وارتفعت أخيراً وتيرة الغارات التي تستهدف منازل قيادات، أو مقار مفترضة لتجمعات للموالين لصالح والحوثيين، بما جعل بعضهم يروج لأخبار عن وفاة شخصيات بارزة من تحالف الانقلابيين، طالت خصوصاً زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، على غرار الخبر الذي انتشر قبل أيام، فضلاً عن أخبار تكرر كل بضعة أيام عن وفاة قيادات أخرى في الجماعة مثل أبو علي الحاكم.
أحدث الضربات، استهدفت مع الدقائق الأولى من يوم السبت، منزل أركان حرب الأمن المركزي سابقاً العميد يحيى محمد صالح، ومنزل والده محمد عبدالله صالح (متوفى)، ومنزل أخوي صالح غير الشقيقين، قائد القوات الجوية سابقاً، محمد صالح الأحمر، وقائد سابق في الحرس الجمهوري. علي صالح الأحمر.
اقرأ أيضاً: اليمن ــ السعودية: الحرب تجتاز الحدود
كذلك تم قصف منزل وزير الدفاع الأسبق، عبدالملك السياني، وسط صنعاء، يوم الإثنين الماضي. وظهر السياني مصاباً بجروح طفيفة بينما تحدثت أنباء عن أن اجتماعاً كان يُعقد في منزله. كذلك استهدف التحالف خلال الأسبوع الماضي، منزل قائد اللواء التاسع مشاة، اللواء علي الذفيف، المعروف بقربه من الحوثيين، في منطقة همدان، شمال صنعاء، ومنازل قيادات أخرى.
وطالت الغارات الأسبوع الماضي مقر اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، والذي يترأسه المخلوع صالح، في تقاطع الخط الدائري مع شارع الجزائر. وكان المقر في السابق، معروفاً كمكتب، لنجل صالح الأكبر أحمد. كذلك تم استهداف مستشفى ومبنى وزارة الدفاع في قلب صنعاء، يوم الثلاثاء الماضي، بعد استهداف مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، في منطقة التحرير، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، ونتج عن ذلك سقوط العشرات من الضحايا.
وعلمت "العربي الجديد" من سكان في صنعاء، أن العديد من القيادات في حزب المؤتمر والقيادات الحوثية، باتت تتوقع قصف منازلها وتجري الترتيبات لذلك، خوفاً من تعرضها لغارات جوية، بعد أن تم استهداف منازل القيادات ليس على مستوى المدن فقط، بل حتى على مستوى بعض القرى والأرياف.
واضطرت وزارة الدفاع التي يسيطر عليها الحوثيون، إلى إصدار تعميم بمنع أي تجمعات لجنود الأمن أو الجيش، وعدم الاستماع لأي دعوة في هذا الصدد. وجاء التعميم بعد مقتل العشرات من الجنود داخل مبنى قيادة القوات المسلحة، كانوا بانتظار استلام رواتبهم. وكان نحو 200 بين قتيل وجريح من جنود قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي)، قد قضوا أواخر شهر مايو/أيار الماضي، بغارات استهدفت تجمعهم في مقر قيادة القوة بصنعاء، كانت قيادات دعتهم لاستلام أسلحة.
وسقط عشرات القتلى والجرحى أواخر الشهر الماضي أيضاً، بمنطقة خولان، شرق صنعاء، جراء استهداف التحالف لتجمع في منزل أحد القيادات الحوثية، قيل إنهم كانوا يستعدون للتوجه إلى إحدى جبهات القتال في مأرب. ومثل ذلك، فقد استهدف التحالف العديد من التجمعات ومنازل القيادات بأكثر من محافظة خلال الفترة الماضية، كان العامل المشترك في أغلبها، سقوط أعداد من الضحايا، ووجود الأهداف في مناطق عامة غير عسكرية.
وكانت مرحلة استهداف منازل القيادات قد بدأت في أوائل الشهر الماضي، عقب الهجوم بالقذائف على مدينة نجران السعودية، إذ إن المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري، قال في حينه إن القيادات المسؤولة عن الهجمات باتت هدفاً للتحالف. ودُشنت الحملة، بتنفيذ عشرات الغارات على منازل ومقار قياديين حوثيين في محافظة صعدة، معقل الجماعة، الواقع على الحدود، ثم انتقلت الضربات إلى صنعاء، واستهدفت منزل المخلوع صالح الواقع في منطقة حدة وسط العاصمة، والذي يُعرف كمقر إقامته الرئيسي خلال الأعوام الماضية.
بعد ذلك، تواصلت الغارات المباغتة التي تعرضت لها منازل قادة ميدانيين قبليين أو عسكريين موالين للحوثي. ومن أبرز تلك الضربات، استهداف منزل والد نائب رئيس الأركان، المنتمي للحوثيين، واستهداف منزل وكيل جهاز الأمن السياسي، المنتمي للجماعة، عبدالقادر الشامي، ومنزل قائد قوات الأمن الخاصة الذي تمرد على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي، في عدن، عبدالحافظ السقاف، والعديد من القيادات العسكرية والقبليين الموالين للحوثي وصالح في محافظة إب.
وجرى خلال الشهر الماضي أيضاً، قصف جميع منازل صالح ونجله وبعض أقاربه في صنعاء وضواحيها أكثر من مرة. وقال مصدر محلي في صنعاء لـ"العربي الجديد"، طلب عدم ذكر اسمه، إنه تم استهداف منازل خلال الشهر الماضي كان صالح يتردد عليها في أوقات سابقة.
وتحصد هذه الاستراتيجية الكثير من الضحايا بينهم مدنيون. كما تؤدي إلى أضرار في المنازل السكنية المجاورة لبعض الأهداف. وفي حين لم يعترف الحوثيون بسقوط قيادات بارزة في هذه الضربات، من المتوقع أن تكون بعض القيادات قد قضت بالفعل أو أصيبت بضربات جوية.
اقرأ أيضاً: جنيف اليمني... حوار في الوقت الضائع