وقال الناشط علي المنصوري، لـ"العربي الجديد"، إن "تظاهرات اليوم وضعت مطلباً جديداً وأساسياً إلى جانب الطلبات السابقة التي كان المحتجون ينادون بها، وهي المطالبة بمحاكمة قائد عمليات البصرة جميل الشمري"، مبيناً أن "المحتجين ليل البارحة، شكلوا فرق مناوبة لحماية المنشآت الخدمية والمؤسسات الحكومية، فالهدف من التظاهرات الشعبية ليس التخريب إنما لإصلاح الوضع".
وأضاف أن "الأهالي والعشائر في البصرة سيتدخلون بأنفسهم، في الوقت الذي لن تستطيع فيه الحكومة محاسبة الشمري، الذي أمر قواته بفتح النار على المتظاهرين".
بدوره، هدّد أحد شيوخ عشيرة البو عامر في البصرة، ساهر الجدوع العامري، "العناصر الأمنية من فتح النار على المتظاهرين، في الاحتجاجات المقبلة"، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن "من يقتل أياً من المتظاهرين فدمه مهدور، وسنلاحقه، ونلاحق من يسانده ويؤيده حتى ولو كان رئيس الحكومة العراقية، ونطالب بإعدام معطي أوامر قتل المتظاهرين الفريق جميل الشمري".
وتابع أن "الحكومة حتى الآن لم تتخذ أي إجراء سليم في التعامل مع المتظاهرين، وإن كانت الحكومة تعتقد أن مواجهة المحتجين بالنيران، فلدينا سلاح أيضاً ويمكننا طرد العسكريين من مدننا والسيطرة على المحافظة، ونستطيع أيضاً حماية وإدارة البصرة ومؤسساتها. ولكننا نؤمن بالدولة ونريد منها معالجات فورية لأزمة المياه ومحاسبة المتورطين بقتل أبناء البصرة".
وعلى خلفية النزاعات العشائرية المسلحة وجرائم القتل والخطف، التي شهدتها البصرة في منتصف عام 2015، كلّف رئيس الحكومة حيدر العبادي الفريق الركن جميل الشمري لتولي قيادة عمليات المدينة، وهو أعلى منصب عسكري في المحافظات العراقية، وكان الشمري قبل ذلك قائد عمليات الرافدين، في محافظة ديالى.
إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة البصرة، مجيب الحساني، لـ"العربي الجديد"، إن "المتظاهرين الغاضبين أحرقوا يوم أمس مبنى محافظة البصرة وتضررت دائرة التخطيط ومجموعة كرفانات، والحسابات، ودائرة الحسابات التشغيلية، وبسبب الحريق، اختفى كثير من الأضابير تضم أوراقاً مهمة تتعلق بمصالح الناس ومتعلقات رسمية وخطابات بين البصرة وبغداد"، مشيراً إلى أن "وصول المتظاهرين إلى استخدام المتفجرات والمولوتوف وإطلاق النار، ينبئ بكارثة أمنية خطيرة، وعلى الحكومة اتخاذ إجراءات سريعة لحل الأزمة".
وتابع أن "دور حكومة البصرة المحلية الآن هو العمل على التهدئة ما بين القوات الأمنية والمتظاهرين، لحقن دماء الطرفين"، لافتاً إلى "انتشار القوات الأمنية بشكل مكثف في وسط المدينة، وتركزها على تعزيز أعدادها في نقاط التفتيش، وعمل حلقات أمنية جديدة لحماية الدوائر الحكومية".
وكان الرئيس فؤاد معصوم قد دعا، في بيان، القوات العراقية للتحقيق العاجل في حادثة سقوط ضحايا بين المتظاهرين في البصرة، مطالباً بحماية أمن المواطنين، وضمان حق المتظاهرين بالتعبير السلمي.
وأشار إلى أنه يبذل جهوداً لاتخاذ إجراءات سريعة وواقعية وفورية لمعالجة أزمة البصرة، وتلبية المطالب المشروعة للمحافظة.
وأضاف "نتابع باهتمام بالغ، وأولاً بأول، تطور الأوضاع الراهنة في محافظة البصرة"، معبراً عن أسفه لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين الذين اندفع بعضهم باتجاه إضرام النار في بعض المواقع والممتلكات الحكومية.