اعتداء مانهاتن في مرآة السجال الداخلي الأميركي

01 نوفمبر 2017
اعتداء مانهاتن وصف بأنه "أكبر هجوم إرهابي" يستهدف نيويورك(Getty)
+ الخط -

انسحبت الانقسامات والسجالات السياسية الداخلية الأميركية على ردود الفعل على عملية الدهس في مانهاتن، أمس الثلاثاء، والتي أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 13 بجروح، ووصفت بأنها "أكبر هجوم إرهابي" يستهدف نيويورك، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.


وطغت أنباء هوية منفذ الهجوم سيف الله سايبوف، وطبيعة ارتباطه بتنظيم "داعش" الإرهابي، على تطورات التحقيقات الروسية، ولوائح الاتهام ضد مدير حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانتخابية، بول مانفورت، وشريكه ريك غايتس، إضافة إلى مفاجأة اعتراف جورج بابادوبولس، مستشار حملة ترامب باتصاله بشخصيات روسية على صلة بالكرملين.

غير أن هذه الأحداث لم تمنع الرئيس ترامب من استحضار أجندته السياسية التقليدية، وخطابه المعادي للمهاجرين، واستثمار هجوم نيويورك سياسياً، للتأكيد على صوابية قراراته السابقة بحظر دخول رعايا دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، والتي أبطلتها المحاكم الأميركية، وبدعوته إلى تشديد إجراءات الدخول إلى الولايات المتحدة إلى أقصى حد ممكن، وإلغاء نظام "اللوتو" التي تعتمده دوائر الهجرة الأميركية، وحصل بموجبه سيف الله سايبوف على وثيقة إقامة دائمة في أميركا عام 2010.

وانتقد ترامب في تغريدة له السيناتور الديمقراطي عن نيويورك وزعيم الإقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي رد على الرئيس بالقول إنه رغم العمل الإرهابي في مانهاتن ما زال يعتقد بأهمية استقبال المهاجرين في الولايات المتحدة.


ولم تعثر التحقيقات الأولية مع منفذ عملية الدهس في مانهاتن، سيف الله سايبوف، بعد على أدلة تشير إلى أي صلة تنظيمية مباشرة تربطه مع تنظيم "داعش"، وإن كانت حساباته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالمواد الدعائية المؤيدة للتنظيم.

وفي السياق نفسه، رجح حاكم نيويورك الديمقراطي، أندرو كومو، أنه تم تجنيد سايبوف خلال إقامته في الولايات المتحدة، وأن لا مؤشرات على تجنيده قبل دخوله إلى البلاد عام 2010.

إلى ذلك، تحول هجوم نيويورك الإرهابي إلى مناسبة لتصفية حسابات "نيويوركية" بين الرئيس الحالي وبين رموز الحزب الديمقراطي، الذين يسيطرون على الهوية السياسية للمدينة.

وانعكس السجال السياسي أيضاً على وجهات نظر الخبراء الأمنيين، فتبنى القريبون من وجهة نظر الحزب الديمقراطي فرضية "الذئب المنفرد"، التي ترجح قيام سايبوف من تلقاء نفسه بتنفيذ الهجوم وأنه لم يتلقّ أوامر التنفيذ من "داعش" بل كان متأثراً بدعايتهم على الإنترنت، بينما رفض مؤيدو ترامب اعتبار عملية مانهاتن من عمليات الذئاب المنفردة، كذلك عملية إطلاق النار في لاس فيغاس الشهر الماضي، التي ذهب ضحيتها 59 شخصاً.

وفي سياق التحقيقات، تبحث أجهزة الأمن الأميركية عن صلة بين منفذ عملية الدهس في مانهاتن سيف الله سايبوف، وبين أفراد مجموعة إرهابية اعتقلت في الولايات المتحدة قبل نحو عامين تضم خمسة من أوزبكستان وواحداً من كازاخستان، خصوصاً أن اسم سايبوف ورد في السنوات الماضية ثلاث مرات على الأقل لدى السلطات الفيدرالية، وإن كان الأمر يتعلق بتحقيقات أخرى كانت تجريها "إف بي آي"، مع أفراد كانوا على صلة بمنفذ هجوم مانهاتن.

وخلال السنتين الماضيتين توصلت تحقيقات "إف بي آي" وشرطة نيويورك إلى أن المجموعة الإرهابية، التي يرجح وجود صلة لسيف الله سايبوف بها، كانت على علاقة بتنظيم "داعش"، وقد أقر المعتقلون بالتهم الموجهة إليهم.