يخشى الأردن من أن تلقي الاضطرابات التي تشهدها المنطقة منذ عدة سنوات، على كاهله مزيداً من الأعباء الاقتصادية الثقيلة والتي لم تتوقف عند حد نزوح أكثر من 1.4 مليون لاجئ سوري إلى أراضيه، بل تعدتها إلى إصابة العديد من القطاعات الاستراتيجية بحالة شلل، وفي مقدمتها السياحة.
واليوم، تعاني السياحة، التي تعتبر من أكثر القطاعات أهمية في الأردن، من تدهور كبير، لم
يكن في حسابات الحكومة التي انتفضت للبحث عن وسائل عاجلة لإنقاذه وإيجاد الوسائل الكفيلة بوقف التراجع الذي تعرضت كافة مجالات السياحة.
وقال وزير السياحة والآثار الأردني، نايف الفايز، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن القطاع تأثر كثيراً بسبب الاضطرابات في المنطقة والدول المجاورة، ما أدى إلى تراجع النشاط السياحي بشكل كبير خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي، 2015.
وأضاف الفايز أن تدهور الوضع السياحي جاء بشكل أساسي من انخفاض عدد السياح الأجانب بنسبة تقدّر بحوالي 40%، حيث انخفضت أعداد الوافدين إلى مدينة البتراء التاريخية والمواقع الأخرى في البلاد.
وتابع أن السياحة العربية إلى الأردن عادة تأتي في فترة الصيف، وهي تختلف من جنسية لأخرى، ولكن تراجع أعداد الأجانب هو الأكبر.
وبحسب المصرف المركزي الأردني، في أحدث بيانات له، فإن الدخل السياحي للأردن انخفض خلال شهر يناير/ كانون الثاني من العام الحالي بنسبة 6%، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، حيث بلغ 345.87 مليون دولار، وبلغ خلال العام الماضي بأكمله 3.38 مليارات دولار.
وقال وزير السياحة إن وزارته أعدت خطة انقاذ للقطاع، بانتظار رد مجلس الوزراء، تتضمن إعفاءات ضريبية للقطاع وإجراءات أخرى سيعلن عنها في حينه.
وتستهدف خطة حكومية زيادة إجمالي أعداد السياح القادمين إلى 9.4 ملايين سائح، ونمو الدخل السياحي إلى 4.2 مليارات دينار أردني، ونمو الدخل المتأتي من السياحة المحلية بنسبة 30% سنوياً.
وقال رئيس فرع السياحة الدينية في جمعية وكلاء السياحة والسفر، يوسف بكر، لـ"العربي الجديد"، إنه لا بد من تنويع المنتجات السياحية وتعظيم الاستفادة من المجالات المتاحة، خاصة السياحة الدينية، التي من شأنها إعادة التوازن للسياحة الأردنية وتحقيق عائد أفضل للدولة.
وأضاف أن شركات سياحة أردنية وفلسطينية، ستتقدم بطلب إلى منظمة المؤتمر الإسلامي قريباً
بهدف دعوة الدول الإسلامية لتوجيه مواطنيها لزيارة القدس من خلال الأردن وليس إسرائيل، وأن ممثلين عن الشركات سيلتقون برئيس المنظمة على الأرجح خلال أبريل/ نيسان الجاري لهذه الغاية.
وطالب الحكومة بالعمل على تحفيز القطاع السياحي من خلال إلغاء الرسوم والضرائب، وتخفيض أسعار التذاكر على رحلات الطيران الأردنية.
وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور منير حمارنة، إن القطاع السياحي بحاجة إلى أدوات لتحفيز السياح العرب والأجانب لزيارة الأردن، ومن ذلك تخفيض الرسوم والضرائب المفروضة على القطاع وتذاكر الطيران.
1 دولار أميركي = 0.7080 دينار أردني
1 دينار أردني = 1.4124 دولار أميركي
اقرأ أيضاً:
الأردن يتوقع ارتفاع أعداد السياح الوافدين 10% بسبب "الكريسماس"