدودية التركية ـ السورية.

لكن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أكد الأسبوع الماضي أن بلاده التي شددت كثيراً التدابير الأمنية على حدودها البالغة 900 كلم مع سورية، لا تنوي شن عملية وشيكة في سورية.

وتأتي العملية الأخيرة ضد الجهاديين بعد محادثات أجراها هذا الأسبوع في أنقرة وفد من كبار المسؤولين الأميركيين. واتفق الطرفان على تعزيز تعاونهما وتنسيقهما ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي لم تشن أنقرة أي تحرك ميداني ضده خوفاً من ردود فعل على أراضيها.

لكن وسائل الإعلام التركية ذكرت أن تركيا، التي ترفض منذ أشهر أن تستخدم الولايات المتحدة قاعدة أنجرليك (جنوب) لقصف التنظيم في سورية والعراق، ستسمح من الآن فصاعداً للأميركيين بأن يستخدموا على الأقل طائرات بلا طيار.

اقرأ أيضاً: تركيا لمنطقة آمنة لا عازلة بغطاء دولي... و"داعش" يتحضّر

وفي سياق ذي صلة، قدّر خبراء في الأمم المتحدة، الجمعة، عدد التونسيين الذين التحقوا بتنظيمات جهادية، وخصوصاً في ليبيا وسورية والعراق، بأكثر من 5500 شاب، داعين تونس إلى منع التحاق مزيد من مواطنيها بهذه التنظيمات.

وقالت إلزبييتا كارسكا، التي ترأس فريق عمل أممياً حول استخدام المرتزقة، في بيان، إن "عدد المقاتلين الأجانب التونسيين هو من بين الأعلى ضمن من يسافرون للالتحاق بمناطق نزاع في الخارج مثل سورية والعراق".

وقام الفريق الأممي بزيارة لتونس استمرت ثمانية أيام التقى خلالها "ممثلين للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وجامعيين، وممثلين لمنظمات مجتمع مدني، بينهم عائلات أشخاص انضموا إلى مناطق نزاع في الخارج".

وخلال هذه الزيارة، تم إعلام فريق العمل بـ"وجود 4000 تونسي في سورية، وما بين 1000 و1500 في ليبيا، و200 في العراق، و60 في مالي و50 في اليمن" وأن "الـ625 العائدين من العراق إلى تونس هم موضع ملاحقات عدلية"، وفق البيان.

ومنذ الإطاحة، مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف جماعات جهادية مسلحة قتلت حتى اليوم عشرات من عناصر الأمن والجيش، و59 سائحاً أجنبياً سقطوا خلال هجومين في مارس/ آذار ويونيو/ حزيران الماضيين.

ومنعت السطات التونسية نحو 15 ألف شاب تونسي من مغادرة البلاد والالتحاق بجهاديين في الخارج، بحسب ما أعلن ليل الخميس الجمعة، رئيس الحكومة الحبيب الصيد أمام البرلمان.

وفي وقت سابق، أعلنت السلطات منع 12500 شاب يشتبه بأنهم كانوا سيلتحقون بتنظيمات جهادية في الخارج، من مغادرة البلاد. كما أعلنت وضع 500 آخرين عادوا إلى تونس تحت المراقبة. وبحسب فريق العمل الأممي، فإن "أغلب التونسيين الذين يسافرون للانضمام إلى مجموعات متطرفة في الخارج، شبان تراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً"، و"بعض هؤلاء الشبان يتحدّرون من أوساط اجتماعية واقتصادية فقيرة، ولكن أيضاً من الطبقة المتوسطة وطبقات عليا من المجتمع"، وفق البيان.

ودعا الخبراء الحكومة التونسية إلى "اعتماد خطة استراتيجية وطنية" لمنع الشبان التونسيين من الانضمام إلى التنظيمات الجهادية، "مع الحرص على التوازن بين الإجراءات العقابية والاجتماعية والتأكد من اعتماد المعايير الدولية لحقوق الإنسان".


اقرأ أيضاً: 33 شاباً اختفوا في تونس.. وعائلاتهم تخشى التحاقهم بداعش