انتهى تعيين مايكل فلين مستشاراً أمنياً للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نهاية مثيرة للجدل، بعد استقالته، الاثنين الماضي، بسبب اتصالات بينه وبين روسيا، قبل تولي ترامب سدة الرئاسة.
ولعبت الصحافة الاستقصائية دوراً رئيسياً في ما حصل، وخلقت الشروط اللازمة لهذه الاستقالة. وكانت الصحف الأميركية العريقة، وتحديداً صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، تواصلت مع مسؤولين في الحكومة الأميركية، زودوها بمعلومات مهمة حول اتصالات فلين بروسيا. ورغم أن هذه المصادر الحكومية أصرّت على عدم الكشف عن هويتها ما صعب التحقق من أجنداتها السياسية، فهذه التصريحات دفعت الصحافيين إلى البحث عميقاً عن تفاصيل أكثر حول اتصالات فلين، وبدأت الروايات تتشعب.
ولم يخف على أحد فضل الصحافيين في الكشف عن هذه التفاصيل، إذ قال الإعلامي، جو سكاربورو، إن "السبب الوحيد لمعرفتنا بهذا الأمر الآن هو أن أحد الرجال الوطنيين سرّب الأمر إلى واشنطن بوست، ولولا الصحيفة لم نكن سنعلم بهذا الأمر أبداً"، وذلك عبر شبكة "إم إس إن بي سي" التلفزيونية.
وغرّد المحرّر في مجلة "ذا نيويوركر"، إيفان أوسنوس "قصة فلين تذكير بحقيقة كبيرة: تعيش الصحافة. أما موظفو القطاع العام أصحاب المبادئ الذين سربوا القصة فهم أبطال مجهولون". كما كتب المحرّر الأول في مجلة "ذي أتلانتيك"، دايفيد فروم، أن "استقالة فلين تلفت أنظارنا إلى أمرين مهمين: الوطنيون يعتزون بالصحافة الحرة والمستقلة، بينما ترامب يخاف منها ويكرهها".
وكانت اللهجة المتبعة في شبكة "فوكس نيوز" لافتة، إذ سأل المقدّم المساعد في برنامج "فوكس أند فريندز" الصباحي، والموالي لترامب، ستيف دوكي مستهجناً "أياً يكن ما حصل لتسريبات واشنطن"؟ وذلك بعدما انتقدت الإعلامية المحافظة، لورا انغراهام، المسؤولين عن التسريبات.
بدورها، أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية بأن تطورات مساء الاثنين قد تزيد من حدة التوتر بين الرئيس الأميركي والصحافة في البلاد. وأشارت إلى أن صحافيي "واشنطن بوست" يتخوفون من هجوم ترامب على الإعلام، كما يتخوفون من احتمال فتح تحقيق ومحاكمة بشأن التسريبات.
اقــرأ أيضاً
وكانت القصة قد بدأت في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، أثناء استعدادات فريق ترامب الانتقالي للتوجه نحو البيت الأبيض، وفقاً لـ "واشنطن بوست". وأفادت الصحيفة بأن فلين اتصل بالسفير الروسي في الولايات المتحدة الأميركية، سيرغي كيسلياك، مرات عدة في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين أعلنت أدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عن طرد 25 مسؤولا روسيا، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير أخرى، رداً على هجمات القرصنة
الإلكترونية الروسية على الولايات المتحدة الأميركية، خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنها اعتمدت على تصريحات مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين، وأفادت بأن محادثات فلين وكيسلياك "أعطت روسيا إشارة مغلوطة بأنه سيجري العمل على تخفيف العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما".
وذكرت الصحيفة أن فلين نفى أنه بحث العقوبات مع كيسلياك، وعلقت بأن فريق ترامب لم يستجب لطلبها في الحصول على تعليق حول هذه المسألة.
بعد ثلاثة أيام، دافع نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، عن فلين، وقال إنه هو والسفير الروسي "لم يناقشا أي أمر له علاقة بقرار الولايات المتحدة الأميركية طرد عدد من الدبلوماسيين وفرض عقوبات أخرى"، مضيفاً أنه تحدث مباشرة إلى فلين حول الأمر، في برنامج "فايس ذا نايشن" على قناة "سي بي إس".
الخميس الماضي، نقلت "واشنطن بوست" تصريحات "تسعة مسؤولين حاليين وسابقين"، في مقال بعنوان "مستشار الأمن القومي فلين ناقش العقوبات مع السفير الروسي على الرغم من النفي، وفقاً لمسؤولين". وطابقت صحيفة "نيويورك تايمز" القصة بسرعة، معلنة عن وجود نسخة من النقاشات. وأوحى التسلسل الزمني للأحداث أن بعض المسؤولين في الحكومة سعوا إلى تنبيه الرأي العام بشأن اتصالات فلين، عن طريق تسريبها إلى الصحافة.
وقبل انتهاء يوم الجمعة الماضي، فاجأ ترامب أعضاء السلك الصحافي قائلاً إنه "لم يطلع على تقرير واشنطن بوست"، إذ أثناء حديثه مع الصحافيين على متن "اير فورس وان" سئل ترامب عن تقرير "واشنطن بوست"، فأجاب "ليس لدي أي علم بهذا الشأن. لم أر التقرير، أي تقرير هو هذا؟ لم أره. سأطلع عليه"، لكن الموجودين وجدوا صعوبة في تصديق ذلك، وفقاً لـ "سي إن إن".
خلال نهاية الأسبوع ووصولاً إلى يوم الاثنين الماضي، تصاعدت الضغوط، مع تزايد استفسارات الصحافيين والأحاديث المستمرة من قبل المعلقين على القنوات التلفزيونية. ولم يستقر مساعدو ترامب أنفسهم على إجابات واضحة وثابتة. خلال مقابلة تلفزيونية، الاثنين، قالت كبيرة مستشاري ترامب، كيليان كونواي، إن "فلين يحظى بثقة الرئيس التامة"، لكن بعد حوالي الساعة، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، أن الرئيس يعمل على "تقييم" فلين.
يوم الثلاثاء، سأل الإعلامي، مات لاور، كونواي إذا خرجت من حلقة ما يحصل، فأجابت "لا على الإطلاق، كلاهما صادقان، الرئيس مخلص جداً، هو شخص مخلص جداً، وقرر فلين أنه من الأفضل أن يستقيل". أما النائب الجمهوري، كريس كولنز، فقال عبر "سي إن إن"، إن "فلين فعل ما فيه مصلحة للبلاد"، وأضاف "أعتقد أن الوقت قد حان للمضي قدماً". لكن الإعلامي كريس كومو ردّ عليه "حضرة النائب، ليس هناك أي مجال في أن نمضي قدماً حتى يجيب البيت الأبيض عن الأسئلة العالقة بهذا الشأن".
اقــرأ أيضاً
ولم يخف على أحد فضل الصحافيين في الكشف عن هذه التفاصيل، إذ قال الإعلامي، جو سكاربورو، إن "السبب الوحيد لمعرفتنا بهذا الأمر الآن هو أن أحد الرجال الوطنيين سرّب الأمر إلى واشنطن بوست، ولولا الصحيفة لم نكن سنعلم بهذا الأمر أبداً"، وذلك عبر شبكة "إم إس إن بي سي" التلفزيونية.
وغرّد المحرّر في مجلة "ذا نيويوركر"، إيفان أوسنوس "قصة فلين تذكير بحقيقة كبيرة: تعيش الصحافة. أما موظفو القطاع العام أصحاب المبادئ الذين سربوا القصة فهم أبطال مجهولون". كما كتب المحرّر الأول في مجلة "ذي أتلانتيك"، دايفيد فروم، أن "استقالة فلين تلفت أنظارنا إلى أمرين مهمين: الوطنيون يعتزون بالصحافة الحرة والمستقلة، بينما ترامب يخاف منها ويكرهها".
وكانت اللهجة المتبعة في شبكة "فوكس نيوز" لافتة، إذ سأل المقدّم المساعد في برنامج "فوكس أند فريندز" الصباحي، والموالي لترامب، ستيف دوكي مستهجناً "أياً يكن ما حصل لتسريبات واشنطن"؟ وذلك بعدما انتقدت الإعلامية المحافظة، لورا انغراهام، المسؤولين عن التسريبات.
بدورها، أفادت شبكة "سي إن إن" الأميركية بأن تطورات مساء الاثنين قد تزيد من حدة التوتر بين الرئيس الأميركي والصحافة في البلاد. وأشارت إلى أن صحافيي "واشنطن بوست" يتخوفون من هجوم ترامب على الإعلام، كما يتخوفون من احتمال فتح تحقيق ومحاكمة بشأن التسريبات.
وكانت القصة قد بدأت في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، أثناء استعدادات فريق ترامب الانتقالي للتوجه نحو البيت الأبيض، وفقاً لـ "واشنطن بوست". وأفادت الصحيفة بأن فلين اتصل بالسفير الروسي في الولايات المتحدة الأميركية، سيرغي كيسلياك، مرات عدة في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين أعلنت أدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، عن طرد 25 مسؤولا روسيا، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير أخرى، رداً على هجمات القرصنة
وأشارت الصحيفة إلى أنها اعتمدت على تصريحات مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين، وأفادت بأن محادثات فلين وكيسلياك "أعطت روسيا إشارة مغلوطة بأنه سيجري العمل على تخفيف العقوبات التي فرضتها إدارة أوباما".
وذكرت الصحيفة أن فلين نفى أنه بحث العقوبات مع كيسلياك، وعلقت بأن فريق ترامب لم يستجب لطلبها في الحصول على تعليق حول هذه المسألة.
بعد ثلاثة أيام، دافع نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، عن فلين، وقال إنه هو والسفير الروسي "لم يناقشا أي أمر له علاقة بقرار الولايات المتحدة الأميركية طرد عدد من الدبلوماسيين وفرض عقوبات أخرى"، مضيفاً أنه تحدث مباشرة إلى فلين حول الأمر، في برنامج "فايس ذا نايشن" على قناة "سي بي إس".
الخميس الماضي، نقلت "واشنطن بوست" تصريحات "تسعة مسؤولين حاليين وسابقين"، في مقال بعنوان "مستشار الأمن القومي فلين ناقش العقوبات مع السفير الروسي على الرغم من النفي، وفقاً لمسؤولين". وطابقت صحيفة "نيويورك تايمز" القصة بسرعة، معلنة عن وجود نسخة من النقاشات. وأوحى التسلسل الزمني للأحداث أن بعض المسؤولين في الحكومة سعوا إلى تنبيه الرأي العام بشأن اتصالات فلين، عن طريق تسريبها إلى الصحافة.
وقبل انتهاء يوم الجمعة الماضي، فاجأ ترامب أعضاء السلك الصحافي قائلاً إنه "لم يطلع على تقرير واشنطن بوست"، إذ أثناء حديثه مع الصحافيين على متن "اير فورس وان" سئل ترامب عن تقرير "واشنطن بوست"، فأجاب "ليس لدي أي علم بهذا الشأن. لم أر التقرير، أي تقرير هو هذا؟ لم أره. سأطلع عليه"، لكن الموجودين وجدوا صعوبة في تصديق ذلك، وفقاً لـ "سي إن إن".
خلال نهاية الأسبوع ووصولاً إلى يوم الاثنين الماضي، تصاعدت الضغوط، مع تزايد استفسارات الصحافيين والأحاديث المستمرة من قبل المعلقين على القنوات التلفزيونية. ولم يستقر مساعدو ترامب أنفسهم على إجابات واضحة وثابتة. خلال مقابلة تلفزيونية، الاثنين، قالت كبيرة مستشاري ترامب، كيليان كونواي، إن "فلين يحظى بثقة الرئيس التامة"، لكن بعد حوالي الساعة، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، أن الرئيس يعمل على "تقييم" فلين.
يوم الثلاثاء، سأل الإعلامي، مات لاور، كونواي إذا خرجت من حلقة ما يحصل، فأجابت "لا على الإطلاق، كلاهما صادقان، الرئيس مخلص جداً، هو شخص مخلص جداً، وقرر فلين أنه من الأفضل أن يستقيل". أما النائب الجمهوري، كريس كولنز، فقال عبر "سي إن إن"، إن "فلين فعل ما فيه مصلحة للبلاد"، وأضاف "أعتقد أن الوقت قد حان للمضي قدماً". لكن الإعلامي كريس كومو ردّ عليه "حضرة النائب، ليس هناك أي مجال في أن نمضي قدماً حتى يجيب البيت الأبيض عن الأسئلة العالقة بهذا الشأن".