استنكار واسع لاغتيال اللبناني حنّا لحود في تعز اليمنية

22 ابريل 2018
أهالي تعز يتبرأون من جريمة اغتيال حنّا لحود(تويتر)
+ الخط -
أدانت السلطات المحلية والمنظمات الدولية الإنسانية في تعز (وسط) اغتيال الموظف في بعثة الصليب الأحمر الدولي في اليمن، اللبناني حنّا لحود، برصاص مسلحين مجهولين وهو في طريقه لزيارة أحد السجون في منطقة الضباب جنوب تعز.

الجريمة التي حدثت صباح أمس لقيت استنكاراً واسعاً من قبل المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية الإنسانية والناشطين والإعلاميين في اليمن، الذين طالبوا الحكومة والسلطات المحلية بملاحقة مرتكبي الجريمة وتوفير الحماية الأمنية، والضمانات الكاملة لتيسير عمل المنظمات الإنسانية.

البداية من محافظة تعز التي عبّر محافظها أمين أحمد محمود، عن استنكاره للحادثة، ووجه السلطات الأمنية بالتحقيق الفوري. وقال محافظ المحافظة في بيان صادر عنه تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إن "هذه الجريمة البشعة لا تمثل روح وأفكار أبناء تعز، وإن السلطة المحلية ماضية في مواجهة الفكر الضال والخلايا القاتلة التي لا تؤمن بالحياة ولا تريد الاستقرار للمحافظة، وتعيث فساداً واغتيالاً وإرهاباً في تعز".

وفي السياق، قال الناشط في المجال الإنساني ومدير المشاريع في مؤسسة "جنّات" التنموية، محرم أحمد المحمودي، إن جريمة اغتيال مسؤول الحماية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تعز محاولة لإظهار أبناء تعز للعالم على أنهم عصابات متشددة، وإفشال جهود العمل الإنساني والمنظمات الإغاثية الدولية، بالإضافة إلى شرعنة تواجد قوات أمنية لا تتبع وحدات الأمن الحكومية.


وأكد لـ"العربي الجديد"، أن الجريمة تأتي بعد استجابة الكثير من المنظمات الدولية الإنسانية للعمل في مدينة تعز وفتح مكاتبها داخل المدينة لممارسة أعمالها الإنسانية. وأشار إلى أن السلطة المحلية في المحافظة مسؤولة عن ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة سريعاً لينالوا عقابهم الرادع، "والعمل على حماية العاملين في المنظمات الإنسانية العاملة في تعز المحاصرة منذ بداية الحرب"، داعيا المنظمات الإنسانية الدولية "وبالأخص الصليب الاحمر الدولي إلى مواصلة جهودهم وعدم الخضوع لأعداء الإنسانية والمجرمين".




وحذرت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثين في صنعاء من استهداف المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن من قبل "العناصر الإرهابية"، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تتسبب في إعاقة أعمال المنظمات الإغاثية ووصولها لكل المناطق اليمنية في ظل الوضع الإنساني الذي يصنف عالميا بأنه أكبر أزمة إنسانية طارئة في الوقت الراهن".



وقال الناطق باسم الوزارة عبد الحكيم الكحلاني لـ"العربي الجديد" إن "جريمة مقتل أحد موظفي الصليب الأحمر الدولي في محافظة تعز تأتي في ظل الانفلات الأمني التي تعيشه المحافظة الخاضعة لسيطرة القوات الموالية للتحالف"، مشيراً إلى أن هذه العملية الإجرامية تسعى إلى تعطيل النشاط الإنساني والتأثير على حركة المنظمات الإنسانية التي تقدم خدمات للشعب اليمني في مأساته الراهنة والتخفيف منها.



وأدانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ليز غراندي، مقتل موظف في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تعز. وقالت في بيان لها، "إننا ندين هذا الرعب الرهيب وغير المبرر. ولا يمكننا أن نفعل ما يتعين علينا القيام به إذا كنا غير آمنين وخائفين على حياتنا"، مشيرة إلى أنها لا تستطيع أن تؤكد "ما يكفي من التزام الأطراف لحماية الأشخاص الذين يقدمون المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص الذين تأثروا بهذا النزاع المدمر في اليمن".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أدانت حادثة مقتل أحد موظفيها في اليمن، ووصفتها بـ"الهجوم الوحشي والمتعمد". وأعربت اللجنة، في بيان صحافي، عن حزنها البالغ بسبب مقتل أحد موظفيها في محافظة تعز، إثر إطلاق نار، مشيرة إلى أن الضحية حنا لحود، وهو لبناني الجنسية يعمل ببعثة اللجنة الدولية، كان يتولى مسؤولية برنامج السجون التابع للجنة في اليمن.

وبحسب مصدر أمني خاص، كان حنا لحود هدفاً متعمداً للعناصر المسلحة ولم يكن حادثاً عرضيا. وقال مصدر أمني اشترط عدم الإشارة لاسمه، إن العناصر المسلحة قامت باغتيال لحود وحده رغم وجود موظفين آخرين يحملون الجنسية البريطانية والهندية إلى جانبه.

وقال المصدر لـ"العربي الجديد" إن "مسلحين اثنين ملثمين اقتربا من السيارة التي كانت تقل الموظفين في الصليب الأحمر، وقام أحدهما بفتح باب السيارة وإطلاق النار على لحود، وترك الآخرين قبل أن يلوذا بالفرار".



وتشهد مدينة تعز اليمنية منذ أشهر، سلسلة من الاختلالات الأمنية والاغتيالات التي طاولت شخصيات عسكرية ومدنية، لكنها الأولى التي يتعرض لها موظف دولي في العمل الإنساني.

الجدير بالذكر بأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض لها عاملون في الصليب الأحمر الدولي في اليمن، ففي سبتمبر/أيلول 2015 قتل الحوثيون اثنين من العاملين في الصليب الأحمر في محافظة عمران أثناء سفرهم إلى محافظة صعدة (شمال). كما اختطفت عناصر مجهولة العاملة في الصليب الأحمر والمعنية بمتابعة المختطفين، التونسية نوران حواس، لفترة تجاوزت عشرة أشهر قبل أن يطلق سراحها بفدية مالية في أكتوبر/تشرين الأول 2016.