استئناف معارك الموصل بدعم أميركي و"داعش" يخطط للالتفاف

24 ديسمبر 2016
القوات العراقية في وضعية هجومية (توماس كويكس/فرانس برس)
+ الخط -
خرجت القطعات العراقية من حالة الجمود الذي اعتراها في كافة محاور القتال، والتي استمرّت لعدة أيّام في بعضها، وقاربت الشهر في محاور أخرى، لتبدأ في محاولة التقدّم نحو مركز مدينة الموصل، بدعم ومشاركة من القطعات الأميركية، بينما تؤشّر الوقائع الميدانية إلى تخطيط تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) للالتفاف على القطعات المقاتلة، ومهاجمة المناطق المحرّرة، وطالب مسؤولون بتوفير الحماية الكافية لتلك المناطق، وعدم منح التنظيم فرصة السيطرة عليها مجدّدًا.

ويراقب أهالي الموصل والمسؤولون العراقيون، بحذر، الخطوات التي ستقوم بها القطعات العراقية، والتي بدأت بتطبيق خطة جديدة لتحرير ما تبقى من مناطق الساحل الأيسر من المدينة، معولين كثيرًا على نجاح تلك القطعات بخطتها وإحراز تقدّم نحو المدينة.

وقال ضابط في قيادة "قادمون يا نينوى"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القطعات العراقية استأنفت المعارك العسكرية لتحرير الأجزاء والمناطق المتبقية من الساحل الأيسر من الموصل"، مبينًا أنّها خاضت اليوم معارك شرسة في المحور الشمالي للمعركة، والذي "توقفت معاركه منذ فترة طويلة".

وأوضح أنّ "القطعات تقدّمت بتنسيق وغطاء جوي من قبل طيران التحالف الدولي، نحو أهدافها في المحور"، مبينًا أنّ "قطعات مكافحة الإرهاب والفرقة 16 من الجيش العراقي تقدّمت في عدد من القرى القريبة من منطقة الهياكل، وخاضت معارك عنيفة مع التنظيم، واستطاعت إرغامه على التراجع".

وأكد أنّ "تلك القطعات تتوغل حاليًّا في عمق المناطق المتبقية في المحور الشمالي، كما تقوم بتطهير وتفتيش المناطق المحررة من جيوب عناصر (داعش)"، مشيرًا إلى "مشاركة عسكرية أميركية من خلال تواجد وحدات صغيرة من القوات الأميركية المقاتلة في المحور الشمالي والمحور الشمالي الشرقي". وأضاف أنّ "المدفعية الأميركية شاركت بضرب عدد من أهداف التنظيم".



في غضون ذلك، التف تنظيم "داعش" على القطعات العراقية في المحور ذاته، وهاجم مناطق محرّرة، مشتبكًا مع القطعات العراقية المتبقية فيها.

وقال ضابط في قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم شنّ هجومين كبيرين على القطعات العراقية في المناطق المحرّرة شمال الموصل"، مبينًا أنّ "الهجومين المتزامنين استهدف أحدهما أكاديمية الشرطة العراقية، والتي تسيطر عليها القطعات العراقية".

وأوضح أنّ "الهجوم نفّذه التنظيم بعدد من الانتحاريين الذين فجّروا أنفسهم بالقطعات العراقية، وأعقبه اشتباك بين عناصر التنظيم والجيش"، مشيرًا إلى أنّ "الهجوم الثاني استهدف القطعات العراقية في منطقة الزيتون في المحور الشمالي أيضًا".

من جهته، حذّر النائب عن محافظة نينوى، أحمد الجربا، من خطورة التفاف (داعش) على المناطق المحررة في الموصل". وقال الجربا، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الركود في جبهات القتال في الموصل كان بسبب تغيير الخطط الهجومية للقطعات العراقية"، مبينًا أنّ "المعطيات الميدانية التي سجّلت في ساحة المعركة أشرت إلى حاجة ملحة لتغيير خطط الهجوم، ما أجبر القطعات على تأخير هجماتها لفترة من الزمن لمراجعة خططها وتحديثها حسب ما تراه مناسبا".

وأضاف أنّ "التحرك الأخير في محاور القتال، سيسهم بحسم سريع للسيطرة على ما تبقى من مناطق الساحل الأيسر، والتي ما زالت تحت سيطرة (داعش)"، الأمر الذي سيقوي من عزيمة القطعات العراقية ويتسبب بانهيار معنويات (داعش)، ما سيسهل من معارك الساحل الأيمن".

وأكد أنّ "عدم تقسيم المهام بشكل صحيح حتى الآن، منح (داعش) فرصة التقدم والالتفاف ومهاجمة تلك المناطق"، داعيًا إلى أن "يكون هذا الملف بعد التحرير منوطًا بقطعات الشرطة المحلية، بعد زيادة عددها، والذي لا يتجاوز حاليًّا 9000 شرطي فقط، وهم موزعون على القطعات".

وأشار إلى أنّ "زيادة أعداد الشرطة ستوفر دعمًا كافيًا للقطعات العراقية، وستوفر الحماية المطلوبة لتلك المناطق، لتقوم كل جهة بمسؤوليتها وواجبها، ولا يكون هناك إهمال بواجب معين، ولا تترك أي فرصة لداعش ليستغلها".

المساهمون