اعترافات نائبة محافظ الإسكندرية تزجّها في "قفص الرشاوى"

05 فبراير 2018
تمت مواجهتها بالتسجيلات والمتهمين (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -



اتهامات خطيرة جداً كالتها النيابة العامة إلى نائبة محافظ الإسكندرية سعاد عبدالرحيم نجا الخولي (63 عاماً)، لينحو الملف باتجاه إنهاء حياتها المهنية بفضيحة تلقي رشاوى، مع ما سيترتب على ذلك من عقوبات ينص عليها القانون المصري، في حال ثبوت هذه الاتهامات.

"مئات الآلاف من الجنيهات والمشغولات الذهبية والحج الفاخر والإقامة في فنادق عالمية على الساحل الشمالي ومأكولات فاخرة معظمها خراف"، حصيلة الرشاوى التي رصدتها هيئة الرقابة الإدارية ونيابة أمن الدولة العليا طوارئ"، خلال تحقيقاتها في قضية تورط نائبة محافظ الإسكندرية في 4 وقائع رشاوى تلقّتها من رجال أعمال سُجلت لها بالصوت والصورة.

وتلقت في واقعة الرشوة الأولى مبلغ 20 ألف جنيه ومأكولات فاخرة بقيمة 17 ألفا و250 جنيها غالبيتها "خراف"، من رجلَي أعمال، لتقنين وضع يدهما على أرضٍ أقاما عليها مشروعا للمأكولات البدوية والمشويات (الواحة الغربية) من دون الحصول على التصاريح المطلوبة، واستغلال نفوذها لعدم تنفيذ قرار الإزالة الصادر ضدهما، وعدم تحصيل غرامة عليهما تجاوزت 300 ألف جنيه.

كما تلقت في واقعة الرشوة الثانية مبلغ 500 ألف جنيه، ونفقات أداء فريضة الحج "الفاخر" بقيمة 205 آلاف جنيه، لاستغلال نفوذها مقابل إنهاء إجراءات وقْف تنفيذ قرار إزالة 4 طوابق في أحد العقارات المملوكة لرجل أعمال في أحد المجمّعات الفاخرة، وهو "السرايا رويال بلازا".

أما الواقعة الثالثة، فتلقت فيها قلادة ذهبية قيمتها 7 آلاف و800 جنيه، رشوة من سيدة أعمال مقابل خدمات خاصة لإنهاء أعمال رصف وإنارة ونظافة الطريق المؤدي إلى الفيلا الخاصة بها.

وفي واقعة الرشوة الرابعة، تلقت 29 ألفا و500 جنيه، في شكل إقامة لها ولأسرتها في فندق الميراج في منطقة سيدي عبدالرحمن على الساحل الشمالي، وهو مملوك لأحد رجال الأعمال، مقابل استعجال المخاطبات الخاصة بتثمين الأرض المنتفع بها من محافظة الإسكندرية في منطقة الحديقة الدولية – داون تاون – وفحص جدوى المشاركة في الأرباح، تمهيدا لتجديد التعاقد معه.



القضية حملت الرقم 581 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا، المقيدة برقم 78 لسنة 2017 جنايات أمن الدولة العليا، وضمت مع الخولي 6 متهمين آخرين، هم: المالكان في مشروع واحة خطاب للمأكولات البدوية والمشويات أيمن وإدريس عبدالجواد عبدالله بريك، رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للمقاولات العامة وإنشاء ورصف الطرق إبراهيم محمد عوض الله، مالكة مؤسسة مارينا للتجارة والاستيراد والتصدير شدو خيري فؤاد علي، العضو المنتدب لشركة "لاند مارك" للاستثمارات العقارية والسياحية جهاد حامد أحمد الطنطاوي، ومدير إدارة شؤون البيئة في محافظة الإسكندرية أكرم عبدالمعطي مصطفى الدقاق.

انهيار واعتراف

تضمنت التحقيقات اعترافات الخولي التي انهارت واعترفت بعد مواجهتها بالتسجيلات والمتهمين، إذ أقرّت في البداية بأنه تم تعيينها نائبة لمحافظ الإسكندرية منذ 7 مايو/ أيار 2015.

وتابعت باختصاصها بالإحلال القانوني للمحافظ حال غيابه وما يفوضها فيه رسميا أو بالإحالة، والإشراف على برنامج "مشروعك" والإدارات المركزية بديوان المحافظة، ومتابعة رؤساء الأحياء والإشراف الإداري على المديريات المتخصصة بالمحافظة ومنها جهاز شؤون البيئة، وكذلك عضويتها في لجان بالمحافظة منها لجنة استرداد أراضي الدولة - المختصة بتقنين وضع اليد على الأراضي، وعضويتها بمجموعة التفاوض مع المستثمرين المنتفعين بأرض الحديقة الدولية - داون تاون - لتجديد تعاقدهم مع المحافظة.

وأوضحت أنه ولعلاقة جمعتها بالمتهمين الثاني أيمن عبدالجواد عبدالله، والثالث إدريس عبد الجواد عبدالله، تواصلا معا لإنهاء دراسة تقييم الأثر البيئي اللازمة لاستصدار ترخيص تشغيل مؤقت لفرع جديد لمشروعهما "مطعم واحة خطاب"، فتواصلت مع المتهم السابع أكرم عبد المعطي مصطفي الدقاق، وهدى مصطفى إبراهيم - رئيس جهاز شؤون البيئة - وكلفتهما بإنهائها، كما طلب منها المتهمان متابعة طلب قدم منهما بتقنين وضع اليد على الأرض المقام عليها المشروع.

وكذلك جمعتها علاقة بالمتهم الرابع السيد إبراهيم محمد عوض الله، وفي غضون مايو/ أيار 2017، قدم لها طلبا لعرضه على محافظ الإسكندرية تضمن تشكيل لجنة هندسية لفحص عقار يملكه صدر بشأنه قرار بإزالة عدد من طوابقه لمخالفة اشتراطات الترخيص، لخطورة تنفيذ القرار على العقار، فعرضته على المحافظ فأحاله إليها، فأمرت بتشكيل اللجنة، وبورود تقريرها عرضته على المحافظ الذي أمر بإحالته لإدارة الشؤون القانونية لإبداء الرأي، والتي انتهت مذكرتها بتفويض الأمر للسلطة المختصة، فأعدت بذلك خطابا لعرضه على المحافظ للبتّ فيه، وأنه أثناء متابعة المتهم الرابع لتلك الإجراءات اتفقت معه على إقراضها مبلغ 500 ألف جنيه، لم تأخذه بزوال مقتضاه.

وذكرت أيضاً أنه ولعلاقة صداقة جمعتها بالمتهمة الخامسة شدو خيري فؤاد، التقتا - في غضون إبريل/ نيسان 2017 - بمكتبها بديوان المحافظة، وأبلغتها الأخيرة بتراكم مخلفات بمحيط مسكن لها بحي العجمي بمحافظة الإسكندرية، فتواصلت مع رئيس حي العجمي، وكلفته بإزالة المخلفات، وطلبت منها في اللقاء ذاته شراء قلادة ذهبية لها، وعقب ذلك طلبت منها المتهمة الخامسة التواصل مع شركة نهضة مصر للخدمات البيئية للعمل على إزالة تراكمات قمامة بمحيط سكنها، فتواصلت مع مسؤول الشركة، لإزالتها، وأنها تسلمت القلادة الذهبية محل طلبها دون وقوفها على قيمتها أو سدادها.

وأنهت اعترافاتها بأنه في غضون إبريل/ نيسان 2017، تقدم إليها المتهم السادس جهاد حامد أحمد الطنطاوي، للتفاوض على تجديد تعاقده مع المحافظة للانتفاع بقطعة أرض بمنطقة الحديقة الدولية - داون تاون - فحددت معه لقاء حضرته ورأسه المحافظ، انتهى بتكليف هيئة الخدمات الحكومية واستشاري هندسي لتثمين الأرض وتقدير قيمة الانتفاع بها، أعقب ذلك تواصله معها لمتابعة واستعجال تنفيذ ما اتفق عليه بالاجتماع، وعرضه عليها قضاء ليلتين بفندق الميراج المملوك له بالساحل الشمالي، فقبلت وأقامت وأسرتها به وغادرت دون سداد قيمة الإقامة، وأنه عاود الكرّة بعرضه مدة أخرى عليها، فقبلت وأقامت وأسرتها إلى أن تم ضبطها.

المساهمون