اعتداء القديح: مطالب بتجريم خطاب الكراهية

24 مايو 2015
إحياء ذكرى عاشوراء بأحد المساجد في السعودية (فرنس برس)
+ الخط -

أثار الاعتداء الانتحاري الذي تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في بلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف، شرق السعودية، والذي أوقع 22 قتيلاً وعشرات الجرحى، تضامناً كبيراً في البلاد مع المستهدفين وغالبيتهم من الشيعة العرب. ويُعتبر هذا الاعتداء الثاني من نوعه، والذي ينفّذه التنظيم بحق هذه الفئة من السعوديين، بعد جريمة قرية الدالوة التي وقعت في محافظة الأحساء قبل أشهر، وراح ضحيتها ثمانية قتلى وعدد من الجرحى. لكن حالة من الغضب سادت لدى بعض الذين وصفوا المواقف المستنكرة والمنددة بـ "اللفظية".

إذ يرى معنيّون أنّها صادرة عن بعض الشخصيات الدينية والمدنية التي تُنسَب إليها تصريحات تحريضية طائفياً، وتتضمن "تهديداً للسلم الأهلي". انطلاقاً من ذلك، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين احتجاجات مطالبة بسنّ قوانين في المملكة تجرّم خطاب الكراهية، والتشديد على ضرورة إصلاح خطاب المؤسسات الحكومية، كالتعليم والإعلام، إضافة إلى المؤسسات الدينية.



اقرأ أيضاً: بصمات "داعش" في اعتداء القطيف

ودانت شخصيات من كافة فئات المجتمع السعودي عبر "تويتر" الحادث، معتبرة أنّه عمل مدان من كافة الشرائح الاجتماعية، لأنّ الهدف من تنفيذه بهذه الطريقة، يأتي لـ "شق صفوف المجتمع" عبر استهداف السعوديين الشيعة لفتح الباب لعمليات الرد بالمثل والانزلاق في هاوية الحرب الأهلية. وشدّدت أوساط ونخب من المنطقة الشرقية على "أهمية قطع منابع التطرف التي تتم تغذيتها في بعض المنابر والمساجد ووسائل الإعلام والمؤسسات". وتم تجديد المطالبة القديمة بأهمية سن أنظمة تجرّم خطاب الكراهية، المطلب الذي ظلّ مطروحاً منذ سنوات من دون أن يجد آذاناً صاغية تحوّله واقعاً.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً انتقادات شديدة لبعض الذين توافدوا للتعزية بجريمة القديح، إذ انبرى عدد من النشطاء إلى التصدي لهؤلاء عبر تذكيرهم بمواقفهم، وكيف أنهم كانوا غارقين في نقل الأزمات الطائفية والتحريضية التي تقع في أقطار عربية إلى ساحة السجال المحلي، متبنّين بذلك سردية طائفية لتفسير الصراعات على نطاق أممي يتحمل تبعاته أتباع الطوائف في كل مكان. وشددوا على أن طرحهم كان سبباً رئيسياً في احتقان المشهد السعودي، وأنّ ما جرى، نتاج طبيعي لكارثة يجب أن يتحمل كل منهم مسؤوليته فيها.

ويتوقع أن تشهد محافظة القطيف خلال الأيام المقبلة توافد عدد من الشخصيات الرسمية لتقديم واجب العزاء، وفي مقدمتهم ولي العهد محمد بن نايف، إضافة إلى زيارات أهلية لحضور مراسم التشييع والدفن التي لم يعلن موعدها حتى الآن.

اقرأ أيضاً #يد_واحدة_لمواجهة_الفتنة: المغردون يدينون تفجير القديح