الثورة التي قادها صاحب منحوتة "الرياح الشمالية" في الفن الحديث، توحي باستعادات مختلفة لتجربته الطويلة والمتعدّدة ومنها المعرض الذي افتتحته مؤسسة "إيلين وإدوار لوكلير" في مدينة لاندرنو غربي العاصمة الفرنسية، في العاشر من الشهر الجاري ويتواصل حتى الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
المعرض الذي يشتمل على 120 منحوتة و80 رسماً، تنظّمه المؤسسة التي أنشئت العام 2011 في دير قديم كان يضم أولى متاجر الفن المعروفة في ستينات القرن الماضي، ومؤسسة "هنري مور فاونديشن"، وتمّ اختيار الأعمال لتمثل جميع مراحل حياة الفنان البريطاني.
تركز المعروضات على "الوجه البشري الذي كان على الدوام في صلب أعمال مور، فلطالما استكشف طوال مسيرته مختلف نقاط التوازن والمقاسات عن طريق ثلاثة موضوعات رئيسية، هي الوجه المائل والأم والطفل والعلاقات بين الأشكال من الخارج ومن الداخل، التي جرى تقديمها وفق التسلسل الزمني للأعمال مع توزيعها بحسب مواضيعها"، بحسب بيان المنظّمين.
كما يقدّم المعرض تصوّراً واضحاً حول تطوّر أسلوب مور استجابة لمجموعة واسعة من المحفزات والأفكار الحداثوية بعد الحرب العالمية الثانية، وكيف صاغها في منحوتات أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم، استناداً إلى بحثه الدائم في شخصية الإنسان من خلال مزجه بين التجريدي والحسي.
"تكوين خارجي" عنوان إحدى المنحوتات المصنوعة من الجص والتي أنجزها الفنان بين عامي 1952 و1953 ويبلغ ارتفاعها مترين، و"قطعتان مستلقيتان" الذي صنعه من البرونز عام 1960، ويمثّل كتلة صلبة ضخمة تحوي أشكالا أنثوية مثيرة وواضحة.
من بين الأعمال المقدمة ثمة منحوتة صخرية تحمل اسم "فيغور" الني أنجزها الفنان بين 1933 و1944، وهي جزء من مجموعته الخاصة التي لم تُعرض منذ عام 1936، ومنحوتات أخرى أبدعها بعد زواجه وهي تعكس العلاقة بين الأم وطفلها –الموضوع الأثير لديه- في خمسينيات القرن الماضي.
إلى جانب أعمال تبرز جسد المراة، وتتضمّن أشكالاً مثقوبة أو تحتوي على مسافات فارغة، والتي يعيد الباحثون مرجعيتها البصرية إلى تلال يوركشاير في إنكلترا؛ مسقط رأسه، كما تحضر منحوتات جمع موادها من الجماجم والأغضان والحصى والصخور والأصداف.