اعتقلت "هيئة تحرير الشام" ليل أمس، القيادي في تنظيم "داعش" أبو حكيم السعودي، رئيس ما يسمى "المحكمة الشرعية" في ناحية سرمين بريف إدلب شمال غربي سورية، إلى جانب عناصر "المخفر الشرعي والمسؤولين عن قطاع الأوقاف والتعليم"، والذين يتبعون جميعهم للسعودي.
وكشف قيادي ميداني بارز أن المسمى أبو حكيم كان يعمل ضمن فصيل حركة "أحرار الشام الإسلامية"، بداية قدومه من المملكة العربية السعودية، ويقيم في مدينة تفتناز غربي إدلب، لكنه انشق عن "حركة الأحرار" وانضم إلى فصيل "جند الأقصى" ليأتي إلى سرمين نهاية عام 2014 بالتزامن مع انضمام "لواء داوود" أكبر الفصائل العسكرية في الشمال وقتذاك، إلى تنظيم "داعش"، ليسد الفراغ ويُبقي على ارتباط "جند الأقصى" مع "داعش" بحسب تصريح المصدر.
ويضيف القيادي في "هيئة تحرير الشام" لـ"العربي الجديد" أن أبو حكيم المنحدر من نجد بالمملكة السعودية، ويبلغ 46 سنة تقريباً، شكل "المحكمة الشرعية" بسرمين بزعم تنظيم الحياة الاجتماعية وخدمة المدنيين وعدم تجاوز الفصائل المسلحة، لكن دور المحكمة الفعلي، كان رسم وتطبيق سياسة "جند الأقصى" المتشددة والسيطرة على قطاعات التربية والتعليم والأوقاف وتكريس ذهنية التطرف.
ونجح أبو حكيم السعودي بحسب وصف القيادي بالهيئة، في أن يضيف لاحقاً ما يسمى بـ"الحسبة" ليسيطر على مفاصل الحياة، من تربية وتعليم وقضاء، ويتحكم بالجناح العسكري الذي كان له الدور الأبرز في النزاعات المسلحة التي جرت بين "أحرار الشام وأحرار الشمال والنصرة" وقتذاك، والواقف وراء الاغتيالات والتفخيخ في سرمين والتي تعدت العشرات منذ وصوله إلى المنطقة.
ولفت المصدر أن أبو حكيم السعودي متزوج من أربع نساء، واحدة منهن من سرمين، وقد ألقي القبض عليه ليل أمس الأحد خلال زيارته أهل زوجته، ضمن الحملة التي تقوم بها "الهيئة" على خلايا "داعش" في الشمال السوري.
وحول ما إذا كان أبو حكيم السعودي قد أبدى مقاومة قبل اعتقاله، أجاب القيادي العسكري في "هيئة تحرير الشام"، أنه لم يبد أي مقاومة، مشيراً إلى أن بعض التابعين له وقياديين آخرين، واجهوا حملة "تحرير الشام" حتى فجر اليوم، وتمكن بعضهم من الفرار، كالمسؤول عن جند الأقصى في سرمين، أبو دياب الفرواتي، إلى جانب أجانب عن سورية، منهم سعوديون.
وأشار القيادي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن السعودي أبو حكيم تسلم قبل مدة منصب ممثل "جند الاقصى" ضمن "جيش الفتح" في مدينة إدلب، فضلاً عن تمثيله بـ"رابطة المحاربين القدماء"، وقد تم التأكد من انتمائه لتنظيم "داعش" ووقوفه ومن معه وراء التفخيخ والاغتيالات في محافظة إدلب.
وكانت "هيئة تحرير الشام" في إدلب قد شنت حملة مداهمات واعتقالات أمس، ألقت خلالها القبض، بحسب مصادر خاصة من مدينة إدلب اليوم، على نحو 200 عنصر وقيادي تابعين لتنظيم "داعش"، أبرزهم المسؤول الأمني العام، الروسي أبو سليمان، وأبو إبراهيم العراقي مسؤول خلايا تنظيم "داعش" في ريف إدلب الشمالي وسبعة من مرافقيه، كما تم اعتقال أبو القعقاع الجنوبي والي زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، في الشمال السوري وأبو السوداء المصري، "الشرعي العام" للتنظيم.
وكشفت "هيئة تحرير الشام"، من خلال بيان أصدرته أمس، أن العملية الأمنية أسفرت عن "السيطرة على 25 موقعاً للخوارج واعتقال 100 أمني، فضلاً عن اعتقال ثلاثة انتحاريين كانوا يعدون أنفسهم للتفجير"، مشيرة إلى اكتشاف أوكار وضبط أسلحة وكواتم صوت لأسلحة فردية، ومبالغ مالية كبيرة، قدّرتها مصادر من مدينة إدلب لـ"العربي الجديد" اليوم، بملايين الدولارات.