وتجمع عشرات المستوطنين مساء اليوم الخميس، في المكان الذي نفذت فيه عملية إطلاق النار التي قتل فيها جنديان وأصيب آخران بجروح خطيرة، قرب مستوطنة "جفعات أساف"، شرق مدينة رام الله، مطالبين جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ"الرد القاسي" على الفلسطينيين، ورفعوا صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعليها شعارات تطالب بقتله، ورددوا الهتافات العنصرية والمعادية للعرب، كما طالبوا بمنع العرب من المرور عبر شارع 60 الاستيطاني.
كما أغلق مستوطنون الشارع الالتفافي الذي يربط مدينتي نابلس ورام الله.
وأوضح رئيس بلدية حوارة ناصر حواري لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الاحتلال أغلقت كافة مداخل البلدة، حيث منعت مرور المركبات ودخولها إلى بلدة حوارة عند مفترق بلدة بيتا المجاورة، كما تغلق مدخل الشارع الرئيس الذي يربط مدينتي قلقيلية ونابلس".
وأشار حواري إلى أن قوات الاحتلال أغلقت ثلاثة طرق فرعية داخل بلدة حوارة، بعدما استقدمت جرّافات إلى المنطقة وأغلقتها بالسواتر الترابية، حيث كان الأهالي يسلكونها للوصول إلى قراهم وبلداتهم.
وأجبرت هذه الإغلاقات الأهالي على المرور عبر قرى وبلدات أخرى، حيث يعتبر المسلك الوحيد للوصول إلى مدينة نابلس عبر قرى جماعين وعينابوس وعوريف وعصيرة القبلية ومادما وتل وصولاً إلى نابلس، ويشهد هذا المسلك أزمة مرورية خانقة.
إلى ذلك، هاجم مستوطنون، مساء الخميس، مركبات الفلسطينيين على مدخل قرية جيت شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية، ورشقوها بالحجارة، فيما رشقت مجموعة أخرى من المستوطنين المركبات الفلسطينية أثناء مرورها عبر الطريق الواصل بين نابلس وجنين، قرب مدخل مستوطنة "حومش" التي تم إخلاؤها قبل 13 عاما، حيث تواجد المستوطنون مساء اليوم فيها.
كما هاجم مستوطنو مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال رام الله، منازل الفلسطينيين قرب مخيم الجلزون شمال رام الله، ما أدى لاندلاع مواجهات مع المواطنين الفلسطينيين هناك، بينما هاجم مستوطنون، الليلة، منطقة خان اللبن على الطريق الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس، وهاجموا منزلا على مدخل قرية بورين جنوب نابلس، وحطموا سيارة قريبة من المكان.
في سياق آخر، ذكرت مصادر صحافية أن شابا فلسطينيا أصيب، مساء اليوم، في يده برصاص الوحدات الخاصة الإسرائيلية "المستعربين" في قرية بيتين شرق رام الله، خلال اقتحام تلك القوات للقرية، وإطلاقها الرصاص باتجاه عدد من الشبان، فيما أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه مركبة على المدخل الغربي لبلدة سلواد شرق رام الله، دون وقوع أية إصابات.
بينما اعتقلت قوات الاحتلال، ليلة الخميس، الطفل محمد خالد خليل صلاح (14 عاما)، وأصابت عددا من الفلسطينيين بالاختناق، خلال مواجهات شهدتها بلدة الخضر جنوب بيت لحم جنوب الضفة، وتمت معالجة جميع المصابين ميدانيا.
وهاجم المستوطنون خمسة منازل في بلدة حوارة جنوب نابلس، واستهدفوها بالحجارة ولحقت أضرار بنوافذها، فيما نظم المستوطنون مسيرة قرب بلدة حوارة جنوب نابلس، واستهدفوا عشرات المركبات بالحجارة، كما اعتدوا على مركبات الفلسطينيين قرب حاجز بيت فوريك شرق نابلس.
وإلى الجنوب من بيت لحم، رشق مستوطنون مساء اليوم، سيارات الفلسطينيين بالحجارة، أثناء مرورها قرب مفرق مجمع مستوطنة "غوش عصيون" المقامة على أراضي الفلسطينيين، ما ألحق أضراراً بعدد منها.
إلى ذلك، حاول مستوطنو مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق الخليل، اليوم الخميس، الاستيلاء على أراض واستخدامها طريقاً لهم للوصول إلى المستوطنة المحاذية للشارع الالتفافي، بعدما أحاطوها بالأسلاك الشائكة ونظفوها من الحجارة.
وفي السياق، هاجم عشرات المستوطنين مركبات الفلسطينيين بالحجارة على امتداد خط 60 الواصل بين محافظتي بيت لحم والخليل، جنوب الضفة الغربية، ما أدى للحاق أضرار مادّية بعدد منها.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن المستوطنين اعتدوا بالحجارة على سيارة إسعاف تابعة له في الخليل، إذ كانت تنقل حالة مرضية من بلدة بني نعيم شمالا إلى مدينة الخليل.
وأصيب فلسطيني بجروح ورضوض في جسده، عقب رشق المستوطنين مركبات الفلسطينيين على مفرق "بيت عنون" المؤدي إلى بلدة حلحول شمال الخليل، وأدوا صلوات تلمودية، وطالبوا بتشديد الإجراءات بحق الفلسطينيين ومنعهم من التنقل عبر الشوارع الرئيسية، فيما تم نقل المصاب إلى المستشفى الأهلي في مدينة الخليل لتلقي العلاج.
في حين هاجم مستوطنون مساء اليوم، مركبات الفلسطينيين قرب حاجز زعترة جنوب مدينة نابلس، وقاموا بأعمال عربدة واعتداءات بالقرب من الحاجز، وعلى طريق المعرجات بالقرب من اللبن الشرقية، ورشقوا مركبات الفلسطينيين بالحجارة، بينما رشق مستوطنو مستعمرة "شافي شمرون" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال غرب نابلس مركبات الفلسطينيين بالحجارة، على مقربة من مصنع طوب الطنيب على الطريق الواصل بين مدينتي نابلس - طولكرم، وذلك بحماية من قوات الاحتلال.
في سياق آخر، اندلعت مواجهات في قرية اللبن الشرقية إلى الجنوب من مدينة نابلس شمالاً، إذ أفاد سامر عويس رئيس المجلس القروي "العربي الجديد"، بأن جيش الاحتلال اقتحم القرية وتمركز بالقرب من المسجد، واعتلى أسطح عدد من المنازل، فيما أطلق الجنود القنابل الصوتية والغازية تجاه الأهالي.
وفي مدينة طولكرم شمالاً، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان الغاضبين بالقرب من جدار الفصل العنصري، المقام على أراضي الفلسطينيين غربي ضاحية شويكة شمال المدينة، حيث أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بالإضافة إلى العشرات بحالات الاختناق من جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وإلى جنوب الضفة، أصيب عدد من الأهالي في بلدة تقوع إلى الشرق من مدينة بيت لحم، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الشمالي للبلدة وتسببت في إعاقة المركبات الفلسطينية من المرور.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها تعاملت مع 69 إصابة في أنحاء الضفة الغربية اليوم الخميس، تم نقل ست إصابات منها للمستشفى لتلقي العلاج.
ومن بين الإصابات التي تعاملت معها الهلال الأحمر، 6 إصابات بالرصاص المطاط في مدينة البيرة، ونقلت إصابة من بين الإصابات للمستشفى، وتعاملت كذلك مع 28 إصابة أخرى اختناقاً بالغاز المسيل للدموع، وأربع إصابات بضربات قنابل غاز وإصابة دهس.
كما تعاملت طواقم الهلال الأحمر في بلدة عصيرة القبلية في نابلس، مع ثلاث إصابات بالرصاص المطاطي، و7 إصابات بالغاز، نقلت إصابة منها للمستشفى، وتم التعامل مع 3 إصابات بالاعتداء بالضرب، فيما تم التعامل في بلدة عوريف جنوب نابلس مع إصابتين بالرصاص المطاطي، وإصابتين اثنتين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وفي بلدة حوارة تم التعامل مع أربع إصابات بالاعتداء بالضرب، إضافة إلى إصابة بالرصاص المطاطي وخمس إصابات بالاختناق بالغاز، فيما تم التعامل في ضاحية شويكة شمال طولكرم مع إصابة بالمطاط وإصابتين بالغاز تمت معالجتهم ميدانياً.
وعلى صعيد الإغلاقات، فقد أغلقت قوات الاحتلال مدخل مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل بالبوابات الحديدية، كما أغلقت مدخل مخيم العروب إلى الشمال من المدينة، وأوقفت مركبات المارّة وأجرت عمليات تفتيش فيها، مع تدقيق في هوياتهم.
من جانب آخر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم، مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية في مدينة البيرة، واعتدت بالضرب على الموجودين.