حافظ "نداء تونس" و"النهضة" على الطليعة في استطلاعات الرأي للانتخابات البلدية المقبلة، على الرغم من تراجعهما اللافت، مقارنةً بالانتخابات الماضية. وحاز "نداء تونس"، بحسب الاستطلاع، 26 بالمائة (بينما كانت النتيجة 38 بالمائة سنة 2014)، وحركة النهضة 19.9 بالمائة (النتيجة 27 بالمائة في انتخابات 2014).
وأظهرت نتائج البارومتر السياسي لشهر سبتمبر/أيلول 2016 لمؤسسة "سيغما كونساي" التي أجرتها بالتعاون مع جريدة المغرب التونسية، صعود ثلاثة أحزاب جديدة، هي الجبهة الشعبية بـ9.5 بالمائة من نوايا التصويت، وحزب مهدي جمعة (رئيس الحكومة السابق، الذي لم يتأسس بعد) بـ9.5 بالمائة، وحراك تونس الإرادة، الذي يتزعمه الرئيس السابق منصف المرزوقي بـ9 بالمائة.
ويأتي هذا التقدم على حساب أحزاب ممثلة بقوة في البرلمان الحالي، مثل حزب "آفاق تونس" الذي تراجع إلى المرتبة السادسة، بنوايا تصويت بلغت 4.9 فقط، يليه "الوطني الحرّ" بـ3 بالمائة، ثم تيّار المحبة بـ2.9. في حين حصد حزب مشروع تونس المرتبة التاسعة بنسبة 2.5 بالمائة، ثمّ التيار الديمقراطي بنسبة 2.4 بالمائة.
وأما نتائج الاستطلاع، بالنسبة للسباق الرئاسي المقبل، فأظهرت بقاء الباجي قايد السبسي في المرتبة الأولى بنسبة 11.8 بالمائة، في حين حافظ المنصف المرزوقي على قدرته التنافسية وحلّ ثانياً بـ8.3 بالمائة، ثمّ مهدي جمعة بـ7.9 بالمائة، وقيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري، بنسبة 6.9 بالمائة.
اللافت في هذا الاستطلاع، كان السؤال عن "الحزب الأبعد عن قلوب التونسيين"، وجاءت النتائج مثيرة جداً، وحملت جملة من الإنذارات الهامة حول طبيعة المشهد السياسي الحالي، وأداء هذه الأحزاب.
كما بيّنت النتائج أن النهضة تحتل النسبة الأكبر بـ39.7 بالمائة (الصدّ الأكبر عند النساء 43.7 بالمائة)، فنداء تونس بنسبة رفض بلغت 25.6 بالمائة (الصدّ الأكبر عند الرجال بـ20 بالمائة)، ويليها حراك تونس الإرادة بـ13.7 بالمائة، ثم حركة مشروع تونس بـ3.3 بالمائة.
وعن القائمات الأبعد عن قلوب التونسيين في الانتخابات البلديّة حسب الجهات، تركزت النسبة الأعلى الرافضة لحركة النهضة في الوسط الغربي بـ44 بالمائة، والوسط الشرقي بـ43.1 بالمائة.
أما نداء تونس، فكان رافضو قائمته، من الجنوب الشرقي بـ25.3 بالمائة، والجنوب الغربي بـ24.4 بالمائة.
ولم تكن نوايا التصويت بالنسبة إلى الانتخابات التشريعية المقبلة، مخالفة بشكل جوهري عن الانتخابات البلدية، إذ احتلت حركة نداء تونس المرتبة الأولى بنوايا تصويت تقدر بـ23.9 بالمائة، تليها حركة النهضة بـ18.8 بالمائة، ثم الجبهة الشعبية في المرتبة الثالثة بنسبة 10.9 بالمائة، فحراك تونس الإرادة بـ9.7 بالمائة، وحزب مهدي جمعة بـ9 بالمائة.
كما بيّنت أرقام هذا الاستطلاع، أن القاعدة الانتخابيّة للنهضة رجالية في أغلبها (16.1 بالمائة من الرجال و12.1 من النساء)، في حين أن قاعدة النّداء تتكون من (18.2 بالمائة رجالا و19.4 بالمائة نساء).
أما الجبهة الشعبية التي احتلت المرتبة الثالثة في نوايا التصويت في الانتخابات البلديّة، فكان أكثر من صوّت لها الشيوخ (فوق 60 سنة) بحيث بلغت النسبة 10.6 بالمائة.