فتحت بعض المصارف في غزة أبوابها اليوم الثلاثاء على استحياء، بينما أغلقتها أخرى في وجه العملاء والمستفيدين، الأمر الذي تسبب في ازدحام واكتظاظ شديد للمواطنين الذين يرغبون بإنهاء معاملاتهم المالية سريعاً في صورة تعكس ارتباكاً شديداً في عمل مصارف قطاع غزة.
وجاء الإغلاق والاكتظاظ ةالارتباك في العمل أمام المصارف وداخلها بعد ساعاتٍ من قيام ملثمين مجهولين بتحطيم عدد من الصرافات الآلية التي تتبع لمصارف عاملة في القطاع إلى جانب تحطيم أجهزة تصوير المصارف، الأمر الذي دعا الآلاف من المواطنين للذهاب إلى المصارف لسحب بعض ودائعهم وإنهاء أعمالهم سريعاً، نتيجة مخاوف من إغلاقها مجدداً.
لم يتوقف الأمر عند الحركة الكبيرة للمودعين، فقد تحوّلت المساعدات المالية لآلاف الأسر الغزية الفقيرة (مساعدات الشؤون الاجتماعية) إلى نقمة نتيجة إغلاق أبواب عدد من المصارف والازدحام والتدافع بين المواطنين أمام وداخل بعضها.
وزاد ما جرى مع المصارف، اليوم، مخاوف المواطنين من تطورات سلبية قد تؤدي إلى مزيد من الإغلاق والتضييق على المصارف بالتزامن مع قرب تلقي موظفي السلطة الفلسطينية رواتبهم من حكومة التوافق، دون أي معلومات عن رواتب موظفي الحكومة السابقة في غزة.
وقال مصدر نقابي في غزة، لـ"العربي الجديد"، إن إغلاق المصارف خيار وارد إن لم يتلقّ موظفو الحكومة السابقة رواتبهم من حكومة الوفاق الوطني، مشيراً إلى أن المصارف تتحمل جزءاً من المسؤولية إذ رفضت تسلّم المنحة القطرية.
شكاوى المواطنين
وشكا مواطنون التقاهم مراسل "العربي الجديد"، من تعامل "فوقي" للمصارف مع المواطنين والمودعين، وخصوصاً المستفيدين من مساعدات الشؤون الاجتماعية.
وصبّ المواطن محمود إبراهيم (45 عاماً) جام غضبه على إدارة المصرف الذي يتسلم منه مستحقاته، مشيراً إلى أن المعاملة التي يجري فيها التعامل مع المواطنين غير إنسانية.
وأضاف، في حديثه مع "العربي الجديد"، "العاملون في المصرف يتمردون علينا ويعاملوننا معاملة سيئة، لذلك فإن إدارته لا تصلح لأن تدير المصرف إطلاقاً".
وأوضح أن إدارة المصرف تمارس العديد من الأساليب السيئة تجاههم والتي تزيد من معاناتهم التي وصلت إلى درجة الإذلال، متابعا: "مثلا كان من المفترض أن تفتح المصارف أبوابها الساعة العاشرة صباحاً، غير أن ذلك لم يحصل، فمعظمها فتحت أبوابها بعد الحادية عشرة، وبدأت بالعمل وتسليم المواطنين مستحقاتهم بصعوبة وبطء، ما جعل الأعداد تزداد بشكل كبير".
ورغم أن أحد المصارف الفلسطينية في مدينة غزة فتح أبوابه على مصراعيها، إلا أن الاكتظاظ كان سيد الموقف، فمئات المواطنين يتواجدون في مساحة محدودة بداخله أدّت إلى العديد من حالات الاختناق.
وقالت إحدى المواطنات لـ"العربي الجديد" إن من تسبب بالاكتظاظ الكبير ليسوا المواطنين وإنما إدارة المصرف التي تمارس سياسات خاطئة واستعلائية تجاه المواطنين، واصفة اياها بـ"اللامبالاة". وأضافت "ما يحصل اليوم هو ظلم كبير، فالآلاف من المواطنين يتسلمون مستحقاتهم وأموالهم من خلال ثلاثة موظفين فقط، فهذا أمر يدعو إلى الاشمئزاز".