تضيق الأوضاع المعيشية في مناطق الشمال السوري، الخاضع لسيطرة المعارضة، تحت وطأة ارتفاع الأسعار التي طاولت الخبز، بينما كانت الكثير من الأسر قد استغنت عن العديد من السلع الغذائية في ظل الغلاء الناجم عن تهاوي سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
يحار أبو عبدو ملحم، المقيم في بلدة دارة عزة في ريف حلب، في توزيع الخبز على أبنائه الخمسة وزوجته ووالدته، فلم يعد قادراً على شراء كمية كافية من الخبز، بعدما أصبح سعر الربطة بـ500 ليرة، بحسب حديثه مع "العربي الجديد"، قائلاً "نحتاج على الوجبة الواحدة على الأقل إلى ربطة ونصف، أي في اليوم إذا افترضنا أننا تناولنا 3 وجبات فنحن بحاجة إلى خمس ربطات خبز، ثمنها 2500 ليرة في اليوم، وكل ربطة بداخلها 8 أرغفة، وهذا مبلغ كبير علينا".
وأضاف ملحم "حاولنا أن نضبط استهلاكنا للخبز ليصل إلى ثلاث ربطات فقط، علما أن الخبز هو المادة المشبعة الرئيسية على وجباتنا، وإلا لن نشعر بالشبع، وخاصة أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة".
ويبلغ عدد سكان بلدة دارة عزة في ريف حلب نحو 70 ألف نسمة، يعانون من ارتفاع سعر ربطة الخبز، بحسب ما قال رئيس المجلس المحلي في دارة عزة يحيى حشيشو، لـ"العربي الجديد".
وعزا حشيشو غلاء الخبز إلى عدم وجود دعم للأفران، في حين ارتفعت أسعار الطحين، ليتراوح سعر الطن الواحد ما بين 280-300 دولار أميركي بحسب نوعيته، وبرميل المازوت الأوروبي 118 دولاراً، في حين يوجد مخبزان واحد عام والثاني خاص.
وقال "في بعض البلدات هناك دعم للخبز، ما يجعل سعر مبيع الربطة 300 ليرة فقط، بالنسبة لنا كانت هناك منظمات داعمة لكن توقفت عندما اقترب نظام بشار الأسد من البلدة، وكان دعماً جزئياً بسيطاً خاصاً بشريحة محدودة من الأهالي".
أما في مدينة الباب بريف حلب، فقد عاش أهلها قبل أيام أزمة خبز، بعدما قطعت المنظمة الداعمة للطحين دعمها، ما رفع سعر ربطة الخبز بشكل كبير، بحسب علي الحلبي.
وقال الحلبي: "عندما ارتفع سعر الخبز خرجت مظاهرات، بسبب توقف منظمة آفاد التركية عن دعم الطحين، ما دفع المجلس المحلي للتدخل وإعادة السعر لما كان عليه؛ 200 ليرة سورية للربطة التي يوجد بها 6 أرغفة ووزن 600 غرام".
وتابع "توجد ربطة خبز سياحي بسعر 300 ليرة، ولكن وزن الربطة 350 غراماً وفيها خمسة أرغفة، وهذا الخبز غير مدعوم حاله حال الفرن الخاص والذي يبيع الربطة بـ350 ليرة، وعلى البسطات الخاصة تكون أغلى".
وبين أن "الدعم توقف قبل نهاية رمضان بأسبوع، لكان احتياطي الطحين في الأفران أجّل الأزمة حتى نفاد الاحتياطي، ما رفع سعر الربطة من 200 إلى 350 ليرة، حيث تدارك المجلس المحلي الأمر وأرجع سعر الخبز للسعر المعتاد".