وأظهر الفيديو الأول الذي نشرته الصفحة يوم الثلاثاء، شابا لبنانيا يمسك فتاة إفريقية ملقاة على الأرض من شعرها بطريقة مهينة، ويجذب شعرها بعنف، فيما كانت زميلتها إلى جوارها على الأرض فاقدةً الوعي نتيجة للضرب المبرح الذي تعرضتا له أمام المارة.
ويوضح فيديو ثان نشرته الصفحة نفسها الأربعاء، تفاصيل أكثر عن الواقعة. إذ يوثق قيام عدد من الأشخاص بتعنيف الفتاتين بشكل قاس، حتى أنه أزعج المارة الذين تدخل أحدهم للدفاع عن الفتاتين، في حين لم يتدخل غالبية الحاضرين الذين تركوا الضحيتين تواجهان مصيرهما.
يقف الشاب الضخم الجثة فوق جسد الفتاتين المكرهتين على البقاء أرضاً، ويمسكهما بيد واحدة من شعرهما، في مشهد يعبر عن الإصرار على إذلال الضحيتين.
وتتكررت في الفيديو الصفعات القاسية والشتائم التي تلقتها الضحيتان، قبل أن ينضم إلى المعتدي الرئيسي شاب وفتاة يشاركانه تعنيف الضحيتين. فيما وقف عدد من الأشخاص يشاهدون، ولم يتدخل سوى شخص واحد استفزه المشهد، فدخل في صدام مع المعتدين، قبل تدخل الناس لإبعاده، فيما تركوا الضحيتين بين أيدي المعتدين حتى فقدت إحداهما الوعي.
Twitter Post
|
وقال مسؤول صفحة "وينيه الدولة" لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتداء استمر لنحو ربع ساعة، والمتورطون أشخاص معروفون بترويعهم أبناء المنطقة، لكن القوى الأمنية لم تتدخل، وحضرت إلى المكان بعد انتهاء الاعتداء، وبعد أن تم استدعائها من قبل أحد عناصر الجيش الذي بدأ الأزمة، ولكنه لم يظهر في الفيديو".
وأضاف المسؤول عن الصفحة الإلكترونية: "ما أستغربه أن القوى الأمنية لم تعتقل المعتدين، وإنما اعتقلت الفتاتين بحجة أن إقامتهما في لبنان غير مشروعة. سيتم ترحيلهما إلى بلدهما عنوة نتيجة الحادث، فيما يظل المعتدون أحراراً".
وقال بيان نشرته القوى الأمنية، إن "الفتاتين صرحتا بأن الشخص المذكور انحرف أثناء مروره على متن سيارته برفقة عائلته باتجاههما، حتى كادت سيارته تلامسهما، فأبدتا انزعاجهما، وعلى إثر ذلك وقع تلاسن بينهما وبينه، قبل أن يتطور إلى شجار تعرضتا بعده للضرب".
وتابع البيان: "تم فتح تحقيق في الحادث، وجرى تكليف مترجم من القنصلية الكينية خلال الاستماع لإفادة الفتاتين، كما أخضعتا للمعاينة الطبية، وتقدمتا بشكوى ضد عنصر الجيش وآخرين بجرم الضرب والإيذاء، وادعت إحداهما فقدان هاتفها المحمول".
وحول اعتقال الفتاتين وإفلات المعتدين، قال مصدر أمني إن "قوى الأمن الداخلي تصرفت وفق القانون وتوجيهات القضاء بما أن إقامتهما غير شرعية، واتخذت كل الإجراءات اللازمة"، رافضاً اتهام الأمن بالتقصير أو الافتراء على الفتاتين. وأضاف أنه لا علاقة لقوى الأمن الداخلي بمحاسبة الجناة أو التحقيق معهم كون أحدهم عسكريا في الجيش اللبناني.
ونفى مسؤول في بلدية برج حمود، في اتصال مع "العربي الجديد"، معرفته بحصول الواقعة، على الرغم من تجمع العشرات في مكان الحادث والبلبلة التي أثارها نشر مقطعي الفيديو اللذين يوثقان الاعتداء على الفتاتين.