استقالة "جيرمي باكسمان" الذي خلق لحظات إزعاج للسياسيين

01 مايو 2014
باكسمان: اول المستفيدين من مغادرته هم السياسيون
+ الخط -
لا بد أن أوّل المستفيدين من مغادرة جيرمي باكسمان أشهر مقدمي البرامج الأخبارية، هم السياسيون أنفسهم. هذا ما يردده الصحفيون في الإعلام البريطاني، حتى أطلق عليه "أسد الصحافة في "بي بي سي"، الذي "لم يفشل أبداً في توجيه الأسئلة الصعبة".

باكسمان صاحب اللسان اللاذع، الأشهر صيتاً بين زملائه، والأعلى أجراً، (800 ألف جنيه سنوياً)، علق على مغادرته برنامج "نيوزنايت" المسائي الأكثر شعبية في القنوات التلفزيونية البريطانية، بقوله، "أريد أن أذهب إلى الفراش في مواعيد مشابهة لأوقات الآخرين".
في الحقيقة هو تقدم باستقالته العام الماضي، إلا أنه طلب منه تمديد المغادرة سنة أخرى، لدعم البرنامج في وقته الصعب، بوجود مشرف جديد عليه، وبعد الانتقادات الحادة التي طالت البرنامج ومشرفه السابق، عندما كشف عن وقف فقرة تناولت تورط إعلامي راحل في بي بي سي، هو جيرمي سافيل، بالتحرش الجنسي بالأطفال.
بدأ جيرمي باكسمان، مهنته في عالم الإعلام مع بي بي سي أوائل السبعينيات، من خلال راديو برايتون، ثم انتقل إلى شمال ارلندا حيث غطى لمدة ثلاث سنوات التوتر والعنف الذي شهدته المنطقة. وبعد سنوات من العمل في برنامج صباحي، ارتبط اسمه لخمس وعشرين سنة بالبرنامج الإخباري اليومي "نيوزنايت" الذي يتناول في العمق ملفات اليوم السياسية، ويستضيف مسؤولين واعضاء برلمان للتعليق حولها. واشتهر جيرمي باكسمان بنقاشاته الحادة، مثل مجادلته لوزير الداخلية الأسبق مايكل هاورد، الذي تهرب من أحد الاسئلة حول وضع السجون، فأصر باكسمان أن يكرر عليه السؤال 12 مرة، وكانت من لحظات الإحراج النادرة لمسؤول في تاريخ البرامج الإخبارية البريطانية، حاز بسببها على إحدى الجوائز الصحفية.
المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" توني هول، ودّع زميله بقوله: "هو صاحب موهبة نادرة ومبهرة. لديه قدرة فريدة على خلق لحظات من الإزعاج الحقيقي للسياسيين، التي تشكل لحظات بهجة لا تنسى للجمهور"..
باكسمان لم يوفر مكان عمله من نقده اللاذع، فكتب وصرّح أكثر من مرّة موبّخاً المسؤولين على سوء إدارتهم لملفات عدة، الأمر الذي يجعل الفرحة بمغادرته، طالت عددا من مسؤولي "بي بي سي"، وليس المسؤولين السياسيين فقط.
دلالات
المساهمون