اعتداءات على ممتلكات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية

21 يناير 2019
لاجئون سوريون في عرسال (مايا هوتفوي/فرانس برس)
+ الخط -
للمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية شهدت بلدة عرسال شرق لبنان موجة اعتداءات على ممتلكات لاجئين سوريين فيها، كما طالب المعتدون برحيلهم.

وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط مصور يظهر إقدام عدد من الشبان في بلدة عرسال اللبنانية بالاعتداء بالحجارة والتكسير على أملاك خاصة قيل بأنها تعود إلى سوريين. وسبقت التحرك دعواتٌ تم تناقلها عبر تطبيق "واتساب" تدعو للتظاهر "ضد كل ما يعاني منه أهالي عرسال بسبب وجود اللاجئين السوريين من عمل وغيره، ولوضع حد للمعاناة التي تحصل في بلدة عرسال".

وانطلقت المظاهرة من أمام المعهد في عرسال عند الساعة العاشرة صباحاً، وسارت في طرقات البلدة، وعمد بعض المشاركين فيها إلى الاعتداء على الأملاك.

وأوضح رئيس بلدية عرسال، باسل الحجيري، في حديث لـ "العربي الجديد" أن "تحرك اليوم شارك به ما بين 30 و40 شخصاً وهم شبان طائشون تتراوح أعمار معظمهم بين 10 و15 عاماً، في حين أن البالغين بينهم كانوا قلّة".

وأضاف: "حتى الآن لا نعرف إن كان هناك من طرف محرض أم لا. إحدى الصفحات على فيسبوك دعت الناس للتظاهر ونحن ندعو الأجهزة الأمنية لكشف هوية من يقف خلف التحريض ومحاسبة من اعتدى على أملاك اللبنانيين والسوريين في المنطقة، فالاعتداءات طاولت أملاك اللبنانيين أيضاً".


وأشار إلى أن "المظاهرة سارت لمدة ساعة ونصف الساعة، ووقعت أعمال التكسير خلالها بوجود القوى الأمنية التي لم يتدخل عناصرها، وإنما اعتقلوا فيما بعد عدداً من الشبان. والمطلوب الآن هو تدخل جدي وفعلي من القوى الأمنية، فاليوم لم يتوقع أحد حصول ما حصل، وربما لو كان الناس على دراية سلفاً بالأمر لسقط قتلى. فما حصل مؤشر سلبي وسبب القلق والخوف لدى الناس".



وعن سبب الإشكال يقول الحجيري: "هناك ضائقة اقتصادية في عرسال وينظر للسوري على أنه منافس كبير على الأرض، لكن الحل الحقيقي ليس بمحاربة السوري. هناك أسباب للأزمة الاقتصادية، وفي بلدة عرسال لا نعتمد على المحال التجارية وإنما على المقالع والحجر، وهي متوقفة الآن بسبب أزمة الإسكان ومنافسة الحجر المصري للحجر العرسالي. وحل الأزمة لا يتم على صعيد البلدية إنما يتطلب تدخل الدولة. وما حدث اليوم هو فشة خلق في غير مكانها وهي إساءة لنا ولضيوفنا". وأكد الحجيري أن "المحال ستفتح غداً ليتابع أصحابها أعمالهم بشكل طبيعي".

وقال أبو محمود، وهو عضو لجنة المنسقين من اللاجئين بين المخيمات في عرسال، في حديث لـ "العربي الجديد": "إن ما حصل كان مفاجئاً، إذ لم يعتده السوريون في بلدة عرسال". وتابع: "لم يحدث اعتداء على أشخاص سوريين، إنما فقط على ممتلكات تعود لسوريين بحجة أنهم يقطعون برزق أهالي البلدة ويفتحون المحال فيها. قرأنا الدعوات للتظاهر واعتبرناها غير جدية لكننا تفاجأنا بالمظاهرة".

وأوضح أبو محمود أن "أغلب المشاركين فيها كانوا من الشباب وطالبوا السوريين بالخروج من عرسال". وقال: "الموضوع أخافنا فخلال تواجدنا منذ 7 سنوات في عرسال لم نتعرض لأي اعتداء، واليوم هناك أمر ما يحدث لم نتوقعه"، لافتاً إلى أن القوى الأمنية ألقت القبض على نحو خمسة أشخاص من الذين شاركوا في الاعتداء، في حين أقفل أصحاب المحال محالهم.

وأضاف "طلبنا من السوريين البقاء في مخيماتهم ومنازلهم وعدم التجول في البلدة. ومن المؤكد أن هناك من يحرض، لأن الأمور لا تحصل فجأة لكننا لم نتأكد بعد إن كان الأمر مخططاً له أم لا. وفي حال تكرر الاعتداء قد يهرب عدد كبير من السوريين باتجاه طرابلس ومجدل عنجر".
دلالات