اختفت دراجته الهوائية... فوجدها للبيع في متجر الدراجات

12 يوليو 2015
يقبلون على استعمال الدرجات الهوائية من مختلف الأعمار(ناصر السهلي)
+ الخط -
ذهب شاب دنماركي إلى أحد متاجر الدراجات في منطقة "نوربرو"، الشارع الأكثر ازدحاماً بالدراجات وطرقاتها، فكانت صدمته أن شاهد دراجته تُجهّز لإعادة طلائها وعرضها للبيع. اتصل الشاب فوراً بالشرطة التي حضرت واكتشفت بأن صاحب المتجر لديه ما بين 250 إلى 400 دراجة مسروقة، وبعضها من أثمن الدراجات وأغلاها.

وفي تصريح مقتضب، قال مسؤول البحث الجنائي، سجاد حيدر، من شرطة كوبنهاغن، لوكالة الأنباء الدنماركية: "ما زلنا نحصي العدد. هناك أنواع مختلفة منها بما فيها دراجة كريستيانيا (وهي دراجة عائلية والأكثر شهرة في البلاد)، وهناك دراجات باهظة الثمن بين تلك المسروقة والمعروضة للبيع".

تم توقيف صاحب المتجر واتهامه بترويج المسروقات، وهي ليست تهمة بسيطة في بلد تُسرق فيه سنوياً 60 ألف دراجة من مختلف الأنواع، بحسب مركز الإحصاء الدنماركي. تهمة الترويج للمسروقات قد تؤدي بصاحبها، بحسب قانون العقوبات، إلى 6 سنوات سجن فعلي.

وتعترف الشرطة الدنماركية بأنها تواجه معضلة حقيقية في حل لغز السرقات تلك، فقد تبيّن لها خلال التحري والبحث في ذلك المتجر بأن بعض الدراجات يجري مسح الرقم التسلسلي (الذي يوجد على كل دراجة لتأمينها في شركات التأمين)، ثم يتم ترويجها على أنها دراجة مستعملة لتباع لزبائن آخرين.

تعد الدنمارك البلد الثاني بعد هولندا من حيث استخدام الدراجات الهوائية، لكنها تتفوّق عليها بأن كل مدنها مربوطة ببعضها بشوارع ومسارات خاصة بالدراجات الهوائية، حيث يستطيع الدراج قطع البلاد طولاً وعرضاً.

وثقافة الدراجات الهوائية تنغّصها عمليات السرقة التي كانت قد احترفتها في السابق عصابات من أوروبا الشرقية، حيث كانوا يجمعون مسروقاتهم في مستودعات وغابات ومن ثم يحملونها بشاحنات إلى بلادهم لإعادة بيعها. وفي العام الماضي لوحده أصدرت المحاكم الدنماركية 400 حكم على سُرّاق الدراجات الهوائية، وهو رقم لا يشمل 700 اتهام بل فقط الأحكام.

تبقى الإشارة إلى أن السرقات التي يتقدم أصحابها بمطالب تعويضية من شركات التأمين عنها ليست بريئة دوماً. ففي البلديات الدنماركية المختلفة تجوب سيارات متخصصة تنتشل من الجداول والأنهر والبحيرات تلك الدراجات التي يرميها أصحابها طمعاً في التعويض وتجديد نوع دراجاتهم.

الدراجات الهوائية التي تعثر عليها البلديات وتلك المسروقة التي تستردها الشرطة أو التي تجدها غير مقفلة في الغابات، يتم تجميعها وانتظار أصحابها لاستعادتها، وإذا لم يأتِ إحد لاستعادتها، فعند ذلك تباع تلك الدراجات في مزادات علنية للشعب بفاتورة وختم الشرطة حتى لا يتورط المُلّاك الجدد بأية مشاكل قانونية أو اصطدام مع أصحاب تلك الدراجات، كما حدث مع ذلك الشاب في متجر يعج بالدراجات حين اكتشف بأن دراجته المسروقة كانت تعد للبيع لزبون آخر.
 
المساهمون