اعتداء لاس فيغاس: بادوك تدرب بالصحراء وداوفعه مجهولة وتحير المحققين

09 أكتوبر 2017
التحقيقات تبحث عن خيوط جديدة تكشف غموض الجريمة(تويتر)
+ الخط -
أظهرت تحقيقات الشرطة الأميركية الأخيرة أن المسؤول عن أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والذي خلف 58 قتيلاً في لاس فيغاس، أجرى تدريبات رماية في الصحراء قبل يومين من المجزرة.


وقال مسؤول إنفاذ القانون في مقاطعة كلارك في ولاية نيفادا، كيفن ماكماهيل، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن المحققين عثروا على كاميرا مراقبة منزلية تعود للقاتل ستيفن بادوك، صور بها رحلته لمدة 90 دقيقة انطلاقاً من لاس فيغاس نحو منطقة صحراوية، حيث أطلق النار ومارس الرماية بهدف التمرين.


وكشف ماكماهيل أن "الفيلم المحفوظ في الكاميرا الخاصة ببادوك صوّر فيه قيادته على طول الطريق الذي يؤدي إلى منطقة الرماية التي يستخدمها السكان المحليون لممارسة إطلاق النار عادة".


وأوضح أنه رغم متابعة أكثر من ألف دليل حتى الآن، إلا أن السلطات لم تكتشف الدافع وراء الجريمة الأكثر دموية في التاريخ الأميركي الحديث.


وقال: "نظرنا بكل ما له علاقة بستيفن بادوك، حرفياً، وما يشمل حياته الشخصية، وبحثنا بأي انتماء سياسي له، وسلوكياته الاجتماعية، ووضعه الاقتصادي، وأي تطرف محتمل".


وأضاف "أسقطنا من حساباتنا الدليل تلو الآخر في مسار التحقيقات، وخلال محاولات تحديد السبب والدوافع، لتحديد مَن من الممكن أن يكون على علم بما خطط له (بادوك) ونفذه".


وأشار إلى أن إعلان تنظيم "داعش" مراراً عن مسؤوليته عن الهجوم، دفع للتحقيق بأي صلة محتملة بين التنظيم والقاتل، ولكن لم تتوصل التحقيقات إلى وجود أي خيوط تربط بينهما.








القاتل حسب المسافة نحو الهدف للمزيد من الدقة


وخلافا لأغلب مرتكبي عمليات القتل الجماعي المميتة التي سبقت الهجوم المذكور، لم يترك بادوك وراءه أي بيان، أو تسجيلات، ولا رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى نواياه قبل إقدامه على الانتحار، وفقا للشرطة.


في حين أن ديف نيوتن، من وحدة K-9 التابعة لشرطة لاس فيغاس، قال لصحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الاثنين، إن ورقة وجدت على طاولة في غرفة الفندق التي أطلق منها بادوك الرصاص، سجل عليها أرقاماً وهي عبارة عن حساب المسافة بين مكان إطلاق النار والحفل، في ما يبدو أنه كان يحتسب المسافة نحو الهدف توخياً للمزيد من الدقة. 


غرفة قاتل لاس فيغاس في فندق ماندالاي باي والورقة التي خلفها (تويتر) 


وفي محاولة لمعرفة المزيد من المعلومات عن الدوافع المحتملة وراء الهجوم، أطلقت وكالات إنفاذ القانون حملة إعلانية، ووزعت لوحات تقول "إذا كنت تعرف شيئا، قل شيئا"، في نداء لأي شخص يمكن أن تكون لديه أية معلومات تساعد في الدفع بالتحقيق قدما.


ونفت سلطات مطار كلارك الملاصق لمكان الحفل أن تكون طلقات بادوك التي استهدفت خزاناً لوقود الطائرات قد تسببت بأية أضرار، مشيرة إلى أن الخزانات لا يمكن تضررها من طلقات نارية. في حين اعتبرت الشرطة أن القاتل ربما حاول إحداث المزيد من الأضرار عبر إشعال النار في الوقود.


يشار إلى أن بادوك اشترى خلال 11 شهراً قبل الجريمة 33 سلاحاً، معظمها من البنادق نصف الآلية. وبيّنت التحقيقات أنه حوّل الأسلحة التي استخدمها يوم الجريمة إلى آلية بالكامل، وهو تعديل غير قانوني. ولفت المحققون إلى أن عملية التعديل يمكن إجراؤها بسهولة، خصوصاً أن القطع المطلوبة لإجرائها متوفرة عبر الإنترنت ويمكن شراؤها ببساطة بكلفة لا تزيد عن 40 دولاراً.



10 دقائق من إطلاق النار المتواصل


وأوضحت الشرطة أن قدرة بادوك على إطلاق النار لوحده على دورتين لمدة 10 دقائق تقريباً رفعت عدد الضحايا إلى 58 قتيلاً.


وفي وقت مبكر قبل الهجوم المروع أرسل بادوك صديقته ماريلو دانلي (62 عاماً)، بعيداً إلى الفيليبين للبقاء مع عائلتها. لكنها عادت إلى الولايات المتحدة بعد استدعائها من قبل الـ"أف بي آي" للتحقيق.


وأصدرت بياناً عبر ممثلها القانوني يفيد بعدم معرفتها المسبقة بخطط بادوك، مشيرة إلى أن قلقاً كبيراً ساورها حين أرسلها بعيداً ثم حوّل لها نحو مائة ألف دولار إلى الفيليبين، لأنها ظنت أنه كان يخطط للانفصال عنها. وأكدت أن أية مؤشرات لم تجعلها تشك بأنه سيقدم على ارتكاب فعل فظيع من هذا القبيل.




وتحاول الشرطة أيضاً متابعة التاريخ الطبي للقاتل، الذي أطلق النار على حفل موسيقي في لاس فيغاس من غرفة في الطابق 32 من فندق "ماندالاي باي" قبل أن يقتل نفسه. واكتشفت السلطات انه ملأ غرفته بـ23 بندقية مدعومة بنطاقات تسمح بإطلاق النار بسرعة أكبر بعد تحويل الأسلحة شبه الأوتوماتيكية إلى أسلحة آلية بالكامل.

(العربي الجديد)