استقالة مديرة تحرير "لوموند" رفضاً لدور "ملكة إنجلترا"

15 مايو 2014
الإدارة أرادت القيام بكل شيء في آن (Getty)
+ الخط -
 

أعلنت مديرة تحرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، ناتالي نوغيريد، استقالتها أمس بعد 15 شهراً من تولي هذا المنصب، وبعد معارضة شديدة في هيئة التحرير بسبب أسلوبها في العمل ومشاريعها الإصلاحية.

وكانت هذه الخاتمة سريعة ومفاجئة لخلاف مستمر منذ أسابيع وتفاقم الأسبوع الماضي، عندما قدّم رؤساء تحرير الصحيفة استقالة جماعية بسبب خلافات مع إدارة الصحيفة بشأن إعادة تنظيم الهيئة التحريرية.

وكان معاونا المديرة، فينسان جيري وميشال غيران، قدّما استقالتهما الجمعة. وحاولت نوغيريد تشكيل فريق تحرير جديد، لكن من دون إيجاد حلفاء.

وترغب رئاسة التحرير والإدارة في أن تضطلع ناتالي نوغيريد، بدور تمثيلي كـ"ملكة إنجلترا"، لكنها رفضت ذلك كما أفاد مصدر قريب من الملف. وهذا الأمر جعل رحيلها محتماً. وفي بريد الكتروني إلى وكالة "فرانس برس"، قالت إنها "لا تستطيع أن تقبل بشطب منصب مدير الصحيفة". وقالت إدارة الصحيفة أنه سيتم بالتشاور تعيين خلف لنوغيريد سريعاً.

صعوبة تحسين الصحف

من جهته، قال رئيس الهيئة الادارية في لوموند، لوي دريفوس، في مذكرة داخلية إلى الموظفين، "إن استقالة ناتالي ليست نبأ ساراً للصحيفة". وفي بيان أكد رؤساء تحرير "لوموند" أنهم "أخذوا علماً" بهذه الاستقالة على أن يجتمعوا مع أصحاب الأسهم لاحقاً. وسيتم اختيار مدير مؤقت بسرعة.

واندلعت الأزمة في صحيفة "لوموند"، مع أول خلاف اجتماعي رئيسي منذ أن اشتراها في العام 2010 رجل الاعمال كزافييه نيل والمصرفي ماتيو بيغاس وبيار بيرجيه، في وقت تواجه فيه الصحافة الفرنسية المكتوبة صعوبات بين ارتفاع الاسعار، وتراجع المبيعات وايرادات الاعلانات والعجز العام في ميزانيتها، وخطط انهاء الخدمة مقابل دفع تعويض.

وقال مصدر قريب من الملف إن "هذه الأزمة تدل على الصعوبة في تحسين الصحف. فالجميع يفكر في فترة الصعوبات في صحيفة (ليبيراسيون)، وبالتالي كان من الضروري ايجاد حل سريع". وصحيفة ليبيراسيون على شفير الافلاس وتواجه ازمة داخلية منذ اشهر.

خطة "مقنعة" للاستغناء

ونشأت الازمة في "لوموند" بسبب الاصلاحات السريعة التي تفضل الصحافة الرقمية على الصحافة الورقية. ونشأت الاحتجاجات بعد أن أرسلت برقية داخلية في شباط/فبراير الماضي إلى معاونيها أشارت إلى عزمها على توجيه نحو 50 من العاملين في هيئة التحرير بحلول حزيران/يونيو إلى أقسام اخرى، والجزء الأكبر منهم إلى الجريدة الالكترونية.

وأبدت النقابات آنذاك قلقها من "خطة مقنعة" للاستغناء عن عدد من العاملين. وتم لاحقاً إبطاء تطبيق هذه الخطة التي اعتبرت في البداية مفاجئة. لكنها ساهمت في زيادة النقمة على أسلوب ادارة نوغيريد (46 عاماً)، الصحافية التي حظيت بشعبية كبيرة في آذار/مارس 2013. والادارة المتمسكة أولاً بتطبيق الاصلاحات قبلت الأسبوع الماضي بإبطاء وتيرتها وأرجأت إلى الخريف المقبل الصيغة الجديدة المطبوعة التي سترفق بها نسخة صباحية خاصة بالهواتف النقالة.

من يشغر المكان؟

الآن يجب إيجاد الشخص الذي سيقبل إدارة الصحيفة لتطبيق إصلاحات صعبة في مهمة دقيقة رغم تحسن المبيعات في آذار/مارس. وترى بعض النقابات أن استبدال المديرة لا يكفي، فهي تطالب بتعليق الإصلاحات وتغييرها. وقال مصدر نقابي "أرادت الإدارة القيام بكل شيء في آن، نقل صحافيين إلى الخدمة الرقمية، وصيغة جديدة للصحيفة الورقية، والصيغة الخاصة بالهواتف النقالة".

واستقالة مديرة لوموند تذكّر بشغور هذا المنصب أيضاً في ليبيراسيون بعد استقالة نيكولا دوموران في شباط/فبراير، الذي تعرّض لانتقادات على مشاريعه الإصلاحية وأسلوبه بعد خلاف مع رئاسة التحرير استمر لأسابيع.

دلالات
المساهمون