أكدت وزارة الدفاع التونسية في بيان، أنّ وحدات جيش البحر تمكّنت، الخميس، من انتشال 13 جثة إضافية (9 ذكور و4 نساء) لضحايا المركب الذي كان ينقل مهاجرين سريّين، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للجثث التي انتشلتها وحدات جيش البحر والحرس البحري والحماية المدنية، منذ انطلاق العملية يوم 9 يونيو/حزيران، إلى 48 جثة.
ولا تزال عمليات البحث متواصلة عن ضحايا المركب الذي غرق قبالة السواحل التونسية، والذي كان ينقل المهاجرين إلى إيطاليا.
وقد تم إرسال كلّ الجثث، إلى ميناء الصيد البحري بصفاقس، حيث تمّ نقلهم إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في صفاقس.
ولفظ البحر، الثلاثاء الماضي، في جزيرة قرقنة، جنوب شرق تونس، أكثر من 20 جثة لمهاجرين أفارقة، طفت أجسادهم على سطح الماء، فيما غاب أثر المركب الذي كان يقلّهم.
وقال الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس، مراد التركي، اليوم الخميس، إنّه تمّ انتشال جثث الضحايا، ومن بينهم تونسي واحد، يرجّح أن يكون ربّان المركب.
وأفاد التركي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن الجثث التي تمّ رفعها من قبل الأمن البحري والدفاع المدني، تعود إلى مهاجرين أفارقة، من بينهم أكثر من 21 امرأة وطفلان. ورجّح ارتفاع حصيلة الضحايا، في الساعات المقبلة، على اعتبار أنّ المركب كان يقلّ أكثر من 50 شخصاً، لم يتم إنقاذ أحد منهم.
والثلاثاء، أبلغ قارب صيد، جيش البحر، عن وجود جثث طافية على سطح الماء، قبالة جزيرة قرقنة، وأنّها تقترب من الشاطئ بعد أن دفعتها الأمواج نحو البرّ.
وتمّ على أثرها إعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس، والتي أذنت بفتح تحقيق للكشف عن تفاصيل الحادثة، ومعرفة المتّهمين بترتيب محاولة الهجرة، التي انتهت بغرق المهاجرين.
وكشفت المعطيات الأولية أنّ المهاجرين لقوا حتفهم بعد تعرّض مركبهم للغرق، قبل الوصول إلى وجهة أوروبية، في رحلة غير شرعية انطلقت من شاطئ قريب من جزيرة قرقنة. وكان على متن المركب 53 مهاجراً، انطلقوا من سواحل صفاقس، قبل خمسة أيام باتجاه إيطاليا.
ويمثّل الأفارقة 62% من الأشخاص المشاركين في رحلات الهجرة السرية، التي أحبطها الأمن التونسي، بحسب بيانات رسمية.
وكشف تقرير صدر عن شبكة الجمعيات الأفريقية الأروربية، أنّ السفر إلى أوروبا عبر البحر، هي الفكرة التي تسكن أذهان المهاجرين منذ بداية سنة 2020، رغم قدومهم إلى تونس بحثاً عن ملجأ آمن، بعد مرورهم بتجارب قاسية في ليبيا.