تعتمد الطيور استراتيجيات عدة تمكّنها من البقاء. فمن أجل حماية النسل الجديد صنعت طيور الفلامنغو (النحام أو البشروش) أعشاشها وسط الطين الذي لا يمكن للإنسان أن يمشي عليه بسهولة، ورفعت الطين عن الأرض الرطبة والمشبعة بالماء في شكل كرسي مستدير من دون مسند ظهر حتى يجف وتضع البيض فيه.
أما طائر الزمير فصنع عشه في شكل كرة بيضاوية متدلية من غصن شجرة فوق ماء النهر حتى لا يصل إليه إنسان أو حيوان. ويتخذ طائر أبو قير، خصوصاً الهندي، عشاً له في تجويف شجرة إذ تدخل الأنثى وتضع البيوض فيغلق الذكر مدخل التجويف بالثمار المخلوطة بالطين ولا يترك سوى ثقب صغير يمرر منه الطعام اليومي إلى الأنثى وهي تحضن البيض، وما ذلك سوى حماية لها وللبيض من الأعداء الطبيعيين.
من جهته، لا يدخل العصفور التيّان (وأقرباؤه) إلى عشه مباشرة، كما لا يخرج منه مباشرة، بل يتخفى بين الأغصان وينتقل مختبئاً من مكان إلى آخر حتى يبعد عن العش فيطير إلى المكان الذي يريد أن يجلب منه الطعام ثم يعود بنفس الطريقة، وما ذلك سوى تمويه كي لا يستدل الأعداء الطبيعيون إلى العش. هناك أنواع أخرى يقف فيها الذكر مختبئاً في شجرة قريبة من مكان العش وبعد اطمئنانه أن لا أحد في الجوار يعطي إشارة إلى الأنثى كي تخرج بحثاً عن الطعام ثم يحلّ محلها، وعندما تعود تعطيه إشارة ليخرج وتدخل مكانه. هو الحذر الغريزي الذي يدفع الطيور إلى اعتماد استراتيجيات التخفي والبعد عن الأنظار، وحتى تصنّع العرج أو كسر الجناح ليشغل الدخلاء بنفسه ويأخذ بهم بعيداً عن العش.
ومن استراتيجيات الطيور في البحث عن طعامها، تحليق الصقر العوسق مكانه في السماء فوق وادٍ، وبفضل نظره الذي يعادل 8 أضعاف نظر الإنسان يستطيع أن يشاهد الفأر من ارتفاع شاهق وينقض عليه بسرعة بمساعدة جناحيه المروّسين. ومن الطيور تلك التي تراقب فرائسها من على حافة تلّ مرتفع كالعقبان، أو تتخفى بين الأغصان في الغابات كالباز والباشق ذي الأجنحة المستديرة الأطراف التي تساعده في المناورة بين الأشجار.
وهناك طيور تقف بلا حراك في المياه الضحلة لمدة طويلة حتى تأتي السمكة إليها، فتلتقطها بسرعة فائقة بمنقارها وتلتهمها وهذه هي حال مالك الحزين. أما بعض طيور البحر صيادة السمك، فتنقض على فرائسها من الهواء إلى الماء وكأنها رصاصة تدخل إلى الماء.
هناك أمثلة كثيرة على استراتيجيات الطيور بمختلف أنواعها، لكن علينا ألا ننسى تأثير الإنسان على تلك الاستراتيجيات إذ سهّل بنفاياته ومطامره على الطيور البحث عن طعامها، فباتت ترتاد تلك السموم وتأخذ غذاءها منها بسهولة ما يسبب الموت لكثير منها.
(اختصاصي في علم الطيور البرية)
اقــرأ أيضاً
أما طائر الزمير فصنع عشه في شكل كرة بيضاوية متدلية من غصن شجرة فوق ماء النهر حتى لا يصل إليه إنسان أو حيوان. ويتخذ طائر أبو قير، خصوصاً الهندي، عشاً له في تجويف شجرة إذ تدخل الأنثى وتضع البيوض فيغلق الذكر مدخل التجويف بالثمار المخلوطة بالطين ولا يترك سوى ثقب صغير يمرر منه الطعام اليومي إلى الأنثى وهي تحضن البيض، وما ذلك سوى حماية لها وللبيض من الأعداء الطبيعيين.
من جهته، لا يدخل العصفور التيّان (وأقرباؤه) إلى عشه مباشرة، كما لا يخرج منه مباشرة، بل يتخفى بين الأغصان وينتقل مختبئاً من مكان إلى آخر حتى يبعد عن العش فيطير إلى المكان الذي يريد أن يجلب منه الطعام ثم يعود بنفس الطريقة، وما ذلك سوى تمويه كي لا يستدل الأعداء الطبيعيون إلى العش. هناك أنواع أخرى يقف فيها الذكر مختبئاً في شجرة قريبة من مكان العش وبعد اطمئنانه أن لا أحد في الجوار يعطي إشارة إلى الأنثى كي تخرج بحثاً عن الطعام ثم يحلّ محلها، وعندما تعود تعطيه إشارة ليخرج وتدخل مكانه. هو الحذر الغريزي الذي يدفع الطيور إلى اعتماد استراتيجيات التخفي والبعد عن الأنظار، وحتى تصنّع العرج أو كسر الجناح ليشغل الدخلاء بنفسه ويأخذ بهم بعيداً عن العش.
ومن استراتيجيات الطيور في البحث عن طعامها، تحليق الصقر العوسق مكانه في السماء فوق وادٍ، وبفضل نظره الذي يعادل 8 أضعاف نظر الإنسان يستطيع أن يشاهد الفأر من ارتفاع شاهق وينقض عليه بسرعة بمساعدة جناحيه المروّسين. ومن الطيور تلك التي تراقب فرائسها من على حافة تلّ مرتفع كالعقبان، أو تتخفى بين الأغصان في الغابات كالباز والباشق ذي الأجنحة المستديرة الأطراف التي تساعده في المناورة بين الأشجار.
وهناك طيور تقف بلا حراك في المياه الضحلة لمدة طويلة حتى تأتي السمكة إليها، فتلتقطها بسرعة فائقة بمنقارها وتلتهمها وهذه هي حال مالك الحزين. أما بعض طيور البحر صيادة السمك، فتنقض على فرائسها من الهواء إلى الماء وكأنها رصاصة تدخل إلى الماء.
هناك أمثلة كثيرة على استراتيجيات الطيور بمختلف أنواعها، لكن علينا ألا ننسى تأثير الإنسان على تلك الاستراتيجيات إذ سهّل بنفاياته ومطامره على الطيور البحث عن طعامها، فباتت ترتاد تلك السموم وتأخذ غذاءها منها بسهولة ما يسبب الموت لكثير منها.
(اختصاصي في علم الطيور البرية)