اعتذار لحقيبتي..

06 نوفمبر 2014
+ الخط -

حطت الطائرة بسلام في مطار لندن لوتن الدولي، في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر، بتوقيت غرينتش، كان الجو مغـيماً إلى درجة أنني ظننت إنه الدُّجَى، فبمجرد أن أعطيت جوازي الأخضر اللون إلى مسؤول الأمن المكلف بشؤون المهاجرين، إلا وبدأ يمطرني بوابل من الأسئلة عن ديانتي، وإن كنت أواظب على الذهاب باستمرار إلى المسجد، وهلمّ جراً من الأسئلة التي كانت تحوم حول موضوع واحد "الإسلام والإرهاب"، على الرغم من أن الاثنين كلاهما مناقض الآخر. فالإرهاب لا ديانة له، فهو كائن حي أياديه طويلة، خفية تعشق الاستقرار في أماكن المسلمين.

عندما انتهى من أسئلته الغريبة والسخيفة، وكأنني لو كانت لي نية القيام بشيء، فإنني سوف أفصح عنه، وأقر به حباً في عينيه الزرقاوين، وجدت فيما بعد أن جميع الركاب الذين كانوا معي على متن الطائرة، ذهبوا إلى حال سبيلهم، فلم أجد سوى حقيبتي الوحيدة تنتظرني، قائلة: لماذا تركتني وحدي في هذا المكان الخالي، وأنت تعرف أنني لا أتقن الإنجليزية، فجاوبتها: كنت أظن أننا سوف نُعاملُ بالطريقة نفسها التي نعاملُ بها زوارنا، كلما حلوا على أرض الوطن. لكن، أعذريني، يا حقيبتي، فجوازنا الأخضر لا يساوي شيئاً في مقابل جوازهم الأحمر و الأزرق.

avata
avata
يوسف غرادي (المغرب)
يوسف غرادي (المغرب)