استقالات بالجملة لصحافيي القسم السياسي في جريدة كومرسانت الروسية

21 مايو 2019
(ألكسندر نيمينوف/فرانس برس)
+ الخط -
قدّم الصحافيون العاملون في القسم السياسي لصحيفة "كومرسانت" الروسية استقالاتهم بالجملة، الاثنين، احتجاجاً على طرد اثنين من زملائهم، إثر نشر مقال حول رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، ما زاد المخاوف من ضربة جديدة لحرية الصحافة في روسيا.

وقدم 11 صحافياً استقالاتهم الخطية تضامناً مع ماكسيم إيفانوف وإيفان سافرونوف، المراسلين في هذه الصحيفة اليومية التي كانت تعتبر في السابق معقلاً للصحافة في روسيا، إلا أنها بدأت تفقد الكثير من وهجها بعد شرائها من قبل الثري أليشر عثمانوف.

وكتب المراسل الخاص لصحيفة كومرسانت، إيفان سافرونوف، على صفحته على فيسبوك: "نغادر كومرسانت ليس باقتناعات شخصية بل نتيجة انتقادات لاذعة من قبل المساهم الأكبر في ملكية الصحيفة لنشر خبر حول احتمال استقالة فالنتينا ماتفيينكو" من رئاسة مجلس الاتحاد، وهو الغرفة العليا في البرلمان الروسي، والتي تعتبر شخصية روسية فاعلة وقريبة جدا من الرئيس فلاديمير بوتين.

من جهته، قال نائب رئيس القسم السياسي في الصحيفة ماكسيم إيفانوف إنه استقال بالفعل، من دون التعليق رداً على سؤال لوكالة فرانس برس.

كما قال الصحافي غليب تشيركاسوف، مساعد رئيس التحرير المكلف القسم السياسي، وهو بين المستقيلين الـ11: "يحق للمساهم الأكبر في ملكية الصحيفة اتخاذ قرار يتعلق بالعاملين، في حين يستطيع العامل اتخاذ قرار الرحيل تعبيرا عن اعتراضه".

ويمكن لهذا التطور في الصحيفة أن يساهم أيضاً في إضعاف الصحافة في روسيا حيث يتم وضع اليد على وسائل الإعلام بشكل متصاعد منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة قبل نحو عشرين عاماً.

وأعرب اتحاد صحافيي روسيا، الاثنين، عن "قلقه العميق إزاء هذا الوضع"، منددا بـ"التدخل الفظ للمساهمين في السياسة التحريرية".

وكان الملياردير أليشر عثمانوف قد اشترى عام 2006 مجموعة كومرسانت للنشر التي تصدر الصحيفة التي تحمل الاسم نفسه.

وفي نهاية العام 2011 اتهم 35 صحافياً في "كومرسانت" أليشر عثمانوف بالعمل على "ترهيبهم" وذلك في رسالة مفتوحة بعد إقالة اثنين من كبار الصحافيين لنشرهما كلاماً اعتبر مهيناً لبوتين عندما كان رئيساً للحكومة.

وأعلن عثمانوف يومها أنه "لا ينوي التدخل في السياسة التحريرية" للصحيفة.


(فرانس برس)
المساهمون