النيران تلتهم ثلاثة ملايين هكتار من غابات سيبيريا... وانتقادات لتقاعس السلطات بإخمادها

01 اغسطس 2019
دخان الحرائق يغطي مدينة أولان-أودي بسيبيريا (أندريه أوجورودنيك/Getty)
+ الخط -

تتواصل حرائق كبرى في سيبيريا، شمال شرقي روسيا، منذ أسابيع، ما أتى على ملايين الهكتارات من الغابات، وغطى مدناً بكاملها بالدخان، في وقت وجّه فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامر للجيش للمساعدة في مكافحتها، وهي خطوة يقول دعاة الحفاظ على البيئة إنّها لن تقدّم على الأرجح حلاً سريعاً للمشكلة.

وبحث بوتين وضع الحرائق في سيبيريا مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء. وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض أنّ ترامب "عبّر عن قلقه إزاء الحرائق الكبرى المشتعلة في سيبيريا".

وكانت وكالة الأنباء الروسية "ريا"، قد أفادت، في وقت سابق، بأنّ واشنطن بادرت إلى الاتصال بالكرملين، وأنّ ترامب عرض المساعدة في إخماد الحرائق. وبحسب "ريا"، فإنّ بوتين أشاد بالعرض الأميركي باعتباره "مؤشراً على تحسّن العلاقات" بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقالت الوكالة الاتحادية للغابات إنّ الحرائق تغطي نحو ثلاثة ملايين هكتار من الغابات؛ أي ما يعادل مساحة بلجيكا تقريباً، ما أدى إلى انتشار الدخان في أنحاء سيبيريا، وإعلان حالة الطوارئ في عدة مناطق روسية.

ووصل الدخان المنبعث من الحرائق إلى مدن كبرى في غرب سيبيريا، ومنطقة التاي، وكذلك مدن في الأورال مثل شيليبنسك وياكتيرنبورغ.

وذكر الكرملين أنّ السلطات المعنية أطلعت بوتين على الموقف، وأنّه أمر وزارة الدفاع بالمساعدة في إخماد الحرائق، وبأن تنشر وحدة دائمة لمكافحة الحرائق في منطقة إركوتسك بسيبيريا، إحدى المناطق المتضررة، حتى إشعار آخر.


وقالت وكالة الإعلام الروسية إنّ الجيش بصدد إرسال عشر طائرات "إليوشن-76"، وعشر طائرات هليكوبتر نقل، إلى منطقة كراسنويارسك في سيبيريا مزوّدة بمعدات مكافحة الحرائق، عقب الأمر الذي أصدره الكرملين.

وقالت الوكالة الاتحادية للغابات إنّ رجال الإطفاء يعملون على إخماد حرائق الغابات التي تغطي نحو 107 آلاف هكتار في إركوتسك ومناطق أخرى في سيبيريا، ولكن يجري فقط مراقبة حرائق الغابات الأخرى التي تشمل 2.9 مليون هكتار.

وأوضحت السلطات الإقليمية أنّها لا تعتزم تبديد الموارد على مكافحة تلك الحرائق، لأنّها تتركز في مناطق نائية وغير مأهولة بالسكان، ومن ثم لا تشكل تهديداً مباشراً للناس.


"خطوة متأخرة"

وأبلغ ناشط من جماعة "السلام الأخضر" في روسيا، محطة صدى موسكو الإذاعية، بأنّ مشاركة الجيش في جهود الإطفاء لن تؤدي على الأرجح إلى تقدّم سريع على صعيد إخماد الحرائق، معتبراً أنّ تلك الخطوة جاءت أيضاً "متأخرة للغاية".

ونقلت المحطة الإذاعية عن الناشط غريغجوري كوكسين قوله إنّ "الاستعانة بوحدات من الجيش أمر غير فعال بشكل عام لأن الجنود لا يعرفون كيف يطفئون الحرائق".

وأضاف "كان من الأفضل إخماد تلك الحرائق في مراحلها المبكرة عندما كان ذلك لا يزال ممكناً".


وكل سنة تندلع حرائق كبرى في غابات سيبيريا الشاسعة، إلى درجة أنّ السلطات كانت تقرر البدء بإخمادها فقط حين تشكّل تهديداً للسكان.

لكن حجمها هذه السنة وصل إلى مستوى استثنائي، وأثار مخاوف من أثر بيئي على المدى الطويل، بحسب جمعيات مدافعة عن البيئة.

ووفق الأرقام الرسمية، فإنّ حوالى ثلاثة ملايين هكتار من الأراضي كانت مشتعلة، أمس الأربعاء. وقالت "غرينبيس" إنّ 12 مليون هكتار احترقت هذه السنة.

(رويترز, فرانس برس)

المساهمون