تعيش تركيا حالة من الاستنفار على المستوى الشعبي والحكومي لإنقاذ المحاصرين في مدينة حلب، وبينما شهدت مختلف المدن التركية وقفات احتجاجية ضد الصمت العالمي عما يحصل في المدينة، تعمل المؤسسات التابعة للحكومة التركية بما فيها الهلال الأحمر على تأمين المساعدات الإنسانية وبناء المخيمات للمهجرين الحلبيين الذين سيتجهون إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في كل من إدلب والريف الغربي لحلب.
وتوجهت قافلة من المساعدات الإنسانية، التابعة للهلال الأحمر التركي، مكونة من 10 شاحنات إلى الحدود السورية التركية، بينما دخلت فرق تابعة للهلال الأحمر التركي إلى محافظة إدلب للتجهيز لبناء مخيم يتسع لثمانين ألف شخص من المهجرين الحلبيين، الأمر الذي أكده المدير العام للهلال الأحمر التركي، كرم كينيك، مشدداً على أن "الهلال الأحمر أتم جميع استعداداته لإيواء ومساعدة المهجرين"، وقال كينيك "لن يتم إدخال المدنيين إلى تركيا، ولكننا نعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، ولهذا الهدف سنبني مخيماً قادراً على إيواء سبعين إلى ثمانين ألف شخص، وذلك على غرار المخيمات التي عملنا على إنشائها في منطقة أطمة".
يأتي هذا بينما رفعت تركيا من الإجراءات الأمنية على منافذها الحدودية مع مناطق سيطرة المعارضة، مقابل معبر باب الهوى، ومع مناطق سيطرة النظام في معبر كسب، خوفاً من تدفق المهجرين مع عناصر منتمية إلى التنظيمات الإرهابية.
في غضون ذلك، تظاهر مواطنون أتراك وسوريون، مساء الأربعاء، أمام القنصلية الإيرانية بإسطنبول، تنديداً بالهجوم على المدنيين في مدينة حلب شمالي سورية.
ودعت أكثر من 50 منظمة مجتمع مدني تركية إلى تظاهرة لليوم الثاني على التوالي أمام القنصلية الإيرانية، وحمل أمس المتظاهرون لافتات باللغة العربية والتركية والانكليزية منددة بإيران ومليشياتها المساندة للنظام السوري.
كما شهدت عدة مدن تركية في مقدمتها العاصمة أنقرة، يوم الأربعاء، وقفات احتجاجية تنديداً بالهجمات التي تطاول المدنيين في مدينة حلب السورية، ونظم عشرات الطلاب السوريين والأتراك، وأعضاء منظمات إغاثية وقفة احتجاجية أمام السفارة الإيرانية في أنقرة، تنديداً بدعمها لنظام بشار الأسد ومليشيات شيعية انتهكت وقف إطلاق النار المبرم بين طرفي الصراع.
وحمل المحتجون لافتات عليها شعارات منددة بجرائم النظام السوري، وداعية لمساعدة المحاصرين بالمدينة الواقعة في الشمال السوري، منها "إيران القاتلة أخرجي من سورية"، و"حلب خطيئة الظالمين، وعار على العالم"، و"المجارز في حلب، ومسرحية في الأمم المتحدة"، وأيضاً "تمكنا من إيقاف الدبابات (في إشارة إلى محاولة الانقلاب بتركيا) وبإمكاننا وقف المجازر أيضاً".
وفي ولاية بايبورت (شمال شرق تركيا) نظم عشرات الأشخاص وقفة مماثلة لنفس الغرض، حيث ندد المشاركون فيها بحصار أحياء حلب، وقصف المدنيين من قبل قوات النظام والقوات الداعمة له، وكذلك في كل من مدينتي طوقات (شمال تركيا)، وإزمير(غرب تركيا) وهي ثالث أكبر المدن التركية.
وانطلقت قافلة من المتطوعين الأتراك، اليوم الخميس، من ولاية إزمير (غرب تركيا) متوجهة إلى ولاية هاتاي (لواء إسكندرون) الحدودية مع سورية لدعم المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب ضمن إطار حملة تنظمها هيئة الإغاثة التركية.
وخلال كلمة ألقاها قبيل انطلاق القافلة، قال ممثل هيئة الإغاثة التركية في إزمير، راسم جاغلار، إن حملة "افتحوا الطريق إلى حلب" التي ترعاها الهيئة تهدف لتسليط الضوء على المأساة والآلام التي يعيشها السوريون في مدينة حلب في الآونة الأخيرة.
وأوضح أن "الهيئة تسعى إلى لفت انتباه العالم إلى المجازر التي يتعرض لها المسلمون في حلب"، مبيناً أن "القافلة الإنسانية المتوجهة من إزمير إلى الحدود السورية في ولاية هاتاي مكونة من 90 سيارة وحافلة مليئة بالمواطنين".
وأشار جاغلار إلى أن "هناك مجموعات أخرى ستنضم إلى القافلة الإنسانية ذاتها من ولايات مانيسا وأوشاق وأفيون وقونية، لتتوجّه فيما بعد إلى معبر جيلفا غوزو بمنطقة الريحانية في ولاية هاتاي، والمقابل لمعبر باب الهوى في الجانب السوري".