استطلاع: عزوف للتونسيين عن المشاركة في الحياة السياسية والاستحقاقات الانتخابية

21 نوفمبر 2018
التجاذبات تدفع التونسي للنفور من المشاركة بالحياة السياسية(Getty)
+ الخط -

بين استطلاع آراء أجرته مؤسسة "أمرود كونسلتينغ" لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني حول الشأن السياسي في تونس وكذلك أبرز الشخصيات السياسية التي يراها التونسيون قادرة عل قيادة البلاد، أن 68 بالمائة من التونسيين لا يعلمون لمن سيصوتون من الأحزاب، ليتواصل بذلك عزوف التونسيين عن المشاركة في الحياة السياسية والاستحقاقات الانتخابية القادمة، في حين سجلت بعض الشخصيات السياسية تقدما واضحا في نسبة رضا التونسيين عن أدائها.

وقال رئيس مؤسسة "أمرود كونسلتينغ" نبيل بالعم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ نسبة عزوف التونسيين "تعتبر مرتفعة جدا، حيث إن ما بين 25 و27 بالمائة من التونسيين قرروا عدم المشاركة في الانتخابات، كما أن العديد من التونسيين لم يسجلوا بعد في الانتخابات"، مبينا أنه حسب المؤشرات الحالية "لا يمكن توقع حصول تحسن في نسبة إقبال التونسيين على الانتخابات التي ستجري خلال العام 2019".

وأكد بالعم أن من أسباب العزوف عن المشاركة في الحياة السياسية "ضعف أداء الطبقة السياسية في تونس، والتي للأسف لم تعمل على دراسة أسباب العزوف ولم تقدم برامج واضحة أو تقترح حلولا للخروج من الأزمة"، مبينا أن "الصراعات والتجاذبات السياسية هي التي قد تدفع التونسي إلى الابتعاد والنفور من المشاركة في الحياة السياسية وفي المحطات الانتخابية القادمة".

وأضاف أن "هناك تحسنا إيجابيا في تقييم التونسي لمردود رئاستي الجمهورية والحكومة بـ5 نقاط لرئاسة الجمهورية و3 نقاط لرئاسة الحكومة، وذلك مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول".

وبالنسبة للتحسن الحاصل لرئاسة الجمهورية، أرجع رئيس المؤسسة ذلك إلى "الظهور المكثف والأنشطة التي قام بها الرئيس الباجي قائد السبسي أخيرا على الصعيد الدولي، من خلال المشاركة في مؤتمر ليبيا ومؤتمر السلام وظهوره أيضا في عدة محطات محلية"، مضيفا أنه "في ما يتعلق برئيس الحكومة، فإن اتخاذه لقرار التعديل الوزاري وتقديمه لتوضيحات تفسر اختياراته صلب مجلس نواب الشعب هي التي جعلت يوسف الشاهد يحرز تقدما واضحا".


الشاهد أولاً

ولفت بالعم إلى أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد "يتصدر قائمة أفضل الشخصيات السياسية القادرة على قيادة البلاد، حيث أظهرت النتائج أن نسبة الرضا للشاهد بلغت 35.8 بالمائة عوضا عن 33 بالمائة خلال شهر سبتمبر/أيلول المنقضي"، مشيرا إلى أن 11.8 بالمائة من المستجوبين يرون أن الشاهد هو أفضل شخصية صالحة لقيادة البلاد يليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بـ8.6 بالمائة، ثم الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بـ6.2 بالمائة يليه محمد عبو 3.7 بالمائة، ثم النائبة سامية عبو بـ2.1 بالمائة وكلاهما عن التيار الديمقراطي".

وأفاد المتحدث بأن تعيين كمال مرجان كوزير للوظيفة العمومية أدى إلى عودته إلى قائمة الشخصيات السياسية القادرة على قيادة البلاد، مبينا أن مرجان كان يظهر سابقا في قائمة الشخصيات السياسية ولكن تعيينه الأخير كوزير أدى إلى بروزه أكثر، "وهو منطقي باعتبار أن تعيينه أعاد هذا الاسم إلى أذهان التونسيين".

وفي ما يتعلق بالأحزاب السياسية، قال المصدر نفسه إن أبرز ما يمكن ملاحظته أن حركة النهضة "تراجعت بنقطتين مقارنة بشهر أيلول، وهو ما جعل نداء تونس يتصدر المرتبة الأولى بـ11.5 بالمائة والنهضة بـ11.3 بالمائة يليهما التيار الديمقراطي بـ3.5 بالمائة، ثم الجبهة الشعبية التي أحرزت تقدما بنقطتين أي 3.2 بالمائة.

وحسب بالعم يمكن تفسير ذلك بالظهور المكثف للجبهة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني بسبب تطرقها الى ملف الاغتيالات السياسية والأمن الموازي.

وحول مؤشر الخطر الإرهابي، قال بالعم إنّ عملية شارع الحبيب بورقيبة لا تزال في أذهان التونسيين، حيث تراجع المؤشر إلى 13.7 بالمائة، ورغم أنها تبقى نسبة مرتفعة إلا أنه بمقارنتها بشهر أكتوبر/ تشرين الأول، أي تاريخ العملية الإرهابية، فإن النسبة وصلت حينها إلى 59.9 بالمائة.

وبين أن نسبة التفاؤل لدى التونسي تحسنت بـ5 نقاط وتقلصت نسبة التشاؤم بنقطتين.

ويشار إلى أن هذا الاستطلاع أجري بشهر نوفمبر وشمل عينة مكونة من 965 شخصا من 24 محافظة تونسية، بين مؤسسة أمرود وجريدة الصباح.

المساهمون