وبعد عصر اليوم، شيع آلاف الفلسطينيين، جثمان الشهيد البدوي، في مسقط رأسه بمخيم العروب، وسط غضب شعبي كبير، على الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، والتي قتلت الشاب خلال مواجهات اندلعت عند مدخل مخيم العروب.
وانطلق موكب التشييع من أمام المشفى الأهلي في مدينة الخليل بمسيرة سيارات تحركت باتجاه مسقط رأس الشهيد في مخيم العروب، وألقت عائلته نظرة الوداع عليه في منزله بعد وصول جثمانه المخيم، وعقب ذلك أدى المشيعون صلاة الجنازة عليه، وانطلقوا بمسيرة جماهيرية حملوا فيها الشهيد على الأكتاف وهم يرددون هتافات تندد بجريمة قتله، وحملوا الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الوطنية، فيما وصل المشيعون إلى مقبرة الشهداء في المخيم، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.
وقال الصحافي سامح الطيطي من مخيم العروب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المواجهات بين جنود الاحتلال والشبان تجددت عند مداخل المخيم الثلاث، وعلى إثره أصيب شاب آخر بالرصاص المطاطي خلال هذه المواجهات التي ما زالت مستمرة".
وكان الطيطي قد قال لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إنّ "شاباً يبلغ من العمر (22 عاماً) أصيب برصاص حي في البطن وإصابته خطرة جداً، وتم نقله للمستشفى الأهلي في مدينة الخليل وهو الآن في غرفة العمليات".
وأكد الطيطي أن الشاب المصاب حاول إطفاء عمود كهرباء بجانب منزلهم في مخيم العروب شمال الخليل، اشتعل إثر المواجهات المتواصلة بين طلاب مدارس مخيم العروب وجيش الاحتلال، لكن أحد الجنود أطلق عليه الرصاص الحي، وتركه ينزف لفترة طويلة، ومنع إسعافه من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، مما اضطر الأهالي لسلوك طرق داخلية وفرعية في المخيم، لنقله بمركباتهم الخاصة إلى المستشفى.
Facebook Post |
من جهة أخرى، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة أو المنطقة المعروفة بـ"قبة راحيل".
وقال الناشط إبراهيم مسلم من مخيم عايدة، لـ"العربي الجديد"، "إن عشرات المواطنين الفلسطينيين أصيبوا بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات وخلال اقتحامها مخيم عايدة الملاصق لمنطقة المواجهات، وذلك عقب مشاركة العشرات في فعاليات مركزية لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عند دوار الأسرى وسط مدينة بيت لحم وفي مخيم الدهيشة جنوباً".
إلى ذلك، أصيب عشرات الطلبة الفلسطينيين بالاختناق نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز، كما أغلقت المداخل الثلاثة لمخيم العروب، وأعاقت حركة تنقل المواطنين من الخليل إلى بيت لحم وبالعكس، عبر الشارع رقم 60 الذي يقع بمحاذاة مخيم العروب.
وفي مخيم الفوار جنوب الخليل، أصيب فتى بالرصاص الحي في فخذه، حيث قال محمد الجعبري من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الخليل لـ"العربي الجديد"، "إنه تم نقل الفتى المصاب نتيجة المواجهات التي اندلعت عند مدخل مخيم الفوار مع الاحتلال، من قبل طواقم الهلال الأحمر إلى مشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاج".
وتشهد غالبية محافظات الضفة الغربية المحتلة، اليوم الاثنين، مسيرات وفعاليات في مراكز المدن وعلى نقاط التماس مع الاحتلال، إحياء للذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.