وعلى الرغم من إعلان الرئيس، في وقت سابق أنه اتخذ قراره النهائي بشأن إلغاء الاتفاق النووي أو أنه يعتزم إعلان عدم التصديق عليه، فقد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في البيت الأبيض أن الرئيس لم يقرر رسمياً بعد "عدم التصديق"، وأن الاستراتيجية الجديدة بشأن طهران، التي سيعلنها خلال الأسبوع المقبل، تنظر إلى المسألة النووية الإيرانية كجزء من مقاربة شاملة، هدفها الضغط على إيران على عدة جبهات، منها برنامجها للصواريخ البالستية ودعم تنظيمات إرهابية، مثل "حزب الله"، ودعمها لنظام بشار الأسد في سورية. ورجحت "نيويورك تايمز" ألا يأخذ ترامب بوجهة نظر كبار مستشاري الأمن القومي الأميركي المعارضين لإلغاء الاتفاق النووي، ووزيري الخارجية ريكس تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، الجنرال هربرت ماكماستر. وأكدت الصحيفة أن ترامب سيرفض التصديق على الاتفاق، رامياً الكرة في ملعب الكونغرس للبت في مسألة استئناف نظام العقوبات الأميركي السابق ضد إيران، وهو أمر مستبعد حالياً، حتى لدى بعض الجمهوريين في الكونغرس، على أن يحاول الكونغرس إثارة مسألة استئناف العقوبات بهدف الضغط على إيران حتى تعود إلى طاولة المفاوضات لتعديل عدد من بنود اتفاق فيينا. ومن مؤيدي هذا الاتجاه في الكونغرس، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أركنساس، السيناتور الجمهوري توم كوتون، الذي يعتبر من الخط المتشدد ضد إيران، والذي دعاه ترامب إلى البيت الأبيض، قبل يومين، لبحث الاستراتيجية الإيرانية والموقف من الاتفاق النووي. وقال كوتون إن الكونغرس والبيت الأبيض يعملان معاً من أجل البحث في تعديل الاتفاق النووي مع إيران، وفي حال لم تنجح محاولات تغيير الاتفاق، فإن على طهران أن تتحمل العواقب. لكن السيناتور الجمهوري اعتبر أن استئناف العقوبات على إيران خطوة تعيد الأمور إلى الوراء، ولا تساعد على الحل.
وأشارت محطة "سي إن إن" إلى أن مستشار الأمن القومي مكماستر أبدى، خلال اجتماع مع أعضاء من الكونغرس في البيت الأبيض الأربعاء الماضي، إشارات على اعتراضه على استراتيجية ترامب الإيرانية، ولفت إلى أنه لا يعتقد أن قرار الانسحاب من الاتفاق هو الخيار الأفضل للتعامل مع التهديدات الإيرانية. ونقلت المحطة عن مصادر في البيت الأبيض إن الاجتماع مع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي عقد بطلب من ماكماستر ليطلع على ما يمكن أن يفعله الكونغرس لتجنب تداعيات عدم التصديق على الاتفاقية النووية. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن ترامب سيعلن، خلال الأيام القليلة المقبلة، عن استراتيجية شاملة لمواجهة الخطر الإيراني، وأنه وضعها بعد مشاورات مع كبار المستشارين والجنرالات في إدارته، رافضة الكشف عما إذا كان الرئيس الأميركي سيعلن الانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الست الكبرى في 2015. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مصادر أميركية مطلعة على استراتيجية ترامب الإيرانية أنها تتضمن خطة شاملة لمواجهة كافة التهديدات من مخاطر البرنامج الصاروخي البالستي الإيراني وخرق طهران المتكرر للقرارات الدولية، إلى دورها في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وتقديم الدعم إلى منظمات إرهابية. وأوضحت المصادر أنه تقرر أن يعلن ترامب عن الاستراتيجية الإيرانية الجديدة في 12 أكتوبر الحالي، أي قبل 3 أيام، من موعد بحث الكونغرس تجديد الالتزام الأميركي بالاتفاقية النووية. وذكرت "واشنطن بوست" أن ترامب سينزع الثقة عن الاتفاق، ويعلن أنه يتعارض مع المصالح الأميركية. وأشارت إلى أن ذلك سيكون خطوة أولى من خطة متكاملة تتضمن استئناف العمل بنظام العقوبات الأميركية ضد إيران، وهو أمر يتوقع أن ترد عليه طهران بالانسحاب من الاتفاق النووي.